|  آخر تحديث فبراير 10, 2023 , 1:31 ص

“القتال من أجل أمريكا التي أحب” مايك بومبيو


“القتال من أجل أمريكا التي أحب” مايك بومبيو



في 24 يناير 2023 ، صدر كتاب ( مايك بومبيو ) : ” لا تتخل عن شبر واحد – قتال من أجل أمريكا التي أحب Never Give an inch: Fighting for America I love ” .
نشرته دار بروسايد بوك Broadside Books، يحتوي الكتاب على 464 صفحة ، ويتناول الجزء الأول المقدمة ، بالإضافة إلى الفصول من الأول إلى الثالث، والتي تناولت العلاقات الأمريكية مع كوريا الشمالية وإيران والموقف الأمريكي من قضية جمال خاشقجي، بالإضافة إلى أمور أخرى تتعلق بإنتقال بومبيو من رئاسة الاستخبارات إلى وزارة الخارجية، وأفكاره حول الفريق الأنسب للعمل للنهوض بالمصلحة الأمريكية.

يصف الكاتب الفائز بجائزة بوليترز تيم واينر الكتاب قائلا ، أنه ليس مملاً مثل كتب الحملات الإنتخابية، بل هو أكثر تسلية وأهمية.

كتب وزير الخارجية الأسبق مايك بومبيو في كتابه :
بالرغم أن تعييني وزيرا لخارجية الولايات المتحدة يعتبر بمثابة ترقية لي ، إلا أنني على المستوى الشخصي كنت أود مواصلة مسيرتي في ال CIA ، فوزارة الخارجية تملي عليك الواجبات الدبلوماسية وتجعلك هدفاً للإعلام وتجبرك على القيام بأدوار كثيرة ليست ذات جدوى ، الشيء الذي يفقدك التركيز في المهام الأكثر أهمية ، بينما العمل في CIA يجعلك أكثر تركيزا في أداء واجباتك ومهمامك دون تشويش.

ويضيف بومبيو: ” أثناء عملي في ال CIA أوكل لي الرئيس ترامب مهمة في غاية السرية، السفر إلى كوريا الشمالية ولقاء الرئيس ( كيم جونغ أون ) ، سألت ترامب: هل يجب علي إبلاغ وزير الخارجية( ريكس تيلرسون ) بالأمر، أجابني قائلا : ” كلا هذه مهمة سرية ولا يجب عليه العلم بها ” . الملفت أن الرئيس كيم قال لي في نهاية لقائنا: ” أرجو أن يكون التواصل بيننا مقتصراً على رئيس جهاز المخابرات فقط ، لا داعي لإخطار وزارة الخارجية بالأمر ” ، حينها علمت أن وزراء الخارجية ليسوا من أهل الثقة لدى الرؤساء.

