|  آخر تحديث ديسمبر 14, 2022 , 22:48 م

مصنع أحلام وأمال القادة وصنع المستقبل


مصنع أحلام وأمال القادة وصنع المستقبل



هل نحلم؟ ام هي أمال تحتاج وقت لتحيقيقها نبدأ من البداية عندما تسعد أسرتان بزواج العروسين يكون فرح فردي اي حلم استمرار الذرية وتنفيذ لسّنة اللّه عزوجل وطاعة لرسوله الكريم محمد صلى اللّه عليه وسلم الموحى له من رب السّماء(تناكحوا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة) وتبدأ رحلة السعادة في هذه الحياة بولادة طفل او طفلة تسعد بهم القلوب وتبتسم لهم الوجوه وتحن عليهم الأيدي وهم يَحْبُون ويمشون ويركضون ويكبرون فيصبحون شبابا وشابات ويكملون المسيرة نعم؟ هي هكذا الحياة وفي سطورها ابتلاءات وامتحانات لأننا مؤمنين بأننا خلقنا في الجنة وسنعود لها.

فكيف كان شعور الام التي ولدت ولدا وأسمته محمدا؟ هل يعرف مدى الأمل والحلم الذي وضعته فيه وهل يمكن وصف شعورها وهي تخاطبه وقد اختارت له اسم لم يتسمى به الا رسول مرسل ونبي للعالمين؟ لا ياسادة لا يمكن الوصف أبدا فكيف ان كانت الأمة كلها محمدا ويقودها محمدان نعم كيف سيكون الحلم كيف سيكون الشعور؟ هل نحلم… هل نأمل…. ؟
كل الاحترام والتقدير والتعظيم ووجب لهن هذا منا واليهن فنحن نسمع من اولادهم ماتربوا عليه ونرى منهم ماتعودوا عليه من فعل الخير والطيب.

كل الشّكر والامتنان لكل أم ولدت وام لم تلد، فمحمد له ام والدة وام مرضعة وام مربية وام معلمة نعم كلهن يحلمن ويأملن بمحمد وكذلك قرينته التي ستكون.

نحن لا نذكر النساء واسماءهن ونشير اليهن إشارة لانهن الدّر واللؤلؤ المكنون فمن رعى محمدا رعى أخته وزوجته وابنته وامه وعمته وخالته وجدته نعم كلهن يحلمن وكلهن يأملن بصمت وحياء وفخر وإجلال وحشمة ووقار، هل نحلم، هل نأمل، بأمجاد قادمة ومستقبل مشرق؟ تفاءلوا بالخير تجدوه حبيبنا محمد صلى اللّه عليه وسلم أمرنا بذلك (كان النّبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة) رواه ابن ماجه حديث صحيح (صحيح ابن ماجه) كان النّبي صلى الله عليه وسلم يقول :(يعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة) رواه البخاري.

كلها هذه المشاعر تكون قبل اللقاء الفاصل لإنجاز عالمي في فرحتنا بهذا الشّهر الذي أهل علينا من احد وخمسين عاما بالفأل والأمل والعزم والصبر هل نحلم؟ نعم علينا أن ننظر للمستقبل هل يمكن لبلد عربي آخر باستضافة كأس العالم لكرة القدم مرة أخرى؟ هل يمكن لبلد عربي أن يستفيد من تجربة الفريق المغربي الشقيق ونكرر مافعل من خطوات صحيحة لبلوغ هذا الموقع وهذا الإنجاز؟ نعم السؤال ماذا بعد؟ هل نحلم لقد بدأت النهاية وستكون بلا شك ولكنه لنا بداية لمستقبل حافل بالاحلام، أُشاطركم مشاعر طفلة كانت تسمع مع عائلتها على شاشة التّلفاز نقل مباشر لأول رحلة إلى الفضاء يشارك فيها رائد فضاء عربي وهو محمد فارس من سوريا في الرحلة المشهورة نعم؟ كنت أيامها في الابتدائية ورأيت وسمعت أن القمر يمكن الوصول إليه وعندما بلغت الشباب حضرت ورأيت نقلا لبلد عربي شقيق وهو الامارات يحلق عاليا إلى الفضاء ويحلمون بالوصول إلى المريخ وقد وصلنا معهم أي أن الأحلام تتحقق؟ كنت أحلم ان اكون بينهم ولكن معلمي في الدراسة قال لي:( نحتاجك اكثر في موقع لا يمكن لأحد أن يحل مكانك ابدا اصنعي لنا الرجال يامصنع الرجال والابطال) فخضت تجربة الزواج والامومة وشعرتُ بما شعرت به كل ام ولكن بميزة انني سمعت مقولة انجبوا لنا القادة فهذا بلد صناعة القادة ، فكانت هذه الكلمات دافع وحافز وأسأل اللّه ان تكون حافز لكل أم على الصبر فان تكون مصنع لهذا بروحك وجسدك وعقلك ونفسك ليس بالامر السهل وان تجد من يدعمك في زمن صعب كزمننا في فترة هي الأصعب والاشد ثقلا على مؤسسة الزواج والأسرة والفطرة تأكد انك محظوظ وتستحق المثابرة لذلك نعم في الامارات نحن نحلم ونأمل ونحقق هذا والواقع والانجازات تثبت ذلك.

