سؤل أحد متخصيص السعادة ماهي السعادة برأيك؟فأجاب :وجدتها في حديث نبي الاسلام والعاملين -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا».
طبعا الكثير منا سمع هذا الحديث أو ربما يحفظه ويردده نعم!ولكن لنبدأ تقليب الصفقات الرابحة في هذا الحديث كإنسان عادي نظر في هاتفه المحمول فوجد أخبار العالم من نزاعات وحروب وغيرها من الأمور التي لا تسر ولا تسعد فضاق عليه الأمر وضاقت نفسه بماسمع وبمارأى وكان وجه عبوسا مقطبا وكأن كآبة الدنيا حلت في صدره بالطبع أول الأمر هل أنتَ أصلا في سربك؟نعم السرب هي كلمة عربة فصيحة في تشبيه بليغ مجازي عن الانتماء والجماعة نعم إن كنت في قوم تشعر بأنك بينهم منتمي هذا أصلا نعمة؟ نعم! أيها القارئ العزيز بعض النّاس ربما في وحدة قاتلة في بعض المجتمعات فلا تجد أسرة ولاتجد علاقات قرابة ولاتجد أصلا علاقات اجتماعية بين الأفراد الا لمصالح مادية أو مهنية حتى أنهم يجدون ملجأ لهم صحبة وانتماء الحيوانات الاليفة لهم نجاة وربما دواء من هذا المرض الاجتماعي الذي بدأ يغزو المجتمعات البشرية بسبب التطور الحالي والذي يدفع الإنسان إلى الابتعاد عن الجماعة والألفة الاجتماعية والتواصل البشري الإنساني الغير مشروط. احدى معارفي من غير المسلمين تجاذبنا الحديث كما اعتدت وتربيت من تربية دينية واجتماعية وتقاليد وأعراف كل فترة أن أتصل بأي طريقة استطعت مثل رسالة نصية او اتصال هاتفي أو حتى لقاء أو زيارة مباشرة بعد الاذن من صاحبة المكان ، قالت في حديثها :اتعرفين أنني اعتدت على تواصلك غير المشروط فكثير من الأحيان تتصلين ومن غير حاجة أو ضرورة إلا الاطمئنان علي أو السؤال عني ؟وأنا فعلا لم أعتد على ذلك وكنت أسأل؟ ربما هناك طلب ولكن ليس وقته وإن تواصلك سيظهر مع الوقت سببه ولكن بعد مضي أكثر من اثنا عشر عام من إقامتي في الامارات فهمت الأمر لاني أثناء زيارتي لبلدي الام ومع أن لدي الكثير من العلاقات والمصالح لا احد يفعل معي هذا ولا يستمر بذلك واقول لك سر هذا جعلني اقرأ عن تاريخ العرب والمسلمين وعرفت الكثير من العادات والتقاليد ومع الوقت كاني صرت افتقدها حقا فصارت اغلب مشاريع العمل أفضلها في منطقة الشرق الأوسط وربما من غير وعي في الامارات شكرا لك لهذا الشعور الرائع الذي فعلا ممتنة لذلك.
وانتهى كلامها ،وهذا تكرر كثيرا ومن سافر أو اختلط بالبشر في بقاع العالم لأي سبب كان سيلاحظ هذا التعليق ربما اذا كانت لديه هذه العادة أو كان مواظب عليها،ان تنتمي أن يسأل عنك فقط لذاتك لا لأي سبب آخر هذا أمان حقيقي فلنعود إلى كلام الدكتورالشيخ راتب النابلسي في إحدى دروسه عن بطر النعمة نعم… هناك.. نعم.. اعتدنا عليها مثل أن تنتمي لبلد أو لشعب أو لمكان أو لبيت أو لأسرة وتخيل معي الأمر وتكون آمنا معهم أي لا تخاف على نفسك قتلا لا قدر الله بسُّم في طعام أو شراب أو أداة قتل مثل سكين أو مسدس أو حجر أو غيرها نعم إنها نعمة عظيمة إنها تستحق الحمد والشّكر وكذلك تمشي في بيتك وعلى شارعك وفي مكان إقامة وربما الانتقال من منطقة إلى منطقة بوسائل النقل العامة أو الخاصة وانتَ آمن لا تحتاج رجال أمن أو حراسة خاصة نعم! إنها نعمة عظيمة وكذلك تنتقل من إمارة إلى إمارة بغير حدود وبغير وثائق وبغير تفتيش وبغير أدنى عناء كما نسمع في بعض البلدان التي لأسباب شتى كانت بلد واحدة وانقسمت وأصبحت نعمة الامان عملة نادرة الحمد والشكر صفقة رابحة! نعم جدا رابحة لن نتحدث عن أمنك على مالك وممتلكاتك وأيضا أهل بيتك وأيضا راحتك في ذلك.
تسافر وتتركهم وانتَ قرير العين مطمئن بفضل الله وكرمه هناك عين ساهرة على الحدود البرية والبحرية والجوية وحتى الأقمار الصناعية تسهر على أمنك وأمن هذا البلد نعم فليكن ذكر الحمد والشكر دائما أبدا على لسانك وأكثر من ذلك. إن تعرضت لحادث أو طارئ عكر عليك هذه النعمة تجد من تطلب مساعدته من شرطة تعينك وتكون معك لرد حقوقك ولن تجد نفسك كما في باقي البقاع تأتي الشّرطة تجعل المظلوم ظالم وتقهره وتزيد معاناته كما نسمع في بعض البلدان أو ربما حضرت هذا في بعض المواقف مع احترام الجميع والحفاظ على كرامتهم الإنسانية! نعم… مخافر الشرطة والمؤسسات التابعة لها وكذلك الشؤون العسكرية والقيادات العاملة بكل مااؤتيت من إمكانات وكذلك المحاكم والقضاء والأجهزة التابعة لها المتخصصة إلكترونيا تجعلك آمنا في شريك… فاحمد واشكر! وكن في الصفقة الرابحة كما أخبرنا اللّه عزوجل تجارة اللّه. <<ولئن شكرتم لأزيدنكم>>.
بقلم: ندا محمد مختار الجدي