|  آخر تحديث مايو 12, 2023 , 16:19 م

خليفة بن زايد.. رحلة عطاء ركيزتها الإنسان


خليفة بن زايد.. رحلة عطاء ركيزتها الإنسان



شكلت نشأة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد “رحمه الله” وملازمته للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” الأثر البالغ في الاهتمام المباشر باحتياجات المواطنين والسكان في أبوظبي والدولة، حيث حرص الشيخ زايد على اصطحاب نجله الأكبر في معظم نشاطاته، وزياراته اليومية، وصولاً إلى مرحلة قيام الاتحاد ومعايشته للظروف والتفاصيل المرتبطة بحياة سكان الإمارات واطلاعه على احتياجاتهم في مجالات الإسكان والتعليم والصحة والبنية التحتية وغيرها، قبل أن ينطلق بعطائه نحو تأمين أكبر قدر من الرفاهية والحياة الكريمة لشعبه.

 

 

ولد الشيخ خليفة عام 1948 في واحة العين الداخلية في المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي بالقرب من الحدود مع سلطنة عمان.

وقد سمي على اسم جده الأكبر – الشيخ خليفة بن شخبوط آل نهيان، وكان الابن الأكبر لمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وأول رئيس لها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

يعود نسبه إلى قبيلة بني ياس التي تُعدّ القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية، التي استوطنت دولة الإمارات العربية المتحدة، وقادت حلفا من القبائل العربية، عُرف تاريخياً باسم “حلف بني ياس “.

تولى الشيخ خليفة منصب رئيس دولة الإمارات وحاكمًا لإمارة أبوظبي منذ 3 نوفمبر 2004. وانتُخب خلفًا لوالده الشيخ زايد بن سلطان الذي خدم من عام 1971 حتى وفاته في 2 نوفمبر 2004، بعدما واكب مسيرة والده في جميع مراحلها، حيث عُيّن ولياً لعهد إمارة أبوظبي في الأول من فبراير عام 1969، ورئيساً لدائرة الدفاع، وتولّى بحكم منصبه قيادة قوة الدفاع في الإمارة، ولعب دوراً أساسيا في تطويرها، وتحويلها من قوة حرس صغيرة، إلى قوة متعددة المهام، مزودة بمعدات حديثة.

 

وفي إطار اهتمامه بتطوير البنية التحتية والمرافق الخدمية في دولة الإمارات، كان الشيخ خليفة بن زايد من أهم داعمي بناء أعلى برج في العالم، برج خليفة، الذي يعد أعلى بناء شيده الإنسان بارتفاع 828 مترا، والذي بدأ تشييده قبل أشهر من وفاة والده سنة 2004 وتم افتتاحه في مطلع سنة 2010.

وحلت دولة الإمارات في المركز الأول إقليمياً فيما حظيت بالمركز التاسع عالمياً في مؤشر جودة البنية للموانئ وفقاً لتقرير تنافسية السفر والسياحة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2021.

 

 

ومع انتقال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” إلى مدينة أبوظبي ليصبح حاكم الإمارة في أغسطس 1966، عين نجله الشيخ خليفة ممثلاً له في المنطقة الشرقية حيث سار “رحمه الله” على خطى والده، واستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة الشرقية، محققاً نجاحات ملحوظة مهدت لبداية مسيرة مهنية طويلة في خدمة الشعب.

وخلال السنوات التالية، شغل الشيخ خليفة عدداً من المناصب الرئيسية، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جملة من المشاريع الكبرى. وتوجت تلك الحقبة بتعينه “رحمه الله” في 1 فبراير 1969 وليا لعهد أبوظبي، ومن ثم توليه في 23 ديسمبر 1973منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني على المستوى الاتحادي مواصلاً مسيرته المليئة بالعطاء.

ومع توليه “رحمه الله” في 20 يناير 1974 مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أشرف على تحقيق برامج التنمية الشاملة في الإمارة ، بما في ذلك بناء المساكن، ونظام إمدادات المياه والطرق، والبنية التحتية العامة التي أدت إلى إبراز حداثة مدينة أبوظبي.

وأمر المغفور له بتأسس جهاز أبوظبي للاستثمار عام 1976 بهدف إدارة الاستثمارات المالية في الإمارة، لضمان توفير مصدر دخل ثابت للأجيال القادمة.

وفي العام 1981 أنشأ الشيخ خليفة بن زايد “رحمه الله ” دائرة أبوظبي للخدمات الاجتماعية والمباني التجارية المعروفة باسم /لجنة خليفة/ وتولت العديد من الجوانب المرتبطة بتطوير منظومة الإسكان في الإمارة وتقديم القروض والمنح للمواطنين، فيما أسس في العام 1991هيئة القروض لتوفير العقارات لمواطني الإمارة، لأغراض السكن والاستثمار على حد سواء.

وبعد انتخابه رئيساً لدولة الإمارات في 3 نوفمبر 2004 أطلق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة دولة الإمارات لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وضمان الرخاء للمواطنين.

وكان من أهدافه الرئيسية السير على نهج والده الذي آمن بدور دولة الإمارات الريادي كمنارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار. وقام سموه بجولات واسعة في جميع أنحاء دولة الإمارات ، لدراسة الاحتياجات، وأمر ببناء عدد من المشاريع السكنية، والطرق، ومشاريع التعليم، والخدمات الاجتماعية.

في عام 2009، أُعيد انتخاب الشيخ خليفة بن زايد رئيساً لدولة الإمارات، وواصل تنفيذ استراتيجيات طموحة للتنمية السياسية، والإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية التي كان قد بدأ فيها. وكان لقيادته الرشيدة، واهتمامه بمصالح الدولة الاتحادية الفضل في تجاوز الأزمات المالية، والإقليمية.

وتحفل مسيرة المغفور له بالعديد من المبادرات في شتى المجالات التي لا يمكن بأي حال من الأحوال حصرها ويتجلى أبرزها في المبادرات التالية: قام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” على نحو منتظم بإصدار توجيهاته لبناء وصيانة منازل المواطنين إيماناً منه بأهمية تعزيز استقرار الأسر المواطنة التي اعتبرها النواة الأولى لمجتمع مزدهر، حيث وجه في الثاني من ديسمبر من العام 2012 بمتابعة سرعة تنفيذ إحلال المساكن القديمة لكافة للمواطنين في إمارات الشارقة، ورأس الخيمة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، التي بنيت قبل سنة 1990، وذلك لضمان حصول المواطنين على مساكنهم الجديدة ، وانتفاعهم بها في أقرب وقت ممكن.

 

 

 

 

بقلم: محمد عبدالمجيد علي 
الرئيس التنفيذي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com