تشارك دولة الإمارات المملكة العربية السعودية احتفالاتها بيوم التأسيس الذي يصادف يوم غد الأربعاء الـ22 من فبراير، ويعد فرصة يستذكر فيها أبناء المملكة إرثها الحضاري والإنساني، ومناسبة لإبراز عمقها التاريخي.
وتؤكد مشاركة الإمارات للمملكة احتفالاتها بهذه المناسبة خصوصية ومتانة العلاقات الأخوية التي تربط قادة وشعبي البلدين الشقيقين والتي باتت تمثل عمقا حقيقياً للعمل الخليجي والعربي والإقليمي وأحد أهم مرتكزات الاستقرار والنماء والازدهار في المنطقة.
وتمثل المناسبة فرصة لإحياء ذكرى تأسيس الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – للدولة السعودية الأولى في عام 1727م، وصولاً للوحدة الوطنية التي أرساها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وإنجازات أبنائه الملوك من بعده.
ووفقاً لما أعلنته وزارة الثقافة السعودية فقد تم الإعداد لعدة فعاليات رئيسية احتفاءً بالمناسبة كملحمة “صهيل” وهي مسرحية غنائية تاريخية تستعرض قصة التأسيس ورجالاته، والتضحيات التي بذلوها من أجل رفعة الدولة السعودية وتطوّرها، وفعالية “مسيرة التأسيس” التي تشتمل على مجسمات فنية تُمثل القيم والعناصر الثقافية، ومسيرة للعروض الأدائية، ومسيرة للخيل العربية، والتي تستعرض في مجموعها قصة التأسيس على مدى 3 قرون، ومن قلب مركز الملك عبدالله المالي “كافد” بداية من 22 فبراير ولمدة 3 أيام، تنطلق فعالية “الليوان” في الوادي، والتي تهدف إلى تعزيز قيمة الترابط المجتمعي والتواصل، من خلال نشاطات تُعنى بكل أفراد المجتمع عبر عرض موحد يقام في الوقت ذاته في 13 مدينة سعودية مختلفة.
يذكر أن يوم التأسيس هو يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى في 22 فبراير 1727م، أما اليوم الوطني السعودي والذي يصادف الـ 23 من سبتمبر فهو يوم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية.
وتشهد العلاقات الإماراتية السعودية نمواً متصاعداً وفق رؤية واضحة تجسدت في مبادرات ومواقف تاريخية كـ “استراتيجية العزم”، ومخرجات “مجلس التنسيق السعودي ــ الإماراتي”، فيما تجلت بوضوح في تحالف البلدين في “عاصفة الحزم”.
ولعبت قيادة البلدين الشقيقين دوراً بارزاً في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم عبر مبادرات تسوية الخلافات العربية أو عبر دعم الدول العربية في الأزمات، حيث تحملا العبء الأكبر في التصدي لكل أشكال التدخلات الإقليمية في الشأن العربي، ومحاولات زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي سياق متصل، شكل الاقتصاد أحد أبرز دعائم الشراكة الإماراتية السعودية والتي تتصدران قائمة أكبر الاقتصادات العربية، حيث تعد السعودية الشريك التجاري الأول عربياً فيما حققت التجارة الخارجية بين البلدين مستويات رائدة على المستوى العربي والعالمي.
وتتصدر الإمارات قائمة الوجهات السياحية المفضلة لدى السائحين السعوديين عند السفر للخارج، حيث استقبلت دولة الإمارات خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر من العام الماضي 2021 أكثر من 535 ألف نزيل سعودي في فنادقها، والذين قضوا ما يقرب من 1.7 مليون ليلة في المنشآت الفندقية للدولة.
من ناحية أخرى تؤدي الثقافة دوراً مهماً في تعزيز هذه الروابط حيث تتواصل المشروعات والمبادرات المشتركة بين البلدين، من برامج ثقافية وأدبية وفنية وتنوع وثراء في فعالياته المتنوعة التي تعكس مدى التطور الذي حققته الحركة الثقافية في كل من السعودية والإمارات، فيما تستمد العلاقات الثقافية زخمها من خلال دعم قيادتي الدولتين للأدباء والمثقفين والشعراء، إضافة إلى تبادل الوفود الثقافية في مختلف الفعاليات الثقافية المقامة في البلدين الشقيقين.