أفادت وسائل إعلام رسمية، أمس، بأن وزير الخارجية والمغتربين في سوريا، الدكتور فيصل المقداد وصل إلى السعودية، في الزيارة الأولى لمسؤول سوري رفيع على هذا المستوى منذ 11 عاماً. فيما أعلنت دمشق وتونس، أنهما اتفقتا على عودة العلاقات الدبلوماسية الثنائية وفتح سفارتيهما.

وفي السعودية، ذكرت وزارة الخارجية في بيان، أن المقداد وصل إلى جدة بدعوة من نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان؛ لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث كان في استقبال المقداد لدى وصوله إلى مطار الملك عبدالعزيز، نائب وزير الخارجية السعودية، المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي.

فيما أورد البيان السعودي، أن الوزيرين سوف يعقدان «جلسة محادثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، ويسهل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم وتأمينهم، ووصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا».

في الأثناء، بحث وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسون، في اتصال هاتفي، التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، واستعراض جهود المبعوث الأممي لسوريا في هذا الصدد.

وأكد فرحان خلال الاتصال، حرص المملكة على بذل كافة الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي، ويحقق الخير والنماء لشعبها.

تأتي زيارة المقداد عشية اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق والأردن ومصر، المقرر غداً في جدة؛ لبحث مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها عام 2011.

تعيينات

وفي سياق متصل، أعلنت سوريا وتونس، أمس، أنهما سوف تعيدان فتح سفارتيهما، بعد نحو أكثر عن عقد، حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أن الحكومة التونسية أعادت فتح سفارتها في دمشق بعد تعيين سفير جديد لها هناك. فيما أوردت الحكومة السورية في بيان أنه تجاوباً مع مبادرة قيس سعيّد بتعيين سفير لتونس لدى سوريا، فقد «أعلنت الحكومة السورية موافقتها الفورية على هذا التعيين، وقررت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القليلة القادمة».

وأضاف البيان أنه «حرصاً من الجانبين على إعادة العلاقات السورية التونسية إلى مسارها الطبيعي، يتواصل التشاور والتنسيق بين وزيري الخارجية في البلدين، تكريساً لروابط الأخوة العريقة التي تجمع سوريا بتونس، وإعلاءً لقيم التضامن والتآزر بينهما، لما فيه خير ومصلحة شعبيهما الشقيقين».

وينتظر أن يقوم وزير الخارجية السوري، بزيارة تونس خلال الأسبوع المقبل لافتتاح مقر سفارة بلاده المغلق منذ 11 عاماً.

وأشاد ناشطون سياسيون تونسيون بإعادة العلاقات بين بلادهم وسوريا، من بينهم: أمين عام حزب التيار الشعبي، زهير حمدي، الذي رأى أن استئناف العلاقات الدبلوماسية يصب في مصلحة البلدين والشعبين على كافة المستويات، مردفاً أن سوريا لها من المعطيات والمعلومات التي بإمكانها أن تفيد تونس لاستكمال تفكيك منظومة الإرهاب التي نشطت طيلة العشر سنوات الماضية.

وبحسب مراقبين محليين، فإن تونس سوف تستفيد من إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، في كشف ملفات شبكات الإرهاب، التي تخصصت في تسفير آلاف التونسيين للقتال مع الجماعات الإرهابية في الأراضي السورية من 2012 إلى 2015.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية التونسية الأسبق، أحمد ونيس، أهمية عودة التضامن العربي مع سوريا بصفة رسمية، معتبراً أن انضمام تونس إلى ركب عودة العلاقات مع سوريا، إشارة مهمة تساعد السيادة التونسية، وفق تعبيره، مرجحاً أن يتم اتخاذ قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية خلال القمة العربية بالرياض في مايو المقبل.