|  آخر تحديث فبراير 7, 2016 , 21:14 م

محمد بن راشد: الإمارات تفتح نافذة واسعة على المستقبل للمجتمع الإنساني


محمد بن راشد: الإمارات تفتح نافذة واسعة على المستقبل للمجتمع الإنساني



افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اليوم (الأحد) “متحف المستقبل”؛ أحد أهم الفعاليات الرئيسية المصاحبة للقمة العالمية للحكومات، كما يشهد سموه غداً الاثنين انطلاق أعمال القمة العالمية للحكومات في دروتها الرابعة التي تستمر حتى 10 فبراير الحالي بمدينة جميرا في دبي، تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل”.

ويركز متحف المستقبل الذي تنظمه مؤسسة دبي لمتحف المستقبل ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات على استشراف مستقبل قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياة الإنسان، ويقدم تجربة تفاعلية عبر استشرافه مستقبل هذا القطاع.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذه المناسبة أن الإمارات تسعى لأن تفتح للعالم نافذة على المستقبل من خلال “القمة العالمية للحكومات” لتكون منصة تجمع الخبراء والمختصين وصناع القرار والرواد والمبتكرين ليلتقوا ويتشاوروا ويقدموا تجاربهم ورؤاهم لما فيه الخير لكل شعوب الأرض.

وأضاف سموه: وجهنا بتحويل القمة من حدث سنوي إلى مؤسسة دولية تعمل على مدار العام وتركز على استشراف المستقبل في كافة القطاعات، وأن يكون لها دور فاعل لإنتاج المعرفة لحكومات المستقبل وإطلاق التقارير والمؤشرات التنموية العالمية وبناء شراكات مع أهم المنظمات الدولية، وأن تبادر بالإجابة على أسئلة الغد لبناء مستقبل أفضل استجابةً لحاجة المجتمعات في تحقيق التنمية المستدامة والسعادة.

وتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “صناعة المستقبل تكون بامتلاك أدوات المعرفة والعلوم والتكنولوجيا الحديثة والابتكار، والاستجابة لتحدياته من اليوم”.

وأضاف سموه: “هذه القمة سترسل رسالة واضحة مفادها أن الحكومات يجب أن تمتلك أدوات ومفاتيح المستقبل حتى تحقق طموحات شعوبها وتطلعاتهم وتنسج علاقات متوازنة ومتكافئة مع غيرها من الأمم”.

حضر افتتاح “متحف المستقبل” سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، ومعالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات.

تأثير الروبوتات على حياة الإنسان وأدوارها المتوقعة
ويركز المتحف على قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي باعتباره واحداً من أهم القطاعات الحيوية المستقبلية التي سيكون لها تأثير مباشر ومحوري في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات بما في ذلك الصحة والتعليم وكافة الجوانب الأخرى المهمة في حياة الناس.

 

تقنيات المستقبل: تحسين قدرات الإنسان ذهنياً وبدنياً
ويتكون المتحف من ثلاثة أقسام رئيسية، يتطرق القسم الأول إلى مدى تأثير الروبوتات والذكاء الاصطناعي في تحسين حياة وقدرات الإنسان البدنية والذهنية، باحثاً عن إجابات لأسئلة صعبة مثل؛ هل ستستبدل عضلة قلبك إذا كان ذلك يعني قدرتك على العيش لفترة أطول؟ وهل ستقبل أن تضيف أجزاء روبوتية لأطفالك لتحسين أدائهم في المدرسة؟

كما يقدم المتحف “الرُكبة الذكية” التقنية المستقبلية التي تمنح مستخدمها قدرات خارقة للقفز والركض، وتقنية ذكية أخرى تجعل مستخدمها يتسلق الجدران من دون أن يتعرض لخطر السقوط، هي “غيكو تيبس” التي تتكون من أدوات متناهية الصغر يتم تركيبها على أطراف الأصابع تمكن مستخدمها من الالتصاق بالأجسام، وتسلق الجدران.

 

“آي شير”: تفاعل عبر مواقع التواصل من دون جهازك المحمول
للتواصل الاجتماعي في المستقبل حلول مبتكرة تتجاوز الخيال. فمواقع التواصل الاجتماعي لن تكون وحدها الوسيلة لمشاركة الآخرين تجاربنا وذلك بفضل تقنية تقنية “آي شير” أو العين الذكية، التي تمكن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من رؤية ما يشاهده أصدقاؤهم ومتابعوهم عبر  هذه المواقع في اللحظة نفسها.

أما القسم الثاني فيهدف إلى إجابة أسئلة مثل؛ كيف تشعر حيال أن تقوم الروبوتات برعاية كبار السن؟ هل يمكن أن تصل علاقة الإنسان بالروبوتات إلى حدود توازي علاقة الإنسان بالإنسان؟

 

صمم أحلامك كما تحب وحلل مزاج الآخرين و”افصل” دماغك عن محيطك
كما يضم متحف المستقبل تقنيات مستقبلية “دريم ستريم” والتي تتيح للإنسان تصميم أحلامه كما يحلو له ومشاركتها مع أصدقائه وأقربائه.

في حين يَعِد المستقبل بتواصل مختلف مع الناس من خلال تقنية متل “مود فيو” التي تتيح قراءة أفكار الآخرين وأمزجتهم وتعطي نصائح بناءً على تحليل فوري لهذه التعابير.

