د. طحنون العميمي – أبوظبي
تواصل “محادثات آيدكس ونافدكس” التي تعقد لأول مرة في معرضي “آيدكس ونافدكس” اللذين يقامان برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جلساتها التي تستقطب قادة الفكر وصناع السياسات وخبراء بارزين عالميين لبحث القضايا الملحة في قطاع الدفاع.
وشهد اليوم انعقاد 5 جلسات حوارية شارك فيها مسؤولين كبار، وركزت على رؤية قيادة دولة الإمارات للمضي في مسيرة التقدم والتطور في المستقبل، وتطرقت أيضاً إلى الدور المحوري للمرأة الإماراتية في قطاع الدفاع، وكذلك استعرضت مسيرة التحول الرقمي، واستخدام الأمن السيبراني كعامل محفز للنمو الاقتصادي في دولة الامارات.
- فريدة الحوسني: رؤية القيادة الرشيدة ركيزة أساسية في الاستجابة الناجحة لجائحة كوفيد
وخلال الجلسة الأولى بعنوان: ” إبراز رؤية قيادة دولة الامارات لمواصلة النجاح والتميز في المستقبل: نموذج التعامل مع جائحة كوفيد- 19″، قالت سعادة الدكتورة فريدة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المُعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة، والمتحدث الرسمي باسم القطاع الصحي في الدولة: “لعبت قيادتنا الرشيدة من خلال توجيهاتها وتحليلاتها ورؤيتها بعيدة المدى دوراً أساسياً في الاستجابة الناجحة للأزمة الصحية في دولة الإمارات. كما كان للتواصل الفعال ووسائل الإعلام دور هام أيضاً في استراتيجية الاستجابة الخاصة بنا. فالمجتمع لن يتجاوب بغياب أنشطة التواصل، وهذا ما رأيناه جلياً في بعض الدول. لذلك من الضروري الانتباه إلى أهمية بناء الثقة والتواصل مع الناس بشكل مسبق.
وأضاف: “قمنا باستخدام 14 لغة مختلفة في رسائلنا، بالإضافة إلى تقديم بيان يومي رسمي صادر عن الحكومة لنضمن عدم تضليل الناس من قبل منصات التواصل الاجتماعي أو الرسائل الصادرة عن دول أخرى. وواجهتنا تعقيدات متعلقة بإدارة سجلات التطعيم وتخزين اللقاح، وهذا ما دفعنا للعمل بجد لتعزيز قدرتنا على تخزين اللقاحات الجديدة التي تتطلب درجات حرارة مختلفة.
وأضافت:” كما قمنا بزيادة استطاعتنا إلى حوالي 6 مليارات دولار أمريكي لنقوم بتخزين اللقاحات المخصصة لدولة الإمارات ولدول أخرى أيضاً على المستويين الإقليمي والعالمي. ووفرنا الجرعتين الأولى والثانية من اللقاح لغالبية سكان الدولة، وتلقى القسم الأكبر منهم أيضاً أول جرعة داعمة، وهو أمر أعتبره عاملاً هاماً في استراتيجيتنا، حيث تراجعت شدة المرض بشكل جذري مع حصول نصف السكان على التطعيم.
وتابعت: ”يمكن للتقنيات الحديثة، مثل الحوسبة السحابية والطائرات بدون طيار وتحليلات البيانات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، أن تُستخدم في التعامل مع أي أزمات صحية مستقبلية. لذلك يتوجب عليها التأقلم مع هذه التقنيات الحديثة، ووضع الأنظمة المناسبة لضمان قدرتنا على توظيفها بالشكل الصحيح”.
- بشرى البلوشي: مسيرة النمو في دولة الإمارات تستفيد من التكيف مع عملية التحول الرقمي واستخدام الأمن السيبراني كعامل محفز للاقتصاد
قالت الدكتورة بشرى البلوشي، نائب مدير إدارة خدمات المعلومات في مركز دبي للأمن الإلكتروني وعضو مجلس المستقبل العالمي للأمن السيبراني خلال الجلسة الثانية بعنوان “مستقبل الأمن السيبراني لعام 2030: كيف تطور نظام بيئي دفاعي مستدام”: “تُماثل التأثيرات الناجمة عن تحديات الأمن السيبراني نظيرتها المتعلقة بالتحديات الصحية، فضلاً عن دورها في التأثير على النمو الائتماني للاقتصاد أو حتى على الأمن المادي للدول بحد ذاتها. وحققنا بعض الأرقام والتصنيفات التنافسية التي تعكس دور YUI في تحقيق التوازن بين تحول الأعمال والنمو والتحول الرقمي والأمن السيبراني”.
