ترأّس سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام الاجتماع الرابع للمجلس لهذا العام، حيث تمت مناقشة جملة من الموضوعات المهمة المتعلقة بالخطة الاستراتيجية للمجلس وما تم تحقيقه من خطوات في تنفيذ ما تضمنته من أهداف تسعى في مجملها إلى الارتقاء بقدرات إعلام دبي وتعزيز تنافسيته، وضمان تقديمه رسالة إعلامية متكاملة بمحتوى متطور يلامس طموحات دولة الإمارات ويتبع أرقى المعايير العالمية ويعكس الإنجازات النوعية لدبي في مختلف المجالات.
وأكد سمو رئيس مجلس دبي للإعلام على أهمية سرعة تنفيذ الأهداف التي تضمنتها الخطة الاستراتيجية للمجلس، من أجل تأكيد قدرة إعلام دبي على مواكبة مكانتها العالمية المتنامية، بما يستدعيه ذلك من رفع مستوى التنسيق بين مختلف أجهزة ومكونات إعلام دبي، وضمن مساقاته المطبوعة والمرئية والمسموعة وكذلك الرقمية، وعلى كافة المنصات.
وقد اعتمد سموه تطوير مبادرة “أخبار دبي” مؤكداً أنها تدعم رؤية موحدة هدفها الوصول إلى أعلى مستويات كفاءة الأداء بالتنسيق بين مختلف مكونات المنظومة الإعلامية والجهات المعنية، لتقديم تغطية نموذجية ومتميزة لأخبار دبي ضمن مختلف القطاعات. كذلك، وجّه سموه بتنظيم خلوة إعلامية لمناقشة خطة تطوير منظومة وهوية مؤسسية لمؤسسة دبي للإعلام.
ولفت سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم ، خلال الاجتماع، الذي حضرته سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام وأعضاء المجلس، إلى أن الإنجازات التنموية التي تشهدها دبي وجعلتها مركزاً رئيسياً للحركة الاقتصادية في المنطقة، وما يواكبها من أحداث وفعاليات متعاقبة على مدار العام، تتطلب استحداث منصة تستوعب كل تلك المستجدات وتحتويها بتغطية إعلامية تليق بمكانة دبي.
وقالت سعادة منى غانم المرّي: “تطوير إعلام دبي يسير، بتوجيهات سمو رئيس مجلس دبي للإعلام، على أكثر من مسار بصورة متوازية وبتضافر جهود جميع أعضاء المجلس، وفق رؤية تستلهم توجهات دبي مدينة المستقبل، وتحشد كافة الإمكانات في سبيل تقديم محتوى جديد يشارك في صنعه الشباب بكل ما يحملونه من طموح كبير وأفكار مبدعة”.
وأوضحت نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام وأعضاء المجلس، أن انطلاق حملة “وجهات دبي” في نسختها الثانية يعزز الترويج للوجهات الشتوية في المدينة، ويسلط الضوء على ما تتمتع به من مقومات تميزها كخيار مفضل للزيارة، في حين تدعم الحملة صُنّاع المحتوى من كافة الجنسيات وتتيح لهم من خلال أسلوبهم الإبداعي إظهار مقومات التميز التي تتمتع بها دبي بين مدن العالم كمدينة عصرية تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.
مؤسسة دبي للإعلام
واستعرض مجلس دبي للإعلام برئاسة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، ميزانية “مؤسسة دبي للإعلام” للعام المالي 2022-2023، وكافة بنودها والتي رُوعي فيها خدمة أهداف التطوير المنشودة لكافة قطاعاتها خلال المرحلة المقبلة، كما تمت مناقشة أهمية وضع استراتيجية عمل تخصصية تتضمن برامج ومبادرات ومشاريع تعزّز مكانة دبي كمركز إعلامي رائد ومتطور، وتقدّم خدمات إعلاميّة تنافسية ومتنوعة ذات مواصفات عالمية.
وناقش الاجتماع تفاصيل الميزانية التي تم إعدادها في ضوء أهداف خطة التطوير وفق التصور الذي تضمنته الخطة الاستراتيجية للارتقاء بقدرات المؤسسة على صعيد إعلامها المقروء والمرئي والمسموع، كذلك على مستوى منصاتها الرقمية، ضمن رؤية شاملة تقوم في جوهرها على تعزيز كفاءة الكادر البشري واكتشاف وتمكين المواهب المبدعة، وتبنّي أحدث الحلول والتقنيات اللازمة لتحقيق مستهدفات التطوير في أقصر الأطر الزمنية ووفق أرقى الممارسات العالمية في المجال الإعلامي.
