|  آخر تحديث ديسمبر 25, 2022 , 16:55 م

عندما رأيت الحلم متجسدا!


عندما رأيت الحلم متجسدا!



مع اندلاع أحداث يناير 2011 وفي أول ايام حظر التجوال كنت في وردية عملي بجريدة الأهرام وعندما نزلت من مبنى الجريدة شاهدت دبابات الجيش في بداية نزولها للشارع وفرحة الجماهير بهم بعد انسحاب الشرطة تماما من المشهد.. وبالطبع لم تكن هناك أي وسيلة مواصلات لأعود بها الي المنزل.. وكان الحل الوحيد المتاح هو السير علي الأقدام.. وبالفعل مضيت وسط المشهد الضبابي الملبد بدخان قنابل الغاز وحرائق كاوتشات السيارات.. وساعدني تصريح التجول خلال الحظر الذي استخرجته لنا الجريدة في المرور من اللجان والكمائن المنتشرة خلال الطريق.. كانت الشوارع خالية تماما الا من جنود الجيش.. وبعض الشباب القادمين او الذاهبين الي ميدان التحرير.. وكنت خلال سيري اقوم بتصوير المشاهد التي امر بها بالموبايل لتسجيلها باعتبار ان كل ذلك حدث تاريخي نادرا ما يتكرر.. وعندما اقتربت من كوبري قصر النيل شاهدته خاليا تماما من المارة والسيارات وكان الوقت قبيل المغرب فكانت الشمس  تلقي بأشعتها الذهبية علي الكوبري والمياه مما شكل مشهدا مبهرا التقطت الكثير من الصور له خلال سيري.وبعد مرور عامين قرأت علي مواقع التواصل الاجتماعي اعلانا عن جائزة حمدان بن محمد بن راشد الدولية للتصوير وكانت تحمل عنوان “صنع المستقبل” ومن بين محاور الجائزة كان فرع الأبيض واسود وقررت الاشتراك في المسابقة بالصور التي التقطتها لكوبري قصر النيل خلال الحظر  وكنت قد نشرت بعضها في الجريدة تحت عنوان “ساعة الحظر ماتتعوضش” .. وبالفعل ارسلت الصور الي البريد الإلكتروني الخاص بالجائزة وانا أعلم جيدا ان فرصتها بالفوز ضئيلة جدا نظرا لاشتراطهم جودة عالية في الصور المرشحة للجائزة.. ولكنها كانت مجرد محاولة.وخلال تلك الفترة في اواخر ديسمبر ٢٠١٣ رأيت حلما عجيبا ومن الغريب انني تذكرته كاملا عندما استيقظت من النوم.. فقد شاهدتني في الحلم أسير في مدينة عماراتها تلمع وكأنها من الذهب والفضة وكانت الشوارع رائعة الجمال.. صحوت من النوم مستبشرا خيرا من هذا الحلم..

 

بعدها بأيام قرأت في موقع الجائزة عن حملة قام بها الفرع الإنساني لهم في المخيم الاماراتي الأردني للاجئين السوريين ، حيث قاموا بتوزيع كاميرات علي الأطفال واقاموا لهم معرضا يضم صورهم التي التقطوا بالإضافة الي بورتريهات للأطفال فقمت بنشر خبر عن ذلك الحدث وارسلته الي ايميل الجائزة.. وفي اليوم التالي مباشرة وكان يوافق ٣١ ديسمبر ٢٠١٣ (ليلة رأس السنة) وصلتني رسالة علي بريدي الإلكتروني من الأستاذ مالك سرطاوي المسئول الإعلامى عن الجائزة آنذاك.  قال فيها: “لقد  كانت تغطيتكم لموضوع المخيم رائعة جدا” ووجه لي دعوة لحضور الحفل الختامي للدورة الثالثة للجائزة والذي سيقام برعاية وحضور سمو ولي عهد دبي وجمع غفير من اهل الثقافة والفن والاعلام ، وذلك في منتصف شهر مارس المقبل ، وقال انه بعد الحفل بيومين سيكون هناك مؤتمر صحفي للاعلان عن الدورة الرابعة.وقمت بالرد عليه قائلا: “لقد أسعدتنى رسالتكم الأخيرة جدا يا أخى واعتبرها من أهم الأحداث المتميزة التى انتهى بها عام 2013 وأسعد حدث يبدأ به عام 2014 بالنسبى لى، فزيارة مدينة دبى كانت أمنية تمنيت كثيرا أن تتحقق  منذ فترة طويلة لأشاهد عن قرب التقدم الحضارى الكبير الذى تتمتع به، والذى يمثل فخرا عربيا نعتز به جميعا، ولما تمثله لنا دولة الإمارات العربية الشقيقة من قيمة يستشعرها ويلمسها الشعب المصرى منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذى كانت تربطه بمصر علاقة ود عميق ومازلنا نرى آثار هذا الود وهذا العطاء فى مدن وقرى وأماكن كثيرة فى مختلف محافظات الوطن”.

وبالفعل وصلتني الدعوة الكريمة وتذكرة الطائرة وسافرت الي دبي وكانت زيارتي الاولي لها وفوجئت وانا أسير في شوارعها بالمشهد الذي كنت قد شاهدته في الحلم متجسدا أمامي واقعا حقيقيا ملموسا.. وكانت هناك تفاصيل كثيرة ربما نتناولها في مقال اخر بإذن الله.

 

 

بقلم الكاتب: مجدي بكري | القاهرة

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com