وأضافت:” تتيح إمكانية تأسيس الشركات والحصول على التراخيص في أقل من 15 دقيقة. واختارت أكثر من 70% من الشركات المدرجة على قائمة فورتشن 500 دبي كمقراً إقليمياً لها”.
وقالت:” أما فيما يتعلق بالسياحة والترابط العالمي، نجحنا في استقطاب حوالي 14 مليون سائح في عام 2022 من خلال التطبيق. وتعكس هذه الأرقام مكانة مطار دبي كأحد المطارات الأكثر ازدحاماً في العالم، حيث يربط بين ما يزيد عن 240 مدينة حول العالم. وأما من حيث الأمان، تُعد دولة الإمارات من بين أفضل دول العالم من حيث السلامة المادية والأمن. وتحرص الإمارات على تحقيق التوازن بين التحول الرقمي والأمن السيبراني وغيرها من المؤشرات التنافسية على مستوى المنطقة والعالم”.
وتابعت:” لا يمكننا أن ننتظر أن يتحقق الأمن السيبراني من تلقاء نفسه، بل يجب أن نعمل جاهدين من أجله. وبالتالي تستفيد مسيرة النمو في دولة الإمارات من زخم إيجابي بفضل التكيف مع عملية التحول الرقمي، واستخدام الأمن السيبراني كعامل محفز للاقتصاد”.
وأضافت:” نهدف إلى استخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء 25 مبنى بحلول عام 2030. كما نستهدف نشر 25 من المركبات المتصلة ذاتية القيادة، فضلاً عن تأمين 25% من إجمالي إنتاجنا من الطاقة من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030″.
واختتمت:” تسهم جميع هذه الأهداف والالتزامات التي نتعهد بها أمام قيادة دولة الإمارات في تعزيز مساعي التقدم التكنولوجي الوطنية، فضلاً عن تحويل تحديات الأمن السيبراني إلى فرص، والاستفادة من أفضل الحلول الأمنية المتاحة لتحقيق أهدافنا بالتوازي مع المضي قدماً في مسيرة التحول الرقمي”.
- المرأة الإماراتية في قطاع الدفاع البحث، عن نماذج جديدة في التفكير
وخلال الجلسة الثالثة، التي أُقيمت تحت عنوان ” المرأة الإماراتية في قطاع الدفاع البحث، عن نماذج جديدة في التفكير””، قالت الدكتورة المهندسة فاطمة بازركان، مدير تقنيات التمكين والمتطلبات والقدرات في ريثيون الإمارات: “كان الانتقال من القطاع العام إلى الخاص أحد أبرز التحديات التي واجهتها خلال مسيرتي المهنية، نتيجة الاختلاف الكبير في منهجيات العمل والعمليات بينهما. وانطلاقاً من عملي في القطاع الخاص لسنوات، أشجع جميع النساء الراغبات بالعمل في مجال الدفاع على التوجه إلى القطاع الخاص، والذي يوفر لهن تجارب فريدة تساهم في صقل مهاراتهن خلال وقت قصير.
كما شكل الانتقال من الأمن السيبراني إلى الدفاع تحدياً آخر، ولكنني أدركت بأن العامل الرئيسي للنجاح هو امتلاك المهارات المناسبة التي يمكن استثمارها في أي مجال، بصرف النظر عن خلفيتنا التعليمية وخبراتنا السابقة. ويتعين على النساء تعزيز قدراتهن وثقتهن بأنفسهن لتحقيق مسيرة مهنية مزدهرة وناجحة، ولا سيما مع هيمنة الرجال على الوظائف في قطاع الدفاع”.
وبدورها قالت هالة الزرقاني من مركز الابتكار والحلول الأمنية التابع لشركة لوكهيد مارتن في الإمارات العربية المتحدة: “عندما انضممتُ إلى لوكهيد مارتن كنت أول مهندسة إماراتية في الشركة، وأفخر بنجاحي في دعم الشركة باستقطاب مجموعة من المواهب النسائية الإماراتية الواعدة والاحتفاظ بهن، وتزويدهن بالإرشاد الدائم بما يكفل استعدادهن التام لتولي المناصب القيادية في الشركة.