وتُجرى عملية تطوير مؤسسة دبي للإعلام اعتماداً على نتائج دراسة تحليلية متكاملة طالت كافة القدرات الحالية للمؤسسة، سواء من ناحية الكوادر الفنية المتخصصة أو على صعيد التجهيزات التقنية، وتقييم متطلبات التطوير لتحقيق الغايات الإعلامية المنشودة للمرحلة المقبلة، تأسيساً على رصيد الخبرة الكبير الذي تمتلكه كإحدى المؤسسات الإعلامية الرائدة في المنطقة، وسعياً للنهوض بمنظومتها التي تغطي كافة التخصصات الإعلامية، وصولاً بها أن تكون مركزاً إعلامياً رائداً على المستويين المحلي والإقليمي.
المواهب الإماراتية الشابة
وخلال الاجتماع قدمت أمل بن شبيب عرضاً حول دراسة لاستقطاب المواهب الإعلامية الشابة للمشاركة في القطاع الإعلامي وتصميم مبادرات ومشاريع لتشجيع الشباب الإماراتي على العمل في القطاع الإعلامي، كما ناقش الاجتماع أهمية اكتشاف وإعداد وتطوير المواهب الإعلامية الإماراتية الشابة وهو ما تم التأكيد عليه كإحدى الأولويات الأساسية للمجلس، حيث تطرق النقاش إلى بحث مقومات الجذب اللازم تنميتها لتشجيع الشباب الإماراتي على العمل في المجال الإعلامي، والمعوقات التي قد تعترض طريقه في هذا الخصوص وكيفية التغلب عليها لفتح المجال بصورة أرحب أمام الكوادر الوطنية الشابة لإثبات ذاتها وإظهار جدارتها بالمشاركة في مختلف المسارات الإعلامية، لاسيما الجديدة منها، والتي تستدعي وجود كوادر شابة تملك المقومات التي تمكنها من توظيف المنصات الإعلامية الجديدة بأسلوب مؤثر ومثمر يخدم أهداف التطوير الإعلامي.
القوة الناعمة
وقدمت سعادة هالة بدري نبذة عن نتائج وإنجازات فعاليات المحتوى الإعلامي الثقافي والتي تخطى عدد المشاركات فيها 200,000 مشارك، مشيرة إلى نجاح هيئة الثقافة والفنون في استقطاب 10 شركات في مجال الألعاب الإلكترونية، كما وافقت على أكثر من 4 آلاف فيزا ثقافية.
واستعرض الاجتماع دور الإعلام الثقافي في تأكيد القوة الناعمة لدبي وحضورها على الساحة الإبداعية العربية والعالمية، بما يرقى إلى مكانتها كعاصمة للإعلام العربي على مدار عاميين متتاليين (2020-2021)، ويواكب مستهدفات استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي لتحويل دبي إلى عاصمة لهذا الاقتصاد بحلول العام 2026.
وناقش الحضور كيفية إسهام الإعلام الثقافي في تأكيد مكانة دبي ودورها كمركز للإشعاع الحضاري في المنطقة بما تمتلكه من مقومات نوعية في مقدمتها التنوع الثقافي الكبير الذي يميز مجتمعها ويزيد من ثراء مكنونه الإبداعي، فضلاً عن الكم الكبير من الفعاليات الإبداعية التي تحتضنها دبي على مدار العام وتحظى بمشاركة محلية وإقليمية وعالمية واسعة، ومشاركة الإعلام في إبراز الحراك الثقافي المتنامي في دبي وإسهامه الإيجابي في المشهد الإبداعي في دولة الإمارات والمنطقة.
حضر الاجتماع سعادة هالــة يوسـف بـدري، وسعادة مـــالك سلطان آل مـــالك، وعبدالله حميد بالهول، ويونس عبدالعزيز آل ناصر، وأمـل أحمــد بن شبيب، وعصـام عبدالرحيـم كاظـم، ومـحمـد سليـمان المـلا، ونهال بدري، أميــن عـام المجلس.