رصد موقع «إنفستمنت مونيتور» الشبكي البريطاني المتخصص في شؤون الاستثمارات حول العالم، اتجاه عدد متزايد من الشركات متعددة الجنسيات في الفترة الأخيرة لتأسيس مقار إقليمية لها في دبي. واستعرض الموقع أسباب هذا الاتجاه في تقرير بعنوان «لماذا تؤسس الشركات متعددة الجنسيات مقار إقليمية في دبي؟».
وذكر التقرير أن في مقدمة هذه الأسباب، رغبة الشركات متعددة الجنسيات في الاستفادة من البيئة الصديقة للأعمال التجارية التي تتسم بها دبي، بينما يتمثل السبب الثاني في رغبة الموهوبين الذين يديرون هذه الشركات أو يعملون بها في التمتع بنمط الحياة المختلف الذي توفره لهم، وخاصة في سياق رغبتها في تعزيز تنافسيتها العالمية في ما يتعلق باستقطاب أفضل المواهب والعناصر المتميزة من كافة أنحاء العالم في زمن ما بعد جائحة «كوفيد 19».
مدينة مرموقة
وأوضح التقرير أنه على الرغم من كون الشركات متعددة الجنسيات لا تحتاج بالضرورة مكتباً يقع في منطقة فاخرة أو شديدة الفخامة، إلا أنها عندما يقع مكتبها الإقليمي في مدينة مرموقة عالمياً مثل دبي، فإن هذا يُعد خطاب نوايا يعكس رغبة الشركة في النجاح والانتشار ومؤشراً مبدئياً لقدرتها على تحقيقهما.
وأضاف التقرير أن المُدن ذات السمعة العالمية مثل دبي تتيح للشركات العاملة بها بنية تحتية ضمن الأفضل عالمياً، بالإضافة إلى حلقات وصل إقليمي ودولي تتمثل في وسائل النقل العصرية، فضلاً عن كونها تجعل الشركات أقرب لرؤوس الأموال، الشركاء الإقليمين، والشركات المتخصصة في تقديم الخبرات والاستشارات المالية. وعلاوة على ذلك، فإن تواجد الشركات العالمية في مدينة مشهورة عالمياً مثل دبي يجعل إدارة الشركة أقرب للمساهمين وأكثر قدرة على التواصل معهم.
وأفاد التقرير بأن المزايا التي تتيحها دبي للشركات العالمية، التي تؤسس مكاتب لها بها، تتجاوز الموقع المتميز والبيئة الصديقة للأعمال التجارية لتشمل الرواتب الأعلى التي تفوق المتوسطات العالمية.
وضرب التقرير مثلاً بــ«مركز دبي المالي العالمي»، باعتباره واحدة من أكثر المناطق في دبي تميزاً واستقطاباً للشركات العالمية. وذكر التقرير أن المركز يُعد المنطقة الحرة الرئيسة في دبي، وتوجد به شركات وأفراد ينتمون إلى 150 دولة.
مميزات
وأوضح التقرير المميزات التي يتيحها «مركز دبي المالي العالمي» للشركات التي تؤسس مكاتب به، فذكر أنه يزودها ببيئة غير قابلة للمنافسة لبناء اتصالات مع عالم الأعمال التجارية. وأضاف إنه يمكن الترتيب لعقد الاجتماعات بين الشركات داخل مقر المركز بسهولة، ذلك أن الشركات العاملة به تتواجد على مقربة من بعضها بعضاً.
وأكد التقرير أن المركز يتيح للشركات أيضاً بيئة صديقة للأعمال التجارية تُعد جزءاً لا يتجزأ من بيئة دبي ككل. وأوضح أن من أبرز عناصر هذه البيئة يتمثل في القوانين ذات المعايير العالمية التي تتبناها محاكم المركز في فض المنازعات التي قد تنشأ بين شركتين من الشركات التي لها مكاتب بداخله، الأمر الذي يُضفي قدراً كبيراً من الاستقرار على جو العمل داخل هذه الشركات.
مرونة
وذكر التقرير أن آليات العمل داخل المركز تتسم بقدر كبير من المرونة، كونه يسمح للشركات العاملة به باختيار نموذج العمل الذي يفي على أفضل نحو باحتياجاتها التشغيلية. وأضاف إن ثمة نموذج العمل التقليدي الذي يقتضي افتتاح مكاتب ذات مساحات كبيرة نسبياً داخل المركز، وهناك أيضاً نماذج العمل الهجينة التي تكون ملائمة عندما تحتاج الشركات مكاتب ذات مساحات أقل. وأضاف أن المركز يحظى أيضاً بسمعة دولية طيبة باعتباره وجهة رئيسة لإتمام صفقات الدمج والاستحواذ بين الكيانات التجارية المختلفة.
واختتم «إنفستمنت مونيتور» تقريره بسرد بعض من أبرز الشركات العالمية التي أسست مكاتب داخل «مركز دبي المالي العالمي»، ومنها «إكسون موبيل»، «ميرك»، «ميتسوبيشي»، «ميتسوي»، «بترو تشاينا»، «بتروناس»، و«شامبرجر»، مؤكداً أن كبريات الشركات متعددة الجنسيات على مستوى العالم تُدرك مميزات التواجد في مدن عالمية رئيسة مثل دبي، ولذا فقد أسست بداخلها أكثر من مكتب، ومنها على سبيل المثال شركة «نستله» السويسرية الشهيرة لإنتاج الأطعمة المعلبة، والتي تمتلك في دبي مكتبين أحدهما في «مركز دبي المالي العالمي» والآخر في «دبي ورلد سنترال».