في بيانه للإعلان عن ترشحه مستقلاً لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وضع الجميع في سلة واحدة، وأعلن الحرب عليهم، فالذين تمكنوا من تشكيل المنظومة الحاكمة في الديمقراطيات الحديثة لن يتخلوا عن مكاسبهم، ومن يريد أن يزعجهم عليه أن يكون مسلحاً بأدوات قادرة على إنهاء سيطرتهم على مراكز اتخاذ القرار، ولم يتسن له بسبب أحداث غزة أن يفسر طرحه وخارطة الطريق التي سيسير عليها، كما لم تسمح الأحداث المتلاحقة للمنافسين بأن يكشروا عن أنيابهم.
وسأنقل ما جاء في البيان حرفياً حتى نتبين بدقة إلى أي اتجاه قرر روبرت كينيدي الذهاب. فهو يقول «أعلن نفسي مرشحاً مستقلاً لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر من ذلك منحت صوتي إلى كل الأشخاص الذين سئموا، وكل الأشخاص الذين لديهم أمل، لإصدار إعلان استقلال جديد لأمتنا بأكملها، قد أعلنت استقلالي عن الشركات التي اختطفت حكومتنا لاستغلالنا من أجل الربح، وقد أعلنت استقلالي عن «وول ستريت» وشركات التكنولوجيا الكبرى، وشركات الأدوية الكبرى، وشركات الزراعة الكبرى، والمقاولين العسكريين، وجماعات الضغط التابعة لهم، والتي يفوق عددها الآن عدد أعضاء الكونجرس 20 إلى 1، وأعلنت الاستقلال عن الإعلام المرتزق الذي يحثنا إلى الأبد على كراهية جيراننا، والخوف من أصدقائنا، وأعلنت الاستقلال عن النخب الساخرة التي تخون أملنا وتضخم انقساماتنا.
لم يترك أحداً، ولم يتردد في ذكر أسمائهم، مستنداً إلى الأكثرية الصامتة، والتي اشتهرت بالسلبية، ونسبة خذلان كينيدي من قبلهم عالية، ولكنها محاولة قد تمر بسلام، حيث تكون صناديق الاقتراع هي الحكم، وقد تكون قاسية ومؤلمة، لهذا طرحت في الأيام الثلاثة الماضية الأسئلة أو الاستفسارات، وهي ناتجة عن «عبر تاريخية» تجرأ روبرت كينيدي الابن على تحديها، رغم أن الشواهد تقول إن العبور شبه مستحيل!
بقلم: محمد يوسف