شاركت عفراء العليلي وجميلة أحمد المهيري، عضوتا وفد مجموعة اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي، في الاجتماع التاسع للجنة الدائمة المتخصصة للشؤون الثقافية والقانونية وحوار الحضارات والأديان، ضمن أعمال المؤتمر السابع عشر للاتحاد المنعقد في مدينة الجزائر في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
وقالت جميلة أحمد المهيري، في مداخلة الشعبة البرلمانية الإماراتية حول حماية المقدسات في الدول الإسلامية: «يشهد العالم الإسلامي تصعيداً في الهجمات الإرهابية وتدمير تراث الدول المتضررة من الصراع الثقافي والنهب والاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية على نطاق غير مسبوق»، مؤكدةً رفض دولة الامارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، مشددةً على وجوب احترام الرموز الدينية وأهمية نشر قيم التسامح والتعايش.
وطالبت الشعبة البرلمانية الإماراتية بشأن حماية المقدسات الإسلامية بوضع البرامج والسياسات والخطط للمحافظة على التراث الثقافي الوطني، وتحسين قدرات المؤسسات الثقافية لإدارة المواقع التراثية حول العالم بما يضمن استدامتها، والالتزام الدولي بمساندة مشاريع إحياء التراث والحفاظ على الموروث الثقافي في الدول وخاصة في المنطقة العربية، والسعي من خلال التعاون مع المؤسسات الثقافية الوطنية والدولية.
كما طالبت بتعزيز التوعية والأنشطة لزيادة التثقيف والتوعية من خلال بناء الحملات العالمية والتي تهدف إلى توعية الشباب في جميع أنحاء العالم من أجل حماية التراث كمحرك للسلام والأمن، وتشجيع البرلمانيين لدعم حكوماتهم في توعية المجتمع المدني حول أهمية التنوع الثقافي في المجتمعات، ووضع الخطط والمشاريع الاستراتيجية، لتطوير القطاع الثقافي من أجل تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والاحترام المتبادل سعياً إلى توحيد مفهوم الإنسانية وتعزيز حقوق الإنسان، وكرامته، وهويته.
وشددت الشعبة البرلمانية الإماراتية على أهمية دور البرلمانيين في وضع السياسات، والتشريعات لتعزيز الأسس المنصوص عليها في اليوم العالمي للتنوع الثقافي لليونيسكو في بلدانهم، ووضع الآليات الملائمة لوضع الخطط والأطر التنظيمية لإدارة مواقع التراث الثقافي من خلال تحديد الأهمية الثقافية لهذه المواقع والحفاظ على أصالتها، والمحافظة على قيمتها، مع احترام القوانين الدولية للتنوع الثقافي.
واستعرضت تجربة دولة الإمارات في هذا الشأن حيث وقعت مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اتفاقية لإنشاء المركز الدولي لبناء القدرات في مجال التراث الثقافي غير المادي بالدول العربية، بما يسهم في تعزيز الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لحماية التراث الثقافي غير المادي وتعزيز الوعي به.
بدورها، قالت عفراء العليلي، نائب رئيس المجموعة في مداخلة الشعبة البرلمانية حول تحالف الحضارات: «ندرك جميعا بأن تحالف الحضارات ركيزة أساسية لتحسين التفاهم والعلاقات بين الأمم والشعوب عبر الثقافات والأديان، خاصة في ظل التحديات التي تواجهه العالم وتحتاج إلى تعاون دولي وتدخل سريع وحقيقي لإنهائها».
وشددت الشعبة البرلمانية الإماراتية على ضرورة التعاون لتوفير الوسائل الكفيلة بتحقيق مبدأ تحالف الحضارات باعتباره منصة للحوار والتفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات والحضارات وتحقيق سرعة الاستجابة في مواجهة تحديات العصر.
وأكدت أن دولة الامارات حريصة على أداء دورها كمنارة عالمية لنشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، حيث تؤمن بأن هذه القيم تشكل ركائز أساسية لتحقيق التنمية والازدهار المستدام في المجتمعات، وتسهم في إحلال السلام في العالم، ودعم تطلعات الشعوب في الحياة الكريمة والرخاء، مشيرةً إلى أن المؤتمر العالمي للإخوة الإنسانية الذي استضافته دولة الإمارات في فبراير 2019، ونظمه مجلس حكماء المسلمين، يهدف إلى تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً، والتصدي للتطرف الفكري، وتعزيز العلاقات الإنسانية، وإرساء قواعد جديدة بين أهل الأديان والعقائد المتعددة.