|  آخر تحديث يناير 31, 2016 , 2:16 ص

فتاة الليل


فتاة الليل



بقلم: أحمد فتحي العيساوي – ( ليبيا )

من يعتقد ان الشعب الليبي يقف ضد حكومته فهو واهم ومتأثر بما تبثه وسائل الاعلام الفاسدة، التي دأبت منذ فترة على تزييف الحقائق وتشويه صورة ليبيا بطريقة بعيدة كل البعد عن المهنية وعن واقع الحالة الليبية، معتقدين انهم سينالون رضا احد الجهات بما يفعلون، ولعل هذا الاعلام اللا مسؤول هو يجسد صورة العهر الاعلامي، التي نعيشها ونتاج الحريات التي تزيد عن حدها، حيث يعتقد البعض ان ما تبثه تلك الوسائل هو تمرد شعبي على السلطة التي لازالت تدرس تشكيل الحكومة او حرية رآي، والقارئ للازمات الاخيرة سيجد ان هناك حراك ناشط على الساحة المحلية، خاصة في ما يتعلق باختلاف بين السلطتين واحدة منتهية الولاية والأخرى تستمد شرعيتها من الشعب واعتراف العالم بها ، وصراع بلغ ذروته، استخدمت فيه كل الوسائل، بما فيها وسائل الاعلام، والمجلس الرئاسي سوف تنجح في استقطاب اغلبية برلمانية تؤيدها، ولكنها فشلت في نيل ثقة المواطنين، ولعل ذلك يعود الى سياساتها الخاطئة في ادارة شؤون ملفاتها المتعثرة، على اعتبار ان مساندة النواب لها افضل من تصحيح ما أخطأت فيه من سياسات، معتقدة ان نجاحها بهذه الطريقة سيجعل من خصومها السياسيين الرضوخ والسير على وتيرة الهون ابرك ما يكون، ولو ان الحكومة طبقت مبدأ الثواب والعقاب وحرصت على تطبيق القانون بعد اعتماد الحكومة على الجميع واستنهضت امكاناتها للتنمية الحقيقية للدولة وأبعدت عنها من يلمع صورتها بطريقة ساذجة، كما يفعل البعض حتى تخطف دعم المواطن لها قبل النائب وأمنت على نفسها من دخول ازمة تلو الاخرى، فمن الغباء ان يكون من يدافع عنها اشخاص اشتهروا بالسرقة والكذب والتزوير والتمصلح والتكسب السياسي! والفساد الذي عم البلاد في الآونة الاخيرة هو عنصر اساسي لهذا الصراع القائم بين جسمين، لكن هذا الفساد مر عبر بوابة الحكومة الى وسائل الاعلام، التي تلعب دورا مهما هذه الايام في تشويه صورة الوفاق السياسي وتحاول زرع الفتنة بين شرائح المجتمع لاشغالهم عن أشياء اخرى، وتشوه الحقائق، مدافعة عن المليشيات التي جعلت جُل ابناء المجتمع يدخلون في حرب، وذلك من خلال عدم تطبيق القوانين ضد بعض تلك الوسائل الاعلامية المساندة لأطراف سياس بعينها، لذلك، انا اختلف مع من يصف بعض وسائل الاعلام بالاعلام الفساد، لأنه لا يوجد اعلام فاسد، وما نشاهده اليوم هو فساد اعلامي، واقول ان من يحاول تصوير ما يحدث اليوم في ليبيا بتمرد المواطنين على السلطته فهو مخطئ وان ما يقوم به هو اساءة الى ليبيا وحكومتها قبل ان يسيء الى كائن من كان،فالشعب الليبي جبل على الحرية، والفساد الذي عم البلاد في الآونة الاخيرة هو عنصر اساسي لهذا الصراع القائم،وهنالك مجموعة من الاعلاميين مأجورين يُراد منهم حرف وتحويل المعلومات عن مؤدَّاها الطبيعي ومسارها الحقيقي؛ بغرض التأثير على الرأي العام الذي لا يتحقق بسير المعلومات في اتجاهها الطبيعي؛ لذلك تلجأ شياطين وسائل الإعلام إلى التحريف والتضليل وليِّ أعناق المعلومات حتى تتلاءم مع الأهداف التي وضعتها الجهات الداعمة والمسيطرة والمالكة للمؤسسات الإعلامية،ويسعى عدو السلام والوفاق جاهداً لخلقِ صورة نمطية لنفسه تجعل منه قوة خارقة عبر التهويل الاعلامي، وبث الأكاذيب عن الدولة وسياستها التي تبحث عن وفاق ولم الشمل؛ ولازال يتحدث وينشر هذه الأخبار الكاذبة وهو يعلم أن كلمته تشق الصف وتزهق أرواح وتشتت عائلات، ولكن من المفترض عند وقوع أحداث كبيرة تهدد تحقيق الأهداف المرسومة يلجأ ى إلى أسلوب لفت الأنظار، بحيث يغير مجرى الحديث ويسلط الأضواء على متعلقات أخرى غير أصل المعلومات، لتحصر التفكير فيما يخفف من الآثار المترتبة على الأحداث الواقعة في البلاد.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com