|  آخر تحديث يوليو 29, 2023 , 1:28 ص

التعافي من الإدمان


التعافي من الإدمان



التفكير السلبي، الإسراف في التفكير، الإفراط والإدمان وكل أنواع التفكير التي تسبب التوتر والتعاسة والعجز.. قد يدهشكم كم المشكلات والصعوبات التي تعترض طريقنا وتوقف تقدمنا وتحبطنا وتسبب لنا الفشل، إنها نتاج لطبيعة رؤيتنا وتفكيرنا وطريقة التعاطي معها وأسلوبنا في معالجتها.. لا يتعلق التعافي من التفكير المفرط بإيقاف أفكارنا أو السعي لحياة خالية من التفكير، لا يتعلق الأمر بتغيير ما يدور في أفكارنا أو تغيير مسارنا من السلبية إلى الإيجابية، يحدث التعافي عندما نغير الطريقة التي نتفاعل بها مع الأفكار والقيمة التي نعطيها لها والاعتقاد الذي نستثمره فيها.

إن أفضل طريقة لتغيير حياتك هي تغيير نفسك التي تعيش الحياة، عندما تتغير نظرتك إلى العالم يتغير ما نراه، قد تتغير نظراتك لها عندما تتغير علاقتك بأفكارك، يكمن التعافي في أن تتوقف عن محاولة السيطرة على أفكارك، توقف عن محاولة هزيمتها، فإن ما يحررنا من التفكير السلبي ليس كسب الحرب ضد أفكارنا إنما الخروج من هذه الحرب منتصرين،  عامل أفكارك كما تعامل الأمور العادية التي تراها في حياتك، أي شيء يمر عليك في المنزل، ألعاب أطفال، ملابسك، أغراضك، كتبك، سيارتك وغيرها تخيل تلك الأغراض بمثابة الأفكار التي تطحننا صباحاً ومساءً، ماذا لو عاملناها دون اهتمام؟ ولم نركز عليها، عندها لن تجد لها قيمة.

في لحظة انظر للسماء وتأمل معي الأشياء التي تتحرك فيها مثل الطائرة والسحاب والطيور على اختلافها وغيرها.. كلها نراها ولكن لا نركز معها، لهذا تحتاج أفكارنا لهذا النوع من عدم التركيز والتمعن فيها حتى لا نسقط في دوامة الإدمان، ببساطة نحتاج للوعي بأفكارنا وما نخطط له والكيفية التي نستجيب لها، عندما نستطيع تحرير أنفسنا داخلياً، عندما لا نضطر للتفكير والانسياق وراء كل فكرة تدور في عقولنا، عندما نتوقف عن الإيمان بأن أفكارنا السلبية صحيحة ومؤكدة ومهمة، نتعافى عندما نتحرر من مضمونها، وأن التفكير في المشكلة لا يضمن حلاً أو إحساساً بالرضا أو السلام عندئذ يمكن التحرر من التفكير المفرط، إن الوعي الذي يكبر في دواخلنا بخصوص أفكارنا وطريقة التحكم بها يجعلنا غير ضائعين فيها.

إننا في كل محطة من محطات الحياة مطالبون بالتفكير السليم الصحيح، فالتفكير هو الذي يقود تعاملاتنا وهو المفتاح للحلول الصحيحة وهو المنقذ من براثن إضاعة الوقت وبذل الجهد على مشكلة أو عارض يعترض طريقك دون أن تجد له حلاً أمثل أو أن تتعامل معه بطريقة عبثية وغير صائبة وبعيدة عن الموضوعية.

المهم في هذا السياق أن نفهم أننا نملك المفتاح للتغلب على الصعاب، نحتاج التفكير الإيجابي الذي يقودنا نحو الحل بكل سهولة ويسر.

 

 

بقلم: فاطمة المرزوقي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com