|  آخر تحديث فبراير 14, 2023 , 23:43 م

قمة القمم


قمة القمم



هذه قمة مختلفة عن كل القمم التي نسمع عنها، فالأصل أن السياسة تكون محور كل قمة تعقد، سواء كانت ثنائية بين قوتين عظميين، أو دولتين جارتين تشابكت بعض ملفاتها، أو إقليمية تناقش تنسيق المواقف في القضايا المحيطة، وتسهيل الأمور على تنقلات أبناء الدول المشاركة فيها، وقد تكون فئوية، تحضرها دول تنطبق عليها اشتراطات معينة، مثل الغنى أو القوة أو الانتماء. وقد تكون قمة قارية يشارك فيها البعض ويقاطعها البعض الآخر، وهكذا هي حال كل القمم.

ولكن القمة العالمية للحكومات التي انطلقت بالأمس في نسختها العاشرة شيء آخر، في معاييرها، وفي أهدافها، وفي عناوينها، وفي الذين يشاركون فيها، هي ليست قمة من تلك القمم التي نعرف، هي متفردة ومميزة، تستقطب أغلب دول العالم، ويسعى إليها الجميع طواعية، إرادتهم حرة، وتحركاتهم خلال انعقادها أيضاً حرة، لأن الفكر الذي بنيت عليه فكر حر، لا يبحث عن قرارات ملزمة، ولا يطلب من المشاركين تعهدات واتفاقات ومواثيق، إنها شيء لم يعتد عليه العالم، لهذا نجد 150 حكومة مشاركة في قمة هذا العام، من بينهم 20 رئيس دولة، ورؤساء حكومات ووفود ذات تمثيل رفيع المستوى، يتواجدون، ويلتقون ببعضهم البعض، سواء في جلسات خاصة أو عامة، ويتعرفون على آراء الخبراء والمتحدثين، من أصحاب التخصص والمفكرين في شتى مجالات الحياة، وكأن العالم قد جمع لهم في بقعة واحدة، والهدف في النهاية مشترك ولا يختلف عليه اثنان، فهذا هو العنوان، وهذا ما يجعل قادة الدول وصناع القرار يحرصون على التواجد في دبي كل عام ليكونوا بالقرب من حدث يفتح لهم آفاقاً رحبة وهم يطلعون على ما يستجد من «استشراف المستقبل والبحث في فرصه وتحدياته».

في القمة العالمية للحكومات تتضح صورة الإنسان والكون الذي يحتضنه، وتفتح الطرق أمام رؤية مستقبلية يتطلع الجميع إليها.

في القمة العالمية وضع ختم «هنا دبي» من صاحب الفكرة، الموجه والداعم، ومن فريق عمل يجتهد ويبدع، تحت راية الإمارات.

 

 

بقلم: محمد يوسف


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com