– لقد حان الوقت الضغط على الزناد:
تفاصيل مقتل سليماني ..
كشف بومبيو في مذكراته أنه كتب رسالة لقائد ميليشيا ” فيلق القدس ” ( كما أسماها ) التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي أُغتيل بضربة جوية أمريكية في العراق مطلع 2020 ، هدد فيها بأن أمريكا ستحاسبه وستحاسب إيران على أي هجمات ضد المصالح الأمريكية في العراق.
وقال بومبيو في مذكراته…
إن سليماني لم يرد قط على رسالته، ولكن بعد سنتين، وتحديداً في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2019 ، كنت جالساً مع الرئيس ترامب بمنزله الفخم في فلوريدا، وهذه المرة كوزير للخارجية، وكان بجانبي وزير الدفاع ورئيس الأركان المشتركة ، وكنا هناك في عمل خطير ، وقلت للرئيس ترامب:
” سيدي الرئيس، لدينا توصية لك – الهدف هو الجنرال قاسم سليماني ” ، وأضاف… ” في غضون أيام قليلة فحسب، سيشعر سليماني والإيرانيون بالأثر الكامل لرفضنا محاباة شرهم، بدلاً من ذلك سيتلقون طعم الهجوم الأمريكي ” .
وتابع بومبيو: ” سيدي الرئيس، سليماني مسافر من بيروت إلى دمشق ثم بغداد ، يطير على رحلات تجارية، ونعرف طريق رحلته. إنه يتآمر لقتل المزيد من الأمريكيين. ولدينا الأدوات الضرورية لوقف قيادته لهذه الجهود الإجرامية. فلقد أسقطوا مسيرتين أمريكيتين، وأطلقوا صواريخ باليستية على المملكة العربية السعودية، والآن قتلوا أمريكيا، كل ذلك كان بتوجيه من سليماني…
لذلك أعتقد سيدي الرئيس أنه حان الوقت لوقف حكمه الإجرامي … وهو هدف عسكري مشروع ” .
وكتب بومبيو ….” أن ترامب تفهم المخاطر الكبيرة، كما فعلنا جميعا، وقال لقد حان الوقت للضغط على الزناد ” ، مشيراً إلى أنه بعد اطلاع ترامب على الخطة المقترحة جرى تحديد 3 كانون الثاني/ يناير 2020 موعدا للعملية مع وصول سليماني إلى مطار بغداد الدولي حيث استقبله القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وكتب بومبيو….. أنه مع إنطلاق موكب سليماني والمهندس كانت طائرة مسيرة أمريكية من طراز ” أم كيو – 9 ديبر ” تتقفى كل حركتهما. ومع مغادرة سيارة سليماني المطار سقطت عليها صواريخ ” هيل فاير ” … وختم قائلا : ” سليماني لن يؤذي أحداً على الإطلاق بعد الآن ” .

كتب بومبيو…. إن الإدارة الأمريكية سمعت تحذيرات مفادها أنه إذا قتلنا الجنرال سليماني فإن ذلك سيؤدي إلى حرب ، وهي التحذيرات نفسها التي سمعتها الإدارة الأمريكية حين قررت الإنسحاب من الإتفاق النووي وأيضا حين نقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وأن أمريكا قامت بقتل قاسم سليماني لأنها على أهبة الاستعداد لحماية الشعب الأمريكي، ولأن سليماني كان منخرطا في مخطط لقتل 500 أمريكي ، وقد تمكنت الإدارة الأمريكية من إحباط هذا المخطط. وأردف بومبيو… أن أمريكا عملت على حماية أصولها في العراق ومواطنيها في سوريا وفي كافة أرجاء العالم منذ فترة طويلة جدا، وأن أمريكا كانت تراقب تحركات فيلق القدس وتعمل على مشروع قتل سليماني بشكل مستمر حتى تسنت لها الفرصة لإيقاف ما كان هجوماً وشيكاً على الموارد والأصول والمواطنين، فأصدر الرئيس الأمريكي القرار بالقضاء عليه.