الآن في رحلة والسفينة التي يقودها المحمدان سمو الشيخ محمد بن زايد وسمو الشيخ محمد بن راشد علينا أن نفكر بالحلم والأمل؟ إن شاء الله.
وأتذكر حديثا دار بيني وبين طلابي وكنا في درس لغة عربية نتعلم نطقها الصحيح وثراءها سألت سؤال لهم: ماذا تحلم وماذا تامل وهل هناك من واقعك من يؤثر بهذا الحلم وكيف؟

كان الطلاب من اليافعين الذكور فاجتمعوا على احلام كثيرة ولكن أهمها حلم ان يكونوا لاعبي كرة قدم مشهورين ومستثمرين ومن إجاباتهم طبعا كان البطل المفضل ميسي ورولاندوا ورياض محرز هذا ماذكروه، وكانت من الاجوبة التي جعلتني اتحير وأسأل نفسي: ماذا يمكن أن أفعل لهم ؟إجابة أحدهم:( احلم بلقاء ميسي ورولاندوا؟) السؤال لطالب في عمر العشر سنوات في بلد عربي له كل هذه الامكانات وفي دبي تحديدا اي تواجد اللاعبين ممكن بالعموم .قال لي:( لا احلم باكثر من هذا؟ فقط رؤيته)، اعدت السؤال: هل تتدرب في نادي خاص؟ قال:(نعم،ولكن لن أكون مثله فأنا عربي وانالست في اوربا ؟),طبعا السؤال الأهم: لماذا لا؟قال :نحن لن نجد فرص مثله، ولن نتمكن من التطوير مثله لن يربح فريق عربي.
سألته :(عن محمد صلاح؟ )قال :(لا أجده مميزا مثله).فاجبت :لماذا ؟فاجاب :(لا أعرف ولكنه فعلا لاعب ماهر وعنده جوائز كثيرة وانجازات).
حقيقة الامر بعد هذا الحوار ولانني لست من متابعي كرة القدم المتيمين وإنما فقط متابعة عامة ذهبت ودرست دراسة كامله لحياة اللاعبين خاصة أن دروسنا تكرر فيها هذه المواضيع التي تهم هذه الفئة من الطلاب لجعل الدرس ممتع وذا قيمة عالية وأهمية لهم وهي لمس الواقع واستخدام مفردات معبرة عن المشاعر والأفكار والسلوك، ووجدت حقائق كثيرة للاسف وهي فعلا صادقة ومؤلمة طبعا ،اولا:اغلب اللاعبين العرب عامة لا يوجد لهم داعم داخلي من بلادهم أصلا من حيث التدريب المتميز ،وثانيا غالبيتهم دخلوا مجال الاحتراف بتقدير من اللّه وحكمته وبسبب ابتلاءات كثيرة خاصة او عامة ثالثا:وللامانة التاسيس وانتقاء اللاعبين محدود جدا وليس له أساسات قوية فقط يعتمد على الأندية، ودور المدارس والتربية الرياضية فيها شبه مهمش والاكاديميات اغلبها مدفوعة واسعارها بالنسبة لبعض العائلات العربية خاصة التي تتميز بوجود اعداد من الاولاد هي عالية ولا يمكن لذوي الدخل المحدود المتابعة فيها.

وتابعت بعدها اخبار الرياضة لمدة اشهر افهم مدى وجدوى مايتم في إدارة الأندية ومشاكلهم وغيرها وكان الواقع كارثي فعلا فصديقتي اخوها كان في إدارة نادي معروف بعيدا عن ذكر الاسم ذكرت أن الشّخصيات همها الامور الشّخصية بعيدا عن الأهداف العامة ومصلحة النّادي ومع الوقت قابلت اكثر من طالب واكثر من متدرب في هذه النّوادي من جنسيات مختلفة واوضاع اجتماعية مختلفة وحضرت مسابقات الأندية وغيرها من الفعاليات وكثير من الامور، التي عرفت أن هذا الطالب على حق.

وطبعا قبل كأس العالم في قطر لم يكن لي حل الا ان احضر امل واجدد حلم طلابي فاحضرت لهم هدية لم أجد بدا منها وهي ماء زمزم وعجوة المدينة المنورة وطلبت منهم النّية في أحلامهم وامالهم واوصيتهم بان الدّعاء يغير الاقدار واعطيتهم أوقات الدعاء المستجاب وكيفيته وشروطه ووعدتهم باني ساوصي أمهاتهم واذكرهم بان يدعوا لهم بتحقيق أحلامهم لان المجتمع العربي بعض من المعوقات التي وجدتها رفض الوالدين اصلا دعم موهبة اليافع في تحقيق حلمه في المجال الرياضي،والاخذ بالاسباب التي يستطيعون من التدريب.

واذكر سرا اليوم افشيه دعوت أن يظهر لنا قدوات في لعب كرة القدم عربية تجعل طلابي يحلمون بانفسهم انهم أبطال حقيقين وليس فقط أن يروا الابطال او يقابلوهم وأتذكر ذلك الدّعاء بقلب الام والمعلمة التي تريد لهؤلاء الشباب تحقيق أحلامهم وتوسطت لبعضهم عند اؤلياء أمورهم بتحقيق هذا وفعلا استطاعوا عندما كانت مباراة فريق اللاعب ميسي في ابو ظبي لاحقا، هذا ماأستطيع!

ولكن فعلا لماذا لا يوجد اهتمام في مدارسنا في اخذ احلامهم على محمل الجد والاهمية وخاصة في أعمار التاسع والعاشر من أعمارهم؟ لماذا لا يتم مناقشة هذه الأمور معهم في مادة التربية الرياضيةاو في اغلب المواد؟ اعرف ان وزارة التربية والتعليم تبذل ماتستطيع وكذلك الوالدين واؤلياء الامور ولكن متى سيبدأ التغيير الحقيقي؟ هذه كانت أسئلة عندي ومن أين نبدأ؟
الحمدلله خلال إنجازات كأس العالم في قطر بدأت قرارات و أُصدرت قوانين على مستوى دولة الامارات حقيقة تثلج الصدر وتبشر بالخير إن شاء الله على صعيد المستوى الرياضي.
واشارككم هذه الافكار وهذه الحوارات لنكون معا في بداية حلم وأمل جديد خاصة أن هناك تجربة عربية حقيقة تمت لأول مرة في تاريخ كرة القدم وهو تأهل الفريق المغربي الشقيق إلى النصف النهائي واول الغيث قطرة كان يوم انتصر فريق المملكة السعودية على فريق الارجنتين وبوجوداللاعب ميسي والآن بعد أيام ستتم المواجهة بين حامل لقب كأس العالم فرنسا امام فريق المغرب الغربي الذي يحلم ويأمل بتحقيق ربما نتفاءل ولما لا بحمل اللقب لأول مرة في التاريخ هو فاز بكل الاحوال وكل النّوايا التي يمكننا أن نقدمها لهم كامهات وكل الدعاء الذي نستطيعه سندعو لهم واقول لكم مبارك لدولة قطر الشقيق هذا النجاح المبهر للتنظيم الذي اثبت ان المنطقة العربية تستطيع رغم كل مامر من تحديات ونحن معهم لأننا تعلمنا من الشيخ زايد اتباع منهج الاسلام والايمان والوحدةوتطبيق الآية الكريمه قوله عزوجل: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ ) سورة المائدة.

هل نحلم؟ هل نأمل؟ نعم. أحلم وأمل ان يستطيع تمكين اكثر اليافعين من العالم العربي بحضور هذه المبارة على أرض الواقع خاصة من أبدى رغبته ان يصبح لاعبا ويمثل بلده يوما ما نعم!! ربما من حق شبابنا والمميزين والذين تتراوح أعمارهم مابين السابعة الي الثامنة عشرة خاصة أن يحضروا اللقاء النصف نهائي بمنحة من القادرين او من زكاة المسلمين أو المسؤولين نعم أمل ذلك فإحياء الأمل وان تزرع حلم يستحق ونكون يوما ما بينهم بين الفرق المتأهلة.

 

 

بقلم: ندا محمد مختار


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com