ويتعين على النساء العاملات في قطاعنا تبادل الدعم والخبرات والمعارف، لحث مزيد من السيدات على دخول القطاع وتغيير الصورة النمطية عن قدرات النساء. ونشهد اليوم تغيراً في التوجهات مع وعي مزيد من النساء بالفرص السانحة في قطاع الدفاع، ويتوجب على شركتنا توفير برامج التنمية المهنية لدعم النساء في تحقيق النمو والنجاح ضمن مجالاتهن المهمة”.
ومن جانبها قالت ميرا طاهر، مهندسة كهرباء في شركة ساب: “تحرص قيادتنا الحكيمة على منح النساء دعماً متواصلاً وفرصاً لا محدودة للانضمام إلى قطاع الدفاع وباقي القطاعات المهمة. ويجب على الشركات توفير برامج التدريب للنساء في مراحل مبكرة من العمل، لتعريفهن بمختلف المسارات المهنية وتزويدهن بالمعارف والمهارات والقدرات المطلوبة في المجال. ويتعين علينا الاستفادة من هذه الفرص لتخطي حدود المستحيل، ولا سيما مع دعم دولتنا للنساء في إحراز النجاح وشغل المناصب القيادية في جميع القطاعات”.
- النهوض بواقع التعليم في مجالي الدفاع والأمن
فيما تناولت الجلسة الرابعة بعنوان: “النهوض بواقع التعليم في مجالي الدفاع والأمن” والتي شاركت فيها الدكتورة روكساندرا فلاد، الأستاذة المساعدة في وزارة الأمن الوطني الأمريكية، والتي قالت خلال جلسة بعنوان: “أوصي جميع المؤسسات الأكاديمية، ولا سيما تلك المهتمة بالتعليم في مجال الدفاع، بتعيين هيئة تدريسية رائدة على مستوى القطاع تتمتع بالخبرة في مجالي الاستخبارات العسكرية والحكومية، بما يضمن توفير منهجية تعليمية شاملة للطلاب. كما يتعين على المؤسسات الأكاديمية والهيئات التدريسية التأكد من إمكانية تطبيق التحديات الحالية والحديثة ودمجها في دوراتهم التدريبية”.
وأضافت فلاد: “يتيح تطبيق تقنيات الدفاع في الصفوف الدراسية فرصة ممتازة، حيث يساهم استخدام عمليات المحاكاة وقواعد البيانات والبرمجيات والمنصات الإلكترونية القائمة على تقنية الواقع الافتراضي من عالم الميتافيرس في إضفاء طابع عملي على التعليم وتمكين الطلاب من تطبيق ما يتعلمونه. وتتمتع الشراكات وبرامج التدريب والتعاون مع الجهات المعنية في القطاع بأهمية كبيرة في إعداد الطلاب لإحراز التقدم، إذ تتيح الدورات التدريبية والندوات للطلاب حل المشاكل باستخدام سيناريوهات واقعية، بدلاً من الاكتفاء بالمعارف النظرية”.
- الاستفادة من تكنولوجيا الشركات الصغيرة والمتوسطة في التصدي للهجمات
وفي معرض حديثه خلال الجلسة الخامسة، بعنوان الاستفادة من تكنولوجيا الشركات الصغيرة والمتوسطة في التصدي للهجمات، قال الدكتور أحمد الجابري، استشاري ومسؤول شؤون التكنولوجيا في حرس الرئاسة: “يتطلب إنشاء استراتيجية دفاع وضع خطة واضحة ومفصلة. وتشكل الأنظمة ذاتية القيادة أحد التحديات التي تواجه قطاع الدفاع. وما تزال السياسات تحاول مواكبة هذا التطور، حيث يمكن أن تكون بعض المخاطر أموراً غير معروفة في مجالات التأمين والمسؤولية وغيرها. ويشير ذلك إلى تأخر السياسات في اللحاق بالركب، وهو أمر متوقع، إلا أنه لا يمنعنا من تحقيق أهدافنا بإنشاء منظومة دفاعية”.