وقال وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو في كتابه :
أن عملية قتل سليماني وأبو مهدي المهندس، بطائرة مسيرة في منطقة مطار بغداد استغرقت جميعها 5 دقائق فقط ، وأضاف أنهم كانوا غير قلقين من وقوع إصابات جانبية بين المدنيين نتيجة لهذه العملية لأن كل الخطط تمت بعناية شديدة.
أفرد بومبيو مساحة كبيرة في كتابه للحديث عن إيران وكواليس الغارة التي قضت على قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني. قال وزير الخارجية الأمريكي السابق: إن سليماني أقام شبكة سياسية واسعة في الشرق الأوسط، ويستشهد بلقائه رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي في قصره عام 2017 ، عندما حذره بومبيو من العقوبات الأمريكية لو استمر العراق في استيراد الكهرباء من إيران، وسأله ” إذا عرضت الولايات المتحدة دعما ماليا، فهل سيتوقف العراق عن استيراد الكهرباء من إيران؟ ” . يذكر بومبيو أن العبادي نظر إليه مباشرة وقال : ” بعدما تغادر سيأتي سليماني لرؤيتي ، ربما بإمكانك أخذ أموالي، لكن سليماني سيسلب مني حياتي ” .
جاء اسم سليماني في كتاب بومبيو في مواضع أخرى، في أحدها تحدث الوزير السابق عن إرساله رسالة شديدة اللهجة إلى سليماني حذره فيها من استهداف الأمريكيين، وذلك عندما كان رئيسا للاستخبارات، لكن الحدث الأهم جاء بعد سنتين من تلك الرسالة وتحديدا في ديسمبر/ كانون الأول عام 2019 ، عندما أوصى بومبيو الذي أصبح وزيرا للخارجية ترامب في قصره في مارالاغو رفقة وزير الدفاع ورئيس الأركان المشتركة باستهداف سليماني. وأكد بومبيو في كتابه: أنه قال للرئيس ترامب في اجتماع قرار اغتيال سليماني أنه مستعد للتواصل مباشرة مع الإيرانيين بعد الضربة لتوضيح أنها لم تكن محاولة لقطع رأس النظام ، على رغم أن واشنطن مستعدة للتصعيد إذا كانت هذه هي رغبتهم. واستذكر بأنه عندما أعطى الرئيس ترامب الضوء الأخضر للخطة، وهمّ الجميع بالمغادرة، انفرد بومبيو بالرئيس وقال له بعد تفكير، ” تذكير اخر سيدي الرئيس: أننا سنوجه صاروخا بأمرك من ستة آلاف ميل ( ويقصد واشنطن ) ليضرب مطارا دوليا… وإننا لم نقم بمثل هذا من قبل .. فقال : ” نظر الرئيس الي مباشرة وأومأ برأسه، من دون أن يتفوه بكلمة، لكن عينيه( بحسب بومبيو ) كانت تصرخ محذرة من الفشل في تنفيذ العملية .
وتطرق بومبيو رئيس ال CIA السابق في كتابه أيضا إلى اجتماعه السري مع زعيم كوريا الشمالية( كيم جونغ أون ) في عام 2018 ، وأشار إلى الترحيب الغريب الذي تلقاه في بيونغ يانغ، قائلا :
إن الزعيم الكوري الشمالي رحب بي قائلا : ” لم أعتقد أنك ستحضر وأنا أعلم أنك كنت تحاول قتلي ” . واستذكر بومبيو هذا الاجتماع قائلا : ” لقد استعددت أنا وفريقي لهذه اللحظة ، ولكن مزحه عن الاغتيال لم تكن على قائمة الأشياء التي قد يستخدمها للترحيب، إلا أنني رددت بالمثل وببعض الفكاهة، قائلا : ” مازلت أحاول قتلك ” .

 

