دعا خبراء فضاء عالميون في جلسة «الاستطلاع الفضائي والدفاع السيبراني للأنشطة الفضائية»، في اليوم الختامي ضمن حوار أبوظبي للفضاء، إلى تعزيز التعاون الدولي لصد الهجمات السيبرانية التي تشنها منظمات أو أفراد، وبناء المعايير التي تحقق هذه الغاية، وضمان سلامة وأمن الأصول والبنية التحتية الفضائية.
وشارك في الجلسة كل من: كلينت كروسير مدير حلول الفضاء والأقمار الصناعية في «أمازون ويب سيرفسز»، والأدميرال شمس الدين بن هجيه لودي المدير العام للدفاع السيبراني بالشعبة الكهرومغناطيسية في القوت المسلحة الماليزية، ورود دروري نائب الرئيس الدولي في «لوكهيد مارتن سبيس»، والفريق المتقاعد ستيفن كواست من القوات الجوية الأمريكية.
وتحدث المشاركون في الجلسة التي أدارها ماثيو كوشران رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجلس تسويق خدمات الدفاع، عن ضعف القوانين والقواعد الدولية للتصدي لهذه الهجمات التخريبية، ودعوا إلى تفعيل دور المجتمع الدولي في صوغ قوانين ملزمة، والاستفادة من التقنيات الحديثة ووضع منهجيات دقيقة لتأمين المنشآت.
مسؤولية المجتمع الدولي
وقال كلينت كروسير إنه يجب الإسراع في تبني الحلول ووضع القواعد والمعايير التي من شأنها صد الهجمات السيبرانية.
وأضاف: «التهديدات الخارجية السيبرانية تأتي في نطاق ضعيف، ولكن في حال حدوثها فإنها مزعجة وتسبب الضرر الكبير، وقد بدأ نشاط إيجابي منذ 7 سنوات لمحاربة هجمات الاختراقات سواء بشكل فردي أو جماعي، بجانب تشجيع القطاع الخاص والشركات المبتكرة على دخول هذا السوق وتقديم الحلول التقنية لصد هذه الاختراقات، ولكن هذه الجهود ما زالت تسير ببطء».
من جهته أكد شمس الدين بن هجيه لودي أهمية الإخلاص في النوايا بين الدول مبدأً أساسياً للبناء، وتساءل «ما فائدة عشرات التشريعات المنظمة إن لم تكن لدينا النية لتطبيقها؟».
وقال: «يجب ألّا نفكر بشكل فردي بل يجب التعاون لأننا نعيش في كوكب واحد، وأن يكون لدينا الاستعداد لمشاركة البيانات، وخصوصاً في ما يتعلق بالسلامة البحرية».
من جهته قال رود دروري «التحدي الأول يكمن في نقص القواعد والقوانين المنظمة للأمن السيبراني، ولا بد من تسخير الأدوات والتقنيات التي تتصدى لهذه الهجمات في إطار رؤية متكاملة، حيث لا يوجد قوانين فاعلية تتصدى لهجمات (هاكرز) إضافة إلى أنه لا توجد معايير وتقييم لهذه الهجمات».
ولفت دروري إلى الطلب المتزايد من جانب الشركات والمنظمات التي تطلب خدمات تأمين قواعد بياناتها، ما يشكل تحدياً للشركات المنتجة ويؤدي إلى التنافس الدولي، عادّاً أن لهذا الأمر نتائج إيجابية تسهم في تقديم خدمة متميزة للعميل.
الاختراقات الرقمية
من ناحيته قال الفريق المتقاعد ستيفن كواست «المؤسسات الحكومية لديها إمكانات ضخمة، في مقابل القطاع الخاص الذي يتحرك ببطء بالرغم من وجود شركات ناشئة ورواد أعمال مبدعين، ولذلك يجب علينا دعم الشباب المتميزين في هذا المجال ومنحهم الفرصة عن طريق مراحل عملية بالحصول على عقود عمل من جانب الجهات الحكومية».
وأضاف «العدو السيبراني رشيق ويتحرك بسرعة وأيضاً يتطور وله رد فعل تجاه التقنيات المستحدثة التي يجب أن تتصدى لهجماته، ولذلك يجب على الحكومات البحث عن العقول التي تتصدى لعمليات الاختراق، ويجب علينا إيجاد الحلول للمشكلات وتحسين السرعة والمرونة والتفكير المتنوع للاستفادة من طاقات الشباب».