هنالك شخصيات خيالة، بل أقصد أنهم صنفًا من أصناف البشر، فهؤلاء أحياء فقط جسدًا يأكل ويمشي، ولكنّهم مع الأسف ميتون في المشاعر، يفتقدون للحنان، يبحثون عن الجمال ولا يجدوه، يعيشون على الامل، مع أنّ كل دقيقة بل كل ثانية تقتل ذلك الامل على مذبح اليأس القاتل، أولئك الناس لا صوت لهم يُسمع، ولا رأي لهم يُأخذ، ولا فرصة لهم يُتاح لهم فيها للتعبير عمّا يدور في خلجات صدرهم، أولئك الناس لا هدف لهم سوى العيش كسائر البشر، لا يطلبوا المستحيل بل كل ما يطلبوه حياة عادية أسوةً بإخوانهم في بليبيا، تجد قلوبهم بيضاء ناصعة، لا يحملون في قلوبهم شيئًا من الحقد والانتقام على الرغم من ردات فعلهم السريعة، التي سرعان ما تذوب بنفس السرعة،تجد أحدهم يقصّر معهم ولكن إذا ما التقوا ينسون كل ذلك فرحماكم بهم فهؤلاء قاسوا من الحياة ما كسر شيئًا في داخلهم حتى أجبرهم على الصمت، لسان حالهم يقول “أنّ لا شيء يستحق الكلام”، تجدهم يأسوا من الدفاع عن أنفسهم من كثرة ما عانوا، فاتخذوا قرارًا بألا يصححوا وجهة نظر أحد بهم، فمن يحبهم من وجهة نظرهم يعرف من هم، وما قدرهم، وما قد يصدر عنهم وتجده يعذرهم أرجوكم تحملوا تقلبات مزاجهم فهم يحتاجون إلى الاهتمام، والمحبة الصادقة، يكفيهم ما حملته لهم الحياة، ويكفيهم ما صب القدر عليهم من البؤس والحزن والشقاء، هذا الصنف تجده يميل إلى الصمت والغموض؛ فقد تساوا عندهم جانبي الحياة، وتساوت عندهم السعادة والحزن، لدرجة أنّهم يحبون الاعتماد على أنفسهم، هذا الصنف يا سادة صنفٌ طاهر القلب، بريء المحيا، صادق المشاعر، يراعي مشاعر الآخرين، لا يطيق أن يرى إحراج أحد أمامه، بل يشعر بإحراجه وكأنّه مكانه، ولكن مع الأسف فإنّ المحيط والمجتمع ينظر إليه على العكس تمامًا، فيحسدونه وهم لا يعرفون أنّه لا يملك إلا قلبًا طيبًا، ويبغضونه وهو لا يملك لذلك سببًا، وتجدهم يشعرونه بالوحدة رغم التفافه حولهم، وفي النهاية يلجؤون له بكل وقاحة عند الحاجة، وكأنّه إنسان بلا ذاكرة أو ماضٍ!، يأخذون غايتهم ويرحلون، لذلك تجده يرحل بصمت، كما أتى بصمت، وحينها ربما تستفيق قلوب، وتستيقظ عقول، وتفهم ألباب، ويذوبون خجلًا،لأنّه كان بينهم إنسان رائع وهم لا يشعرون، والآن فهم قد خسروه ولن يعود أرجوكم يا سادة راقبوا كلماتكم لأبناء ليبياقبل أن تنطقوها، أوزنوا كلماتكم قبل أن تخرجوها وقبل أن توزن عليكم، جربوها على أبنائكم أولًا، ثم أطبقوها، رفقا بأبناء ليبيا، واشعروا بشعورهم، افرحوا لفرحهم، واحزنوا لحزنهم، وتذكروا أنّ جروح الكلام، أقسى ألف مرة من جروح الجسد؛ ذلك لأنّ الأولى صعبة الالتئام، تكسر النفس، وتحطمها، أمّا الثانية فنسبة الشفاء من كبيرة، وتذكروا بأنّ الكلمات أحيانًا قد تكون قاتلة،ونرى هذه الايام ظهور شديد لدعاوى انقسام ليبيا الي أقاليم من جانب أخر يتحدثون إن ما يحدث هو عبارة عن تعبير لعدم رضا عام على أداء الحكومة و إخفاقها فى معالجة القضايا الهامة مما أنتج عنه الوضع الحالي بالتشتت السياسى والإجتماعي لكن ندعوا كل من يقف خلف هذه الدعاوى أن يقف إلى جوار ليبيا ويعزز من وحدتها وسيادتها عوضا عن العمل بشكل خفى فهذا سيكون نتائجه كارثية على كافة المكونات الاجتماعية الليبية المترابطة ونعتبرهذه الخطوة الاولى نحو تقسيم البلاد والدخول بها الى نفق مظلم ومرحلة أخرى يمكن أن تثير المزيد من النزاعات وصراعات الجهوية والانزلاق إلى تجسيد أفكار المناطقية على هذا نأمل أن يكون مجلس أعلى للقبائل للخروج بليبيا من حالة الفوضى الامنية.
1 التعليقات
علي خليفة
2016-01-29 at 1:48 ص (UTC 4) رابط التعليق
مقال يجسد الواقع
(0) (0)