وبحسب رواية الكتاب ظل كيم مبتسما في الصورة التقطت بعد ثوان من هذا الترحيب الغريب، وبدا واثقاً من أن ضيفه يمزح ” .
– يصف مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق رحلته الأولى إلى موسكو، ويقول إنه حاول اقناع ترامب بعدم جدواها، إلا أن الأخير أصر عليها، يقول : وصلت الى القصر الرئاسي للقاء ( بوتين ) ، إلا أنه أراد استفزازي فجعلني انتظر مع أعضاء وفدي لأكثر من نصف ساعة دون أن يحضر، هذا السلوك غير مستغرب منه ، فقد فعل ما هو أسوأ مع المستشارة( أنجيلا ميركل ) عندما استقبلها في قصره بصحبة كلبه الضخم ، والمعروف عن المستشارة خوفها الجنوني من الكلاب، قررت أن لا أسمح له بممارسة السادية، فنهضت وأخبرت الوفد الروسي المرافق لي أنني لن أنتظر بوتين أكثر من ذلك، وأنني سوف أغادر موسكو، يبدو أنهم لم يتوقعوا ردة فعلي، فاعتذروا بشدة وقاموا بإجراء اتصالات سريعة ، أسفرت عن وصول بوتين بعد وقت قصير إلى غرفة الاجتماع .
خلع وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو قبعة الدبلوماسية، ليظهر بوضوح أكبر جانبه القوي الذي عرف عنه أثناء قيادته ال CIA ، ثم وزارة الخارجية، فمن خلال فصول الكتاب ال 17 ، يفتعل بومبيو المشكلات ليس مع الأعداء فحسب ، بل حتى مع الأصدقاء.
يقتبس بومبيو في كتابه الصادر حديثا ما قاله ترامب ويعتبره مديحا، قبل أن يبدأ في تمثل تلك الصفات التي يرى أنها تعكس قوته وصراحته التي لا يتنازل عنهما في معركته، من أجل أميركا ، مسددا الضربات التي تثير حنق الأقربين في واشنطن قبل البعيدين في أقاصي الشرق والغرب، فها هو هنا يكرر إسقاطاته على زميله في إدارة ترامب( جون بولتون ) ، ” الخائن ” على حد وصفه ، وينال من زميلته السفيرة لدى الأمم المتحدة سابقا ( نيكي هايلي ) متهما إياها بالتواطؤ للإطاحة بنائب الرئيس( مايك بنس ) وسرقة منصبه ، والأهم من مناوشات الزملاء، يقدم وزير الخارجية السابق روايته للأحداث البارزة التي عايشها في عهد ترامب، من لقائه السري بزعيم كوريا الشمالية إلى توصيته باستهداف قاسم سليماني.
كرر بومبيو هجومه على مستشار الأمن القومي السابق( جون بولتون ) واتهمه بالخيانة والتآمر ضد أجندة إدارة ترامب، داعيا إلى محاكمته بتهمة ” إفشاء معلومات سرية ” ، وقال في مذكراته: ” آمل أن أتمكن يوما ما من الشهادة في محاكمة جنائية ضد بولتون ” . وذكر بومبيو أن علاقته مع بولتون كانت سيئة ، وعلى الرغم أنه يحترم التزامه الدفاع عن أمريكا ” ، إلا أنه أشار إلى سمعة بولتون بوصفه ” شخصا يصعب التعامل معه ” ، وقارن بومبيو بين بولتون و ( إدوارد سنودن ) ، الذي سرب معلومات سرية من وكالة الأمن القومي، مشيرا إلى أن سنودن لم يكذب في شأن دوافعه، في حين صور بولتون كتابه بأنه وجد ل ” إنقاذ أمريكا من دونالد ترامب ” ، من دون أن يكشف حقيقة أنه ” أراد كسب المال ” ، وقال إن نشر بولتون لقصص احتوت محادثات سرية وحساسة هو ” تعريف للخيانة ” .

 

