|  آخر تحديث فبراير 9, 2016 , 0:00 ص

الهجوم علي السعودية.. لماذا ؟


الهجوم علي السعودية.. لماذا ؟



للمملكة العربية السعودية مكانة عظيمة في نفس كل مسلم، إذ أنه يكفيها شرفاً أنها تحتضن بيت الله الحرام ومسجد نبيه عليه الصلاة والسلام، وأي شرف ومكانة أعظم من هذا الشرف الذي خصاها به المولى تبارك وتعالى.

مؤخراً عندما تولى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الأمور في هذا البلد المكرم قبل نحوم عام تقريباً خلفاً لأخيه الراحل عبد الله بن عبدالعزيز، وجد أمامه جملة من التحديات الخطيرة التي تواجه مستقبل المملكة والمنطقة بأسرها، ومن أهمها المشروع الإيراني التوسعي الذي تجلى واضحاً في تصريحات لأحد المسؤولين الأمنيين في طهران، حيث تفاخر بأن إيران تسيطر حالياً على أربع عواصم عربية، وبكل تأكيد مشروعها لن يتوقف على هذه الدول الأربع.

 

لم يتأخر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي دعا المملكة للتدخل من أجل إعادة الشرعية في اليمن بعد قيام مليشيات الحوثي مدعومة من إيران، بنقض الاتفاق الخاص بالقرار الأممي رقم 2216 والسيطرة على العاصمة صنعاء، فكان تشكيل التحالف العربي بقيادة السعودية وإعلان عملية “عاصفة الحزم” لاستعادة الشرعية في اليمن . وقد نجح تحالف عاصفة الحزم وإعادة الأمل في دعم قوات الشرعية لتُحكم السيطرة حتى الآن على عدن وباب المندب والعديد من المحافظات الجنوبية وهي تقترب حالياً من العاصمة صنعاء مسنودة بغطاء من التحالف العربي.

 

الأمر الذي يدعو للاستغراب هو الهجوم الإعلامي العنيف على المملكة وقيادتها، رغم أن السعودية معروفة بالحكمة وبعدم المبادرة بالعداء، فهي لم تلجأ للحل العسكري إلا بعد استنفاد كل الحلول الدبلوماسية مع جماعة الحوثي، وطوال تاريخها لم تشن المملكة هجوماً على أي دولة من الدول، لذلك أعجب من هؤلاء الذين يصفون المعركة بالعدوان على الشعب اليمني، رغم علمهم بالجرائم الفظيعة التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بحق الأبرياء من أبناء الشعي اليمني الشقيق. صحيح أنه لا يمكن السيطرة الكاملة على المعارك العسكرية ولذلك من الطييعي أن تقع الخسائر في صفوف المدنيين ولكن وصف الأمر بأنه استهداف للشعب اليمني أمر لا يصدقه عقل ولا منطق. والمفارقة أن هذه الحملة ينبري لها ويقودها بكل حماس أحد الإعلاميين العرب يقيم في دول المهجر وهو يدافع عن إيران وسياستها أكثر من الإيرانيين أنفسهم حيث يخصص عموده الراتب بصورة شبه يومية للحديث عن “العدوان السعودي وضحاياه من المدنيين والعزل”.  ويختتمه بدعوة المملكة إلى إحكام صوت العقل والتفاوض مع إيران!.

 

ومن العجائب أيضاً، اتهام المملكة من قبل بعض الإعلاميين والمثقفين العرب بأنها تدعم الإرهاب وتنظيم داعش على وجه التحديد، مع أن هذا التنظيم الوحشي يُكفّر حكام المملكة وجنودها وشرطتها ويصفهم بالطواغيت!، وهي “أي السعودية” أكثر دولة عانت من التطرف والإرهاب واستهدفها بعشرات العمليات الإرهابية، لم يسلم منها حتى المصلين في بيوت الله.

شخصياً لا أقيم بالمملكة العربية السعودية ولا أعرف أحداً من قادتها وأمرائها حيث تقتصر علاقتي بها على زيارة المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، للحج والعمرة فقط. غير أني لن أدخر جهداً في الدفاع والذود بقلمي عن أرض الحرمين الشريفين ومليكها الذي ينتهج سياسة الحزم والعزم ويسعى لتوحيد أهل القبلة بكل تنظيماتهم وألوانهم دون إقصاء لأحد بهدف التصدي للمخاطر التي تستهدف الأمة، وفقه الله وسدد خطاه.

 

بقلم الكاتب: محمد مصطفى – ( قـطـر )


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com