|  آخر تحديث فبراير 21, 2016 , 1:17 ص

الأردن.. الدولة الناجية من تطرف «داعش» في المنطقة العربية


استطاع الحفاظ بمستوى عال من الحرفية بين مؤسساته الأمنية وتعامله الهادئ مع التظاهرات المطالبة بالإصلاح

الأردن.. الدولة الناجية من تطرف «داعش» في المنطقة العربية



نشر موقع مجلة «فورين أفيرز» تقريرا للصحفي آرون ماغيد، يتحدث فيه عن السبب الذي منع تنظيم داعش من استهداف الأردن، مع أنه ضرب معظم الدول المجاورة وأماكن أبعد منه.

وتقول المجلة، إن الأردن في ظروفه الاقتصادية وموقعه، يبدو الهدف الرئيسي لتنظيم داعش، لكن الأخير لم ينفذ فيه أي عملية، ولا يزيد عدد القتلى في حوادث مرتبطة بالتنظيم على 5 حالات، مع أن الظروف المحيطة به تظل محلا للجدل، والسؤال: ماذا فعلت السلطات الأردنية كي تمنع وصول الجهاديين إلى أراضيها؟.

وأشارت التقرير إلى أنه لا يوجد دولة في العالم تستطيع منع حدوث العنف وللأبد، لكن الأردن استطاع، من خلال الحفاظ على مستوى عال من الحرفية بين مؤسساته الأمنية، وتعامله الهادئ مع التظاهرات المطالبة بالإصلاح، وإقامة علاقات بناءة مع الإسلاميين، أن يحد من تهديد تنظيم الدولة، وفي منطقة تتداعى فيها الدول، فإن هذا يعد إنجازا يستحق الاعتراف به.

ولفت التقرير إلى أن المخابرات الأردنية تعد السابعة في العالم، بحسب تصنيف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ولدى الأردن 100 ألف جندي في الخدمة الرسمية و 65 ألف جندي احتياط، مشيرا إلى أن المخابرات الأردنية لديها خبرة تعود إلى عقود في التعاون مع الأجهزة الأمنية الغربية في مجال مكافحة الإرهاب، ولدى “سي آي إيه” عناصر «مرفقة افتراضيا» مع المخابرات العامة الأردنية، وتتعاون الوكالتان في إدارة عمليات مشتركة.

ويعتقد التقرير أن الفضاء السياسي المفتوح نسبيا هو المفتاح الذي منع من هجمات الجهاديين، مشيرا إلى أنه في أثناء الربيع العربي تبنى الأردن اتجاها سلميا من الثورات العربية، وقلل من وقوع الضحايا، خلاف ما حدث في سوريا وليبيا، اللتين استخدمت فيهما المؤسستان الحاكمتان الخيار الأمني، وهو ما أدى إلى تنفير قطاعات واسعة من السكان، وفتح المجال أمام ظهور تنظيم الدولة.

وينوه الكاتب إلى أن ملك الأردن رد على التظاهرات المناهضة للفساد بحل حكومة سمير الرفاعي، وعقد الانتخابات البرلمانية عام 2013، فيما تجنبت الأجهزة الأمنية سياسة اليد الحديدية، على خلاف دمشق وبنغازي.

ويورد التقرير أنه في مدينة معان، عندما اندلعت الاحتجاجات ضد قمع الشرطة، استقال وزير الداخلية حسين المجالي، وقامت الحكومة بعزل مدير الأمن العام توفيق الطوالبة، وبهذا الحسم تجنبت الحكومة توسع الاحتجاجات.

وبذلك تجنبت الحكومة توسع الاحتجاجات وتحولها إلى مواجهات دموية يستغلها المتطرفون، وردت على بعض مطالب السكان، ونشرت قوات الأمن في المنطقة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com