تنطلق القمة العالمية للحكومات 2023 بقصة نجاح جديدة، بعد أن رسخت، على مدى عقد من الزمن، مكانتها بوصفها المنصة العالمية الأكثر تأثيراً والتي تجمع في دبي بشكل سنوي نخبة من قادة الدول ورؤساء الحكومات وصناع القرار وأصحاب الفكر لاستشراف المستقبل ووضع الحلول الخلاقة والسباقة لأكثر قضايا البشرية إلحاحاً في جميع المجالات.
استطاعت القمة العالمية للحكومات على مدى هذا التاريخ من النجاح الفارق، ترجمة الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في طرح المبادرات الاستباقية والحلول المبتكرة للتحديات العالمية، وجمع العالم لتصميم وصياغة توجهاته المستقبلية، بما يسهم في تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في صناعة مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، ومضاعفة وتسريع مسارات التقدم الحضاري والإنساني ونشر التنمية والازدهار بما يحقق الخير لجميع الشعوب.
ومع انطلاقتها الجديدة في الدورة الحالية التي تبدأ اليوم الاثنين وتستمر حتى الأربعاء المقبل، تكتب القمة نجاحاً جديداً في المشاركات القياسية والنوعية من 150 دولة حول العالم، حيث تجمع 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 250 وزيراً و10 آلاف من المسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين، لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار ورسم مستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً للبشرية.
وفي إطار التطور الطبيعي والإنجاز المتنامي للقمة، فإنها ستشهد في دوتها الحالية حزمة من الإضافات النوعية، في مواكبة دائمة للتغيرات العالمية المتسارعة، ولتواصل القمة دورها الأكثر تأثيراً كمنصة لاستشراف مستقبل الحكومات، وتصميم الآليات لمواجهة التحديات والسعي للارتقاء بجودة الحياة وتعزيز التقدم العلمي والتكنولوجي.وتعقد القمة هذا العام أكثر من 220 جلسة يتحدث فيها 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، كما تستضيف 22 منتدى عالمياً تركز على وضع سياسات واستراتيجيات وخطط مستقبلية تعزز جاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور، وتوقيع القمة 80 اتفاقية ثنائية وتطلق 20 تقريراً استراتيجياً بالتعاون مع نخبة من شركاء ومساهمي المعرفة، وإضافة إلى هذا فإن القمة تشكل المنصة الجامعة لأكبر عدد من المنظمات العالمية، إذ تجمع هذا العام أكثر من 80 منظمة عالمية وإقليمية كما تستضيف قيادات عالمية من القطاع الخاص ونخبة من العلماء.
وتعتبر القمة أكبر منصة تحفيز في تتويجها لأهم وأبرز المساهمات الاستثنائية في بناء مجتمع أفضل للبشرية، عبر جوائزها المتعددة، حيث تقدم الدورة الحالية من القمة 7 جوائز عالمية، يتم توزيعها تقديراً لوزراء الحكومات وممثلي القطاع الخاص والمبتكرين والمبدعين.
وتشمل الجوائز: جائزة أفضل وزير في العالم، وتحدي الجامعات العالمي لاستشراف حكومات المستقبل، وجائزة ابتكارات الحكومات الخلاقة، والجائزة العالمية لفن عرض البيانات، وجائزة التميز الحكومي العالمي، والجائزة العالمية لأفضل التطبيقات الحكومية، و«هي تربح».وتأتي هذه الدورة بعد النجاحات منقطعة النظير للقمة في دوراتها السابقة، والتي استطاعت من خلالها أن تجسد على أرض الواقع الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإرادته السياسة القوية، فكانت كما أراد لها أن تكون جسراً يعبر بالعالم إلى المستقبل الأفضل، وتمثلت إدراكه الاستباقي المتفرد عندما قال: «كلما عرفنا أكثر ما ينتظرنا في المستقبل سننجح في تطوير نظم تنموية أكثر تقدماً واستعداداً ومتى ما نجحت الحكومات في عملها سنرى مجتمعات أكثر تقدماً ورفاهية ونجاحاً»، وترجمت القمة بإنجازاتها المتتالية أهداف سموه النبيلة في تحقيق آمال المليارات من البشر التي تعتمد على ما تقدمه الحكومات من استراتيجيات ومبادرات وحلول استباقية تراعي واقعهم وتوفر حلولاً للتحديات الحالية والمستقبلية، لترسخ القمة بذلك الدور الفارق عالمياً للإمارات ودبي كمساند وشريك حقيقي لجميع المبادرات التي تعود بالنفع على الإنسانية وحضارتها وتقدمها.تركت القمة صدى وطنياً وعالمياً كبيراً ومميزاً منذ دورتها الأولى في فبراير 2013، عبر الحوار الوطني الحكومي الجامع وما انطلق عنه من مبادرات خلاقة، ليكبر التحدي بعد ذلك، ولتنتقل القمة بعد نجاح عامين، وفي دورتها الثالثة، عام 2015، من ريادة الخدمات الحكومية إلى استشراف المستقبل لتصبح أكبر تجمع حكومي سنوي في العالم.
وشهدت القمة عبر تاريخها تحولات وتغييرات جذرية كانت في كل دورة تقودها إلى نجاحات أكبر وأعظم، لتصبح أكبر تجمع عالمي متخصص في استشراف حكومات المستقبل، ولترقى القمة عبر المحطات الجديدة في أجندتها، لتكون المنصة الأكثر تأثيراً عالمياً في تصميم وصناعة توجهات العالم ووضح الحلول الأكثر نجاحاً لمواجهة تحدياته، حيث أثمرت حواراتها الجامعة الكثير من المبادرات التي كان لها أثر واضح في حياة المجتمعات حول العالم.وحظيت الدورة السابقة للقمة العالمية للحكومات بأهمية خاصة، حيث مثلت مع تزامنها مع «إكسبو 2020 دبي»، المنتدى العالمي الأكثر حيوية في ظل بدء تعافي دول العالم من جائحة «كوفيد19» ما جعل من نجاحها في جميع العالم في مثل هذا الظرف الصعب بحوارات بناءة وكبرى، نقطة تفاؤل وانطلاق لجميع القطاعات المؤثرة في حياة البشرية، في تجاوزها للتأثيرات التي أفرزتها هذه الجائحة.
وبعد هذا النجاح منقطع النظير تمضي القمة في دورتها الحالية لتكون كما أراد لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قصة نجاح أكبر في تحدٍ يكبر مع كل دورة، حيث أكد سموه في ختام الدورة الماضية بالقول: «ستنتقل القمة لقمم جديدة العام القادم بإذن الله»، وهذا بالفعل ما ترسخه الدورة الحالية للقمة بمشاركاتها النوعية والقياسية وبأجندتها الاستثنائية ومبادراتها المتفردة وحواراتها العالمية الجامعة، لتواصل مسيرتها والارتقاء بإنجازاتها في خدمة أهدافها السامية بصناعة مستقبل أفضل للإنسان.