– ساعدنا الموساد في إتمام عملية سرقة أرشيف إيران النووي:
– أرشيف إيران النووي:
إيرانيا ، كشف بومبيو أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ، ساعدت عملاء جهاز ” الموساد ” الاسرائيلي على مغادرة إيران، بعدما نجحوا في سرقة أرشيف إيران السري من قلب طهران . وأورد في كتابه أنه وأثناء نزوله من الطائرة بعد عودته من زيارة لعاصمة أوروبية، تلقى اتصالاً من مدير ” الموساد ” آنذاك( يوسي كوهين ) ، طلب فيه المساعدة لإخراج فريق من إيران ” أكمل للتو مهمة بالغة الأهمية ” .
وأضاف بومبيو، في غضون اليومين التاليين، عاد الفريق إلى بلاده من دون أن يعلم العالم مطلقاً أن واحدة من أهم العمليات السرية التي أجريت على الإطلاق قد اكتملت ” . رغم أن بومبيو لم يذكر اسم العملية أو الفترة الزمنية التي حدثت فيها ، إلا أن صحيفة ” جروزاليم بوست ” الإسرائيلية، ذكرت أن بومبيو كان يشير إلى ” عملية الأرشيف النووي الإيراني عام 2018 ” .
ما يهمنا هنا هو طبيعة العلاقة التي تربط أمريكا وإسرائيل، وهي علاقة لا يمكن إدراجها في خانة العلاقات الطبيعية بين الدول ، فعندما يقول بومبيو أن ينفذ على الفور كل ما يطلبه رئيس الموساد الاسرائيلي، دون أي نقاش ، فهذا يعني أن العلاقة ليست بين شخصين ينتميان كل واحد منهما إلى دولة ، بل هي علاقة بين أعضاء دولة واحدة .
– كان هناك شبه إجماع وسط فريق الأمن القومي ل ترامب بضرورة إلغاء الإتفاق النووي الإيراني، خرج عن هذا الإجماع كل من وزير الخارجية( ريكس تيلرسون ) ووزير الدفاع( جيمس ماتيس ) . الغريب أن الرئيس الفرنسي( إيمانويل ماكرون ) حاول جاهداً إقناع ترامب بالعدول عن الأمر ، وهنا يجب الإشارة إلى أن ماكرون كان يدعي المعرفة بملفات الشرق الأوسط، وحاول جاهداً تجنيد ترامب لصالحه في ملفات حساسة، مثل الملف التركي ، ظل يلح على ترامب بعدم الإنسحاب من الإتفاق النووي، لكن ترامب ضجر منه فرده بقوة قائلا : ” توقف عن التعامل مع إيران بخوف ووجل وكأنك فتاة عذراء ” ضعفك هذا هو ما جعل أصحاب السترات الصفراء يتمردون عليك ” .

 

– ” مايك … لماذا عندما تخبرني عن المشكلات في الشرق الأوسط، فإن إيران حاضرة دوماً ؟ … ” قلت له بثقة : لأنها إيران… فقال دعنا نصلحها يا مايك .. لا جنود ، ولكن دعونا نصلحها ” . وكان إصلاحها في إدارة ترامب يعني أولا التراجع عن الضرر الذي أحدثه الإتفاق النووي المنافي للعقل الذي أبرمته إدارة أوباما، والذي مكن إيران من رفع العقوبات بحيث بات لدى النظام الإيراني المزيد من المال لقمع شعبه ، وبناء الصواريخ الباليستية، ودفع الثورة الإسلامية بالقوة، وتمويل تنظيمات إرهابية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والحوثيون في اليمن .

وختاماً …

فإن مايك بومبيو.. يلقي باللوم على إدارة أوباما في حدوث ما يعتبره ” تراجعاً في إدراك المخاطر العالمية ” ، حيث يقول : ” صحيح أننا بقينا إلى حد كبير القوة العظمى الوحيدة في العالم ، إلا أننا لم نحقق سوى القليل من الانتصارات الحقيقية في السياسة الخارجية منذ حرب الخليج الأولى، بدا قادتنا غير قادرين على معالجة المشاكل الجيوسياسية في عصرنا ، كان أعداؤنا يكسبوننا، كانت كوريا الشمالية مع ترسانتها النووية مجرد مشكلة واحدة بينما هناك مشاكل أخرى: فالصين تنافسنا بهدوء في القوة والنفوذ الاقتصادية، بينما ظللنا نأمل دون سبب منطقي في تطورها نحو الديمقراطية والحرية.

وكانت إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، تسعى بقوة أكبر إلى الهيمنة في الشرق الأوسط، ولا تزال تعلن رغبتها في إزالة إسرائيل من على وجه الأرض، ودخلت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 ، دون أي احتجاج من جانبنا، وفي الوقت نفسه كنا غارقين في أفغانستان منذ ما يقرب من عقدين ، وركزنا مواردنا على مكافحة الإرهاب، وليس التهديدات العسكرية من القوى العظمى المحتملة، لقد فشلنا في تكييف استراتيجياتنا مع الصراعات التي تنطوي على التكنولوجيا والسيطرة على العملة والقوة الاقتصادية والحرب الإلكترونية.

 

 

بقلم: فاتن الحوسني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com