في ظل التوسع الهائل للنمو العالمي في قطاع السياحة والسفر وريادة الأعمال تشهد مدينة دبي إستقبال حدثاً رائداً بعد نجاحه علي مدار الثلاثة عقود الماضية في تسليط الضؤ علي التوجهات العالمية لتمكين الإبتكار ودعم الثقافات، هو الوجهة الأمثل لتنمية الأعمال ،ملتقي معرض ” سوق السفر العربي”في الفترة من 6 إلى 9 مايو 2024 حيث يستقطب أكثر من 1500 عارض ومشارك ينتمون لأكثر من 150 دولة، ويجتذب أكثر من 23 ألف زائر سنويا، كما يستقطب المعرض، أبرز الهيئات السياحية والفنادق وشركات الطيران ،ومقدمي تكنولوجيا السفر عبر العالم ،والذي لا تنحصر أهدافه في دعم قطاع السفر والسياحة فحسب ،فلا يمكننا إنكار دور قادة القطاع للمشاركة سوياً في تسليط الضؤ علي تعزيز الاستثمارات المستدامة “تعهد الإستدامة” والقضايا الهامة في قطاع السفر بإعتباره منصة مثالية للإستفادة من فرص التواصل الفعال لإقامة شراكات ناجحة طويلة الأمد تهدف بدورها في تعزيز إستراتجيات التنمية المستدامة عالمياً واﻟﺴﻌﻲ اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻧﻮﻋﻴﺔ الحياة اﻹﻧﺴﺎﻧية ﻣﻊ اﻷﺧذ بعين الإعتبار قدرات النظام البيئي الذي يحتضن الحياة والعناية بالموارد الطبيعية ،
من منظور “Sociology “علم الإجتماع
تعتبر السياحة من أهم القطاعات الإقتصادية لدي الكثير من الدول النامية ،ولا ننكر أن السياحة واحدة من أهم الصناعات نمواً في العالم ومصدر هام للعملة الاجنبية والعمالة علي الصعيد الإقتصادي ،ولكن مهم الأخذ في الإعتبار ان التنمية السياحية هي عملية تثاقف قيمي وحضاري قبل أي شئ ،
هناك علاقة وطيدة بين نمو قطاع السياحة البيئية وتعزيز الإستدامة بترشيد السلوكيات والممارسات الفردية في التعامل مع البيئة وتشجيع أنماط إستهلاكية تحقق التوازن علي مستوي الأفراد قبل الجماعة، فمن خلال الإدارة الجيدة ووضع مقاييس ومعايير مناسبة يمكن لقطاع السياحة التخطيط لحماية البيئة الطبيعية المحلية والدولية بدراسة طاقة الإستيعاب من خلال تسليط الضؤ علي الاقاليم التي تتجمع فيها مقومات التنمية السياحية من عناصر جذب طبيعية وحضارية وثقافية، ويساندنا في ذلك التقدم التكنولوجي الذي يدعم إستخدام الطاقات الجديدة وتنمية مصادر الثروة البشرية في كافة المجالات ،
وحتي يكتمل مفهوم السياحة البيئية مهم أن لا نتوقف علي النظر للسياحة من بعد إقتصادي
تجاري بحت، فعلي الصعيد الإجتماعي والثقافي يمكننا الدمج بين الإستغلال الأمثل للموارد
والإمكانيات المتاحة بما يخدم نمو مجالات التنمية السياحية والتأكيد علي مشاركة الأفراد في تحقيق التوازن مع الحفاظ علي هويتهم الإجتماعية والثقافية عن طريق تدريبات توعوية وانشطة سياحية تٌفعل ثقافة بيئية من منظور شامل متطور يربط مستقبل الإنسان بمستقبل البيئة والتي بدورها تحقق سياحة بيئية مستدامة ،
و يدعم ذلك ممارسة الإبتكار والسلوكيات الإبداعية دون المساس بنوعية البيئة او التأثير عليها بخلق معرفة توعوية بيئية تخدم الهدف وتحقق تواصل فعال علي المستوي الدولي بنقل الصورة والهوية الثقافية للدول عن طريق تثقيف العاملين في قطاع السياحة وتدريبهم علي معاملة السائح بوعي ثقافي مجتمعي يعبر عن البيئة السياحية لكل دولة علي حدا.
تٌعرِّف منظمة السياحة العالمية السياحة المستدامة بأنها ”السياحة التي تراعي بصورة كاملة آثارها الإقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمقبلة، وتلبي إحتياجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة“.
وفي عام 2002، دعا مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة المعقود في جوهانسبرغ إلى تعزيز تنمية السياحة المستدامة، بما في ذلك السياحة غير الاستهلاكية والبيئية، كما أُعلن بدء تنفيذ مبادرة ”السياحة المستدامة – القضاء على الفقر“. ودعمت منظمة السياحة العالمية هذه المبادرة بالتعاون مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، بغية تطوير السياحة المستدامة باعتبارها قوة لتخفيف حدة الفقر.
لذا توجب الإلتفات إلى أهمية الجوانب الاجتماعية والثقافية والبيئية ودورها في ترشيد الفعل السياحي لتحقيق التنمية المستدامة التي تؤكد على أهمية تحقيق التنمية الاقتصادية دون إغفال متطلبات أجيال المستقبل ، من جهة في تعزيز النمو الاقتصادي وتقليل نسب البطالة، وتحفيز الإستثمار في مناطق الجذب السياحي ، وما يتبعه من تحقيق التوازن البيئي عند ممارسة النشاطات السياحية بما يسهم في زيادة الوعي البيئي لدى الأفراد من جهة أخرى.
بقلم: د. رشا أبو العز