تقنية مستقبلية تحقق أحلام الملايين “بالانفصال الكامل” عن كل ما يزعجهم والتمتع بلحظات من السكون التام عبر فصل الإشارات العصبية الواردة الى الدماغ بشكل مؤقت بحيث يرتاح الدماغ من الضخ العصبي.

 

“أوتو لينغوا”: اللغة لم تعد حاجزاً
تعلم اللغات لم يعد مهمة صعبة فنقنية مثل “أتو لينغوا” وهي عبارة عن سماعة ذكية تمكن مستخدمها من تعلم اللغات بطريقة تفاعلية ومرنة وسريعة، إضافة الى تقديمها خدمة الترجمة الفورية باللغة التي يحددها المستخدم.

ويبحث القسم الثالث من متحف المستقبل مدى تأثير تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي على عمليات الإدارة واتخاذ القرار، ويهدف إلى إجابة أسئلة مثل؛ هل تثق بأنظمة الذكاء الاصطناعي في إدارة أموالك الخاصة؟ هل تثق بأنظمة الذكاء الاصطناعي في اختيار مسارك المهني؟

ويتميز متحف المستقبل هذا العام بتصاميمه الداخلية ذات الطابع المستقبلي الذي يهدف لنقل الزوار لتجربة قد لا يعايشونها على أرض الواقع خلال المستقبل المنظور، وسيعتمد في تطوير محتواه على تحليل البيانات التي سيتم جمعها من تفاعل الزوار على اختلاف فئاتهم، لصياغة تقارير استشرافية تقترح سياسات وقرارات يمكن من خلالها لحكومات العالم تعظيم الاستفادة من هذا القطاع.

 

سوق مستقبلية عالمية متنامية
وتؤكد القيمة المتعاظمة للسوق العالمية للروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي الحاجة إلى تنمية هذا القطاع وتطوير التقنيات والأدوات اللازمة لوضعه على أجندة الحكومات ورواد الأعمال، نحو الدخول بقوة إلى السوق الناشئة لهذه التقنية المستقبلية التي ستشكل أساساً مهما للتحولات الكبيرة في المستقبل، إذ من المتوقع أن يوازي ذكاء حاسوب منزلي على سبيل المثال ذكاء إنسان خلال السنوات المقبلة.

وتشير دراسات عالمية إلى أن موجة الابتكارات الضخمة (Deep Disruptive Technologies)، ستشكل سوقا عالمية تصل قيمتها إلى 8.7 ترليون دولار أمريكي بحلول عام 2025. ما يؤكد الأهمية المتنامية لهذه القطاعات التي سيكون لها أثر كبير في تغيير حياة المجتمعات ورفع مستوى معيشتها.

وسيكون متحف المستقبل مفتوحاً أمام الجمهور خلال أيام انعقاد القمة العالمية للحكومات في الفترة المسائية اعتبارا من الساعة 6 مساءً وحتى 8 مساءً، وهذه أول فعالية تستقبل فيها القمة الجمهور ما يتيح الفرصة لمختلف فئات المجتمع والطلاب والباحثين وعموم المهتمين خوض هذه التجربة التفاعلية الممتعة والمفيدة التي سيتم خلالها استشراف مستقبل الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ومدى تأثيره على تفاصيل حياة الإنسان وعلى القطاعات المختلفة، الحكومية منها وغير الحكومية.

ويتزامن افتتاح فعاليات متحف المستقبل ضمن القمة العالمية للحكومات مع إطلاق عدد من المبادرات العالمية ذات الطابع المستقبلي والمتعلقة بالقطاعات الحيوية المهمة لدولة الإمارات والعالم، ومع كون متحف الخدمات الحكومية المستقبلية قد شكّل أحد أهم الفعاليات المصاحبة للقمة في دورتيها الثانية والثالثة، إلا أن متحف المستقبل هذا العام سيشكل إضافة نوعية مختلفة ضمن فعاليات الدورة الرابعة للقمة إذ تم تطوير التجربة بشكل كلي وتوسيع الفئات المستهدفة.

 

اجتماعات مغلقة
وشهدت أجندة القمة العالمية للحكومات مجموعة من الاجتماعات المغلقة لمنظمات دولية تم عقدها قبل افتتاح القمة وذلك في تطورٍ يعكس الأهمية المتنامية للقمة العالمية للحكومات كمؤسسة دولية جامعة ووجهة لحكومات العالم ومؤسساته الدولية.  حيث تم عقد الاجتماع السنوي للمجلس الاستشاري الإنساني العالمي، والاجتماع السنوي لمجموعة عمل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن الحكومات المفتوحة والمبتكرة ، بالإضافة إلى ورشة عمل إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة.

 

القمة العالمية للحكومات
ويشارك في القمة العالمية للحكومات، التجمع الأكبر عالمياً المتخصص في استشراف حكومات المستقبل أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً في أكثر من 70 جلسة مختلفة، بما في ذلك كبار الشخصيات، وقادة وخبراء القطاعين الحكومي والخاص في العالم، وصناع القرار، والوزراء، والرؤوساء التنفيذيين، وقادة الابتكار، والمسؤولين والخبراء ورواد الأعمال، وممثلي المؤسسات الأكاديمة، ونخبة من طلاب الجامعات. وسيتم إطلاق مجموعة من المبادرات والتقارير والدراسات خلال القمة، وعلى مدار العام.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com