لا يزال الغموض سيد الموقف بشأن من سيسيطر على مجلس الشيوخ الأمريكي، فيما اقترب الجمهوريون من نيل الأغلبية في مجلس النواب، بعد يوم من تحقيق الديمقراطيين أداءً أفضل من المتوقع وتجنبهم «موجة حمراء» من الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي.
ولم تحسم بعد سباقات مجلس الشيوخ في ولايتي نيفادا وأريزونا، إذ يحاول شاغلو المقاعد الديمقراطيون صد منافسيهم الجمهوريين، مع وجود آلاف الأصوات غير المحسوبة التي قد يستغرق فرزها أياماً.
وقد يؤول مصير مجلس الشيوخ إلى انتخابات إعادة في جورجيا للمرة الثانية خلال عامين، إذ توقعت مؤسسة إديسون ريسيرش البحثية ألا يحصل المرشح الديمقراطي والسناتور الحالي، رافاييل وارنوك، ولا الجمهوري، هيرشل واكر، على نسبة 50 % اللازمة لتجنب الإعادة في السادس من ديسمبر. ويقترب الجمهوريون من نيل 218 مقعداً اللازمة لانتزاع السيطرة على مجلس النواب من الديمقراطيين، مع وجود 208 مقاعد الآن في حوزتهم، وفقاً لتوقعات إديسون ريسيرش.
وتعهد بايدن خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، بالعمل مع الجمهوريين، قائلاً إنه يتفهم أن الناخبين مصابون بخيبة أمل. وأضاف بايدن: «لقد أوضح الشعب الأمريكي، على ما أعتقد، أنه يتوقع أن يكون الجمهوريون مستعدين للعمل معي أيضاً»، مؤكداً نيته الترشح لولاية رئاسية جديدة في عام 2024، لكنه قال إنه سيتخذ القرار النهائي في أوائل العام المقبل.
ولم يتمكن الجمهوريون من تحقيق النصر الساحق الذي سعوا إليه، إذ تفادى الديمقراطيون الهزيمة الفادحة في انتخابات التجديد النصفي. وتشير النتائج إلى أن الناخبين يعاقبون بايدن بسبب الاقتصاد الذي يعاني من التضخم الحاد، بينما يعارضون أيضاً مساعي الجمهوريين لحظر الإجهاض وإثارة الشكوك في عملية فرز الأصوات في البلاد.
ضعف مرشحين
كما يعكس الأداء الضعيف لبعض المرشحين المدعومين من دونالد ترامب، بمن فيهم واكر، الرغبة في تجنب وقوع فوضى مثل التي سببها الرئيس الجمهوري السابق، ما يثير تساؤلات حول جدوى ترشحه المحتمل للرئاسة عام 2024.
وصوّر بايدن انتخابات التجديد النصفي على أنها اختبار للديمقراطية الأمريكية، وقال بايدن: «كان يوماً جيداً، على ما أعتقد، للديمقراطية». ولم تتحقق مخاوف من ارتكاب مراقبي الاقتراع من اليمين المتطرف أعمال عنف أو إثارتهم اضطرابات في مراكز التصويت. وقالت جين إيسترلي، رئيسة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية، إنها لم ترَ أي دليل على اختراق أي نظام تصويت.
مناصب
ومن شأن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ أن تمنحهم سلطة منع مرشحي بايدن من المناصب القضائية والإدارية، لكن في فوز حاسم للديمقراطيين، انتزع جون فيترمان مقعداً يسيطر عليه الجمهوريون في مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا، ملحقاً الهزيمة بالجراح المتقاعد الشهير محمد أوز، المدعوم من ترامب، ومعززاً فرص حزبه في الاحتفاظ بالسيطرة على المجلس.
وحال سيطر الجمهوريون على أي من المجلسين، فإنهم يخططون للسعي إلى خفض تكاليف برامج شبكة أمان الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، وجعل تخفيضات ضريبية تم سنّها في عام 2017 دائمة، كما يمكنهم أيضاً استخدام تحديد سقف للدين الاتحادي كورقة ضغط للمطالبة بخفض شديد في الإنفاق وتقليص المساعدات لأوكرانيا. وتباينت النتائج لترامب، الذي أدى دوراً نشطاً في الدفع بمرشحين جمهوريين لخوض سباق الكونغرس، ما يلمح بقوة إلى احتمال خوضه سباقاً ثالثاً على الرئاسة عام 2024.
وحقق الجمهوريون النصر في ولاية أوهايو، حيث فاز المؤلف جيه. دي. فانس بمقعد في مجلس الشيوخ، ليحتفظوا بالسيطرة على مقعد الولاية.