تحت شعار “مصر والإمارات قلب واحد” تتوج دولة الإمارات ومصر العلاقات العلاقات الراسخة والمتجذرة منذ 50 عامًا، باحتفاء واحتفال ضخم.
وتتضمن الاحتفالية الكبرى التي ستنظم ما بين 26 – 28 أكتوبر/تشرين الأول، وتستضيفها القاهرة، أجندة متنوعة من الفعاليات بحضور وزراء من حكومتي البلدين، وأكثر من 1800 شخصية من كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين.
هناك آفاقاً واعدة تنتظر العلاقات المصرية الإماراتية، تعود آثارها بالخير والازدهار على شعبي البلدين، وتنظيم هذه الاحتفالية المتميزة، هو بمثابة رسالة محبة وتقدير واعتزاز، واختيار شعار “مصر والإمارات قلب واحد” يترجم 5 عقود من المحبة والاعتزاز بروابط الأخوة وعلاقات التعاون والشراكة الشاملة بين البلدين الشقيقين”.
وانعكست على علاقات البلدين التي أصبحت استراتيجية وأكثر قوة على جميع المستويات، بل وأصبحت نموذجاً يحتذى به، وهو ما جسدته الزيارات العديدة المتبادلة خلال الفترة الماضية والتي تخطت الـ 25 زيارة، والتنسيق وتوافق الرؤى حول الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، خاصة ذات الاهتمام المشترك.
وبلغت خصوصية وأهمية العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي ذروتها خلال الفترة الماضية، وشهدت تطوراً كبيراً ونوعياً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، وكذلك نمواً ملحوظاً في التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عربياً والتاسع عالمياً لمصر، وذلك بعد تضاعف التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 4 أضعاف خلال السنوات 2010 -2019.
وبلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية المباشرة في مصر نحو 15 مليار دولار، بينما بلغت استثمارات مصر بالإمارات، أكثر من مليار دولار.
وسجلت قيمة الاستثمارات الإماراتية في مصر ارتفاعًا لتصل إلى 1.8 مليار دولار خلال العام المالي 2019-2020 مقابل 972.2 مليون دولار خلال العام المالي 2018-2019 بنسبة ارتفاع قدرها 87.1%.
وسجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بالإمارات 3.4 مليار دولار خلال العام المالي 2019-2020 مقابل 3.1 مليار دولار خلال العام المالي 2018-2019 بنسبة ارتفاع قدرها 9.5%، بحسب البيان.
وبلغت قيمة تحويلات الإماراتيين العاملين في مصر نحو 41 مليون دولار خلال العام المالي 2019 -2020 مقابل 45.5 مليون دولار خلال العام المالي 2018-2019 بنسبة انخفاض قدرها 9.9%.
ومؤخرا، أعلنت وزارة الاقتصاد الإماراتية، ووزارة التجارة والصناعة بمصر، إطلاق مجلس الأعمال الإماراتي المصري.
ويحظى البلدان بحضور ومكانة دولية خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
علاقات تاريخية أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من خلال قناعة راسخة بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة.
كان الشيخ زايد أول المبادرين بالمشاركة، والبناء فى مصر، وكان حبه باعثا على سفر المصريين للعمل فى الإمارات، كما كان محفزا لرجال الأعمال الإماراتيين أن يكونوا فى مصر، وفى كل مشروعاتها (يد الشيخ زايد موجودة، وممتدة فى كل ربوع مصر)، ومجالاتها الاقتصادية، والاجتماعية، والخيرية، وتجذرت هذه المعانى، وأصبحت أكثر عمقا، ومؤسسية مع أبنائه، فكان الشيخ محمد بن زايد وأشقاؤه مبادرين، وأقوياء فى بناء علاقات مصرية – إماراتية نادرة تصدت لكل قوى الظلام التى أرادت أن تهزم البلدين، والمنطقة معا، وسوف يقف التاريخ يحكى كيف وقفت الإمارات مع مصر لكى تسترد استقرارها، وتبنى مؤسساتها، وجمهوريتها الجديدة، وقد امتدت العلاقات إلى كل الإمارات السبع، حيث إن كلا منها لها علامة مميزة، خاصة دبى، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فقد أقمنا أهم الصروح الاقتصادية التى يُشار لها بالبنان نموذجا للعمل المشترك.. وهكذا مع الشارقة (مؤسسات ثقافية، وأيدٍ ممتدة إلى المتاحف، ودور الكتب، والمكتبات).
إن الاحتفاء بالعلاقات الأخوية الراسخة التي تربط جمهورية مصر العربية بدولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، والاحتفال بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس العلاقات المتميزة بين البلدين، واستعراض مