بدأت فعاليات كأس العالم في قطر، وارتاحت نفوس وخابت أماني نفوس أخرى، ومع ذلك ما زال اللغط هو سيد الموقف، ولا يفتعل ذلك إلا الأوروبيون، فهم لا يزالون يعتقدون بأن الأرض لا تدور إلا بهم، وأن البشرية لا تساوي شيئاً من دونهم، وتصريح الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية «بوريل» الأخير يقدم لنا دليلاً لا يحتمل الشك، عندما قال إن أوروبا هي حديقة العالم، وبقية الأرض أدغال أو غابات، والذكي يعرف من يعيش في الغابات، ومن يبني الحدائق ويتمتع بها!
لا نريد أن نخوض في الجدل القائم حول استضافة قطر لكأس العالم، ومقدرتها على متطلبات هذه الاستضافة، فكل شيء أصبح يتحدث عن نفسه أمام أنظار العالم، من إمكانات وتجهيزات وملاعب مطابقة للمعايير التي يطلبها الاتحاد الدولي للعبة، ولن نقف محايدين أو شامتين عندما نرى الحملة الشعواء ما زالت تدار من الدول التي تسيدت الاستعمار والاستبداد حتى بضعة عقود مضت.
ولن نربط علاقتنا بأهلنا في قطر بناءً على ألاعيب عزمي بشارة وقناة الجزيرة، فهؤلاء لهم أجندات تضر قطر ودول المنطقة، ولا تنفع إلا من يستهدفوننا، ونحن من بعد اتفاق العلا اعتبرنا الأزمة السابقة شيئاً من الماضي، واليوم نعتبر الحدث العالمي مقاماً على أرضنا، لهذا استغرب من بعض «المرتزقين» الذين ما زالت الإشاعات صنعتهم، ولن نساند رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أدى الدرس المفروض عليه بشكل يثير الاشمئزاز ويدعو إلى الخجل، ويجعلنا نحزن على شخص بمكانته ينحدر إلى المستوى الذي بلغه في كلمته ليلة الافتتاح، فالذي قاله ليس من قواعد الروح الرياضية أو المسؤولية التي تلزمه باحترام المكان الذي يتواجد فيه، ويكون عوناً، وليس تابعاً لقطيع أطلقته فئة مريضة.
إنهم يعتقدون أن تنظيم كأس العالم في قطر فرصة يجب استغلالها، لأن قطر جزء من الجزيرة العربية، وفي الجزيرة العربية قبلة المسلمين، ولابد من إلقاء الحجارة لكسر القواعد الأخلاقية المصانة.
ولن يفلحوا.
بقلم: محمد يوسف