|  آخر تحديث فبراير 17, 2023 , 19:16 م

الزلزال الحقيقي


الزلزال الحقيقي



 

 

عرف العالم  العديد من الكوارث أو الظواهر الطبيعية على مدى العصور،وكان هذا أمرًا طبيعيا  ويتوجب التعايش معه ووضعه في الحسبان خاصة بعد ما شهده كوكب الأرض من تغييرات على كافة المستويات إلا أن الحدث الأخير الذي شهدته كل من تركيا وسوريا ولا زالت تبعاته إلى الآن لم يكن مجرد زلزال قوي أخد معه ما أخد من الأرواح ودمر المنازل و الديار لكنه كان أعمق من ذلك خاصة  بحكم التوقيت المباغت الذي حدث فيه ليزلزل بذلك عقول وقلوب الناس كل بما يتوافق مع أفكاره وأوضاعه.

 

لطالما كانت الآزمات هي المعيار الحقيقي لمعرفة العدو والصديق وهنا بالظبط تظهر الإنسانية قبل كل شيء مناظر كثيرة نشرت سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو على شاشات التلفاز وقلوب كثيرة رقت وتعاطفت مع ما حل بالمتضررين  وأيادي الخير كانت سباقة إلى مد يد العون بغية التخفيف والمواساة بغض النظر عن الجنسيات والطوائف وغيرها من الحدود والإختلافات لقد كانت الكلمة الأولى للقدر في ما وقع وللإنسانية والرحمة للتخفيف من هول الموقف

لكن في ظل كل هذا كان هناك زلزال آخر أعمق بكثير بداخل كل شخص سواء ممن كان يشاهد من داخل الصورة أو من  خارجها  أزال الغبار عن حقائق كان الكل يعلمها لكن سرعة الحياة ومكرها يجعلنا ننسى ونلتهي عنها وأهمها أن لاشيء مضمون ولا شيء سيبقى على حاله، وبلحظة واحدة قد يتغير كل شيء ففي نهاية  الأمر كل شيء فان ..

 

يحمل الكون في طياته العديد من الرسائل المشفرة ولكل طريقته الخاصة في التجاوب والتفاعل معها  هناك من يأخذها بعين الإعتبار ومن يمضي في طريقه كأن لا شيء كان

وفي نهاية المطاف فإن العبرة لمن اعتبر والثمرة لمن زرع

حقيقة أن  المستقبل مجهول ولا شيء مضمون ودائم يجب أن تلازم الإنسان كي يعي أن اللحظة التي يعيشها الآن هي حياته ولاينتظر السيارة والمنزل والزواج …لكي تبدأ حياته من منظوره الخاص ،فكونك على قيد الحياة كفيل بجعلك تستشعر أهمية اللحظة التي أنت فيها والعمل عليها كي تكون مستعدا في أي وقت لأي مستجد سواء كان الموت أو غيره فأخذ قدوم الغد وضمان وجودنا فيه على أنه من المسلمات قد يكون من أكبر الأغلاط التي قد يرتكبها أي إنسان  إن تقدير نعمة الحياة امر في غاية الأهمية مع العمل  للآخوة ويوم الحساب فضرب عصفوريين  بحجر واحد من أهم  المهارات واصعب الفنون

 

 الرحمة  ولين القلب من الصفات التي تشهد على  على إنسانية الإنسان  ومشاهد التآزر والتعاون في الشدائد تكاد تكون من أفضل أنواع التعبير عن الحب والوجود الإنساني ككل فإن حافظنا عليها وأبرزناها قدر المستطاع  فسيكون العالم في أمن وأمان فيد واحد لاتسفق وقطرة ماء واحدة لا تمنع العطش .

 

 

 بقلم: سارة الضعيف 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com