ناقشت جلسة ” COP28″ وقطاع الفضاء، ضمن فعاليات اليوم الختامي بحوار أبوظبي للفضاء الذي انطلق أمس برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، الحلول الرائدة للتحديات التي يشكلها تغير المناخ في قطاع الفضاء، وإمكانية الاستفادة من الخبرة العميقة التي تتيحها الشراكات متعددة الجنسيات لمكافحة المناخ، وآليات دعم الجهود الدولية تجاه البيئة.
وأكد المتحدثون في الجلسة التي شارك فيها كل من سليمة بن مصطفى رئيسة قسم تطبيقات رصد الأرض في وكالة الفضاء الوطنية السويدية، وشيرين زوربا رئيس أمانة منتدى الأمم المتحدة للعلوم والسياسات والأعمال المعني بالبيئة، وكريستوفر هامل رئيس قسم التكيف والتعافي والاستجابة الإنسانية في COP28، وسارة فينتوريني المنسقة المعنية بتغير المناخ في الأمانة العامة للفريق المختص برصد الأرض، وإيتان ستوب رائد الفضاء الإسرائيلي، على أهمية توفير أنظمة تحليل البيانات عالمياً، وتمويل الأنظمة التكنولوجية بشكل كافٍ، وتحويل المعارف إلى تجارب تجريبية فعلية، لتعزيز استكشافات الفضاء.
وأجاب المشاركون في الجلسة التي أدارتها أمانديب بهانغو مقدمة برامج ومراسلة صحفية سابقة لدى شبكة “بي بي سي” عن تساؤلات حول، كيف يمكن لقطاع الفضاء أن يكون له دور فاعل بصفته أحد الشركاء الأساسيين في” COP28″، وآليات الاستفادة من الخبرات العميقة المتوفرة في قطاعات الفضاء والتي تتيحها الشراكات متعددة الجنسيات لمكافحة المناخ.
نتائج إيجابية
وقالت سليمة بن مصطفى رئيسة قسم تطبيقات رصد الأرض في وكالة الفضاء الوطنية السويدية: كان هناك اجتماع وزاري منذ أسبوعين مع وكالة ايزا للتحدث عن الميزانية، وهناك خطة طموحة لاستثمارها، حيث تم تخصيص 16.9 مليار يورو للاستثمار في البرامج وبناء المزيد من الاقمار الصناعية لرصد الأرض، بمعدل زيادة يقدر بنسبة 17% عن الميزانية الأخيرة بسبب الإرادة السياسية التي تكمن خلف التمويل، ما سيؤدي إلى نتائج إيجابية لوضع أوروبا في سباق الفضاء، ورصد التغير لاستكشافات الملاحة وأجهزة التواصل والأمن الفضائي.
وتحدثت عن المستقبل للبرنامج الأوروبي الذي سينتج عنه أقماراً صناعية جديدة، مشيرة إلى أنه سيكون هناك بعثة تسمى “هارمني”، سترصد الطبقة الجليدية والقشرات الأرضية والبراكين التي
حدثت في هاواي، ، وهي عوامل متعددة تؤثر على البيئة، لذا يجب أن يكون هناك إجراءات مباشرة يتم القيام بها من أجل الحفاظ على البيئة.
وأوضحت أن هناك برامج رصد للأرض تحدث تفاعلاً، وهناك بيانات متوفرة للعالم أجمع، بالإضافة إلى كوكبة من الأفكار الصناعية لمراقبة المعايير الفضائية والأرضية، مؤكدة على أهمية التعاون الدولي في قطاع الفضاء ومشاركة البيانات، باعتبارهما أمرين رئيسيين، في هذا السياق.
وأضافت بن مصطفى: لدينا إطار عمل موسع وكبير وهو الفضاء الأخضر للمستقبل، الذي يعتبر تحولاً آخر للاستفادة من خدمات الفضاء، واجتماعات حكومية بشأن بالازدحام الفضائي والحطام، حيث يجب وضع قواعد جديدة وأفكار من القطاع الخاص، للحفاظ على الفضاء والأرض.
تعاون دولي
من جانبها قالت سارة فينتوريني المنسقة المعنية بتغير المناخ في الأمانة العامة للفريق المختص برصد الأرض: تقوم بعض الدول بالتعاون في إطار عالمي كضرورة لزيادة بيانات رصد المناخ، ومتوقع أن يستكمل COP 28 هذه الجهود.
وأضافت: يجب دعم قرارات الحكومات في حل جميع المشاكل التي تؤثر على التغيير المناخي، وضرورة وجود إجماع دولي قائم على الأدلة، واستخدام الأدلة ووضعها أمام صناع القرار، مشيرة إلى أن دولة الإمارات لديها الفرصة في أن تكون رائدة عالمياً في هذا القطاع، خاصة في ظل استضافة COP 28، بالإضافة إلى نتائج التوصيات والمخرجات التي ستصدر عن حوار أبوظبي للفضاء.
المفاوضات العالمية
من جهته قال كريستوفر هامل رئيس قسم التكيف والتعافي والاستجابة الإنسانية في COP28: نحاول من خلال مشاركتنا في حوار أبوظبي للفضاء إلى استماع إلى الآراء، ورسم طريق مستقبل البيانات والملاحظات التي يمكن أن تساعد على صنع القرار مستقبلاً، بالإضافة إلى أننا نبذل قصارى جهدنا لدعم المفاوضات العالمية لاتخاذ قرارات أكثر ملاءمة، كما نركز على نشر الوعي لتطبيقات البيئة والمناخ، ونحاول خلق أدوات وأنظمة تساعد الأشخاص الذين تأثروا بالتغيير المناخي على مستوى العالم.
وأضاف: علينا أن نستبق حدوث الكوارث، والتقليل من آثارها المالية والبشرية والطبيعية، وفي كوب 27 أعلنا عن ضرورة الشراكات للحد من المخاطر، في ظل وجود جهات تمويل مختلفة عالمياً تتطلع للاستثمار في ذلك.
الأهداف البيئية
وتحدثت شيرين زوربا رئيس أمانة منتدى الأمم المتحدة للعلوم والسياسات والأعمال المعني بالبيئة حول جمع البيانات الضخمة والاستفادة من الأمور الروبتوية والذكاء الاصطناعي وكيفية ترجمة البيانات بطرق صحيحة، مضيفة: لا نرى إجراءات كافية بالرغم من استخدام عدد كبير من الأقمار الصناعية وجمع البيانات عبر المدارات، وهو ما يؤشر إلى أن العالم ليس على المسار الصحيح لتلبية الأهداف البيئية التي تم الاتفاق عليها في المعاهدات الدولية، فيما تكمن المشكلة في البيانات والمعرفة، وهو ما يستوجب إنشاء خطة ديناميكية.
وأضافت: نحن لن نحظى بالنطاق الكافي من أنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث أن التكنولوجيا متطورة، لكنها ليست مجانية، لذا يجب أن يكون لدينا أنظمة تحليل البيانات، وتمويل الأنظمة التكنولوجية بشكل كافٍ، وتحويل المعارف إلى تجارب تجريبية فعلية.
وتابعت زوبا: لدينا الفرصة لنبني زخم اللحظة، عبر الاستفادة من البيانات، كما تم استخدامها في COP 27، ولا يخفى عن الجميع أن الكوارث الطبيعة تحدث في كل مكان في العالم، والعام الماضي ارتفعت درجة الحرارة وزادت الفياضانات بسبب تغير المناخ في عدد من الدول، ولكن نطمح لمزيد من استغلال التكنولوجيا وتوظيفها لخدمة البيئة وإتاحتها للجميع.
وقالت “كان هناك قرار بالإجماع بأن تكون هناك استراتيجية لمشاركة البيانات في عام 2025، وهناك مفاوضات مع عدد من الدول عالمياً للعمل معاً، والبناء على ذلك الزخم بالقطاع البيئي، بالإضافة إلى أن هناك إجماعاً بين الحكومات على أهمية المسائل المتعلقة بالبيئة، وأولويتها، فنحن بحاجة لعالم أكثر أماناً واستقراراً عبر بذل المزيد من الجهد”.
وأضافت: ليس لدينا بيانات حول قطاع الفضاء كافية، وينقصنا البيانات والأرقام حول الحطام الفضائي بالتحديد، حيث ان البيانات الحالية لا تكفي، وهناك إجماع بأن يكون هناك إجراءات تستفيد من 50 عاماً قادمة عبر التعاون والبناء الآلي للتعامل بشكل أفضل مع مشاكل التغير المناخي.
وحول الرابط بين الفضاء والتغير المناخي قال إيتان ستوب رائد الفضاء الإسرائيلي: يستحق قطاع الفضاء إنفاق بلايين الدولارات لاكتشافه ومعرفة المزيد عنه، حيث أن الفضول هو الممكن والعامل الرئيسي للتطور، لما ينتج عنه من تعزيز المعرفة في شتى المجالات.
وأضاف: الفرص التجارية كبيرة ونستطيع أن نستفيد من العلماء والخبراء، ويستطيع الجمهور اختيار الأولويات التي يجب أن تنفذ في الفضاء، حيث أن 80% من الجمهور عالمياً يقومون بمتابعة المنصات، بينما نقضي نحن كخبراء في المجال الفضائي 80% من وقتنا حول العلوم والفنون والشعر، وهذا هو الاختلاف وهذا هو المسار الصحيح لتطوير قطاع الفضاء.