|  آخر تحديث مايو 10, 2024 , 18:25 م

الإخوان باعوا غزة


الإخوان باعوا غزة



احتلت إسرائيل النقطة الأخيرة من غزة، وهي معبر رفح، المنفذ الوحيد الذي يصل غزة بالعالم، وشريان الحياة الذي تدخل منه المساعدات الإنسانية، ولم تعد غزة تملك حريتها، أو شيئاً من حريتها التي سلبت منها قطعة تلو قطعة!

هذا ما أرادته حركة حماس عندما فعلت ما فعلته في السابع من أكتوبر، بعد أن حرضتها أطراف خارجية جبانة، رفعت يدها وقت الشدة متخلية عن أوهام «محور المقاومة» و«وحدة الجبهات»، مكتفية بصواريخ ومسيرات تطلق ولا تصيب شيئاً، وبعد أن هرب من كانوا يمشون في شوارع غزة رافعين علامات النصر، واختفوا في ليلة ظلماء مثل الجرذان، وتأكد لنا بعد كل ما شهدناه حتى الأمس أن الهجوم على غلاف غزة لم يكن تقصيراً من نتانياهو وأجهزته الأمنية، بل خطة مدروسة، ورتبت «سيناريوهاتها» بعناية!

من يظن أن الهدنة المنشودة ستكون نهاية للمأساة فهو مخطئ، فالقادم سيكون أسوأ من الذي مضى، فقد سلمت غزة بأهلها للمتطرفين الباحثين عن التوسع حتى تحقيق الحلم المرسوم في الخرائط خلف مكتب نتانياهو، باعها الإخوان، باعوا غزة التي قال أحد رموز حماس ذات يوم «إن فلسطين وليست غزة فقط لا تهمهم، فهي نقطة على الكرة الأرضية لا تكاد ترى»، وقد نفذ كلام «محمود الزهار»، ذلك الذي لم يره أحد منذ 7 أكتوبر، ولم نسمع له تصريحاً، وغيره من «أعضاء المحفل»، كلهم ذهبوا إلى «أماكن آمنة»، رتبت لهم، هم وحقائب الدولارات!

غزة لن تعود كما كانت، مخططات المستوطنات جاهزة، ومناطق المخيمات محددة، وسيتكرر فصل التفتيت لما تبقى من فلسطين، تماماً كما حدث في الضفة الغربية التي يعيش فيها قرابة نصف مليون إسرائيلي اليوم تحت نظر السلطة، ومثلهم سيكونون في غزة، وهذا ما أعلنته منظمات المستوطنين فور بدء الاجتياح الإسرائيلي للقطاع، وكرره بن غفير عدة مرات، وها هم ينفذون آخر مراحل الإعداد للتنفيذ برفع العلم الإسرائيلي على معبر رفح المواجه لمصر.

المغامرة المدروسة التي تحدث عنها خالد مشعل تحولت إلى «خطة مدروسة» أبطالها الإخوان الذين اعتادوا على الخيانة وبيع الأوطان.

 

 

بقلم: محمد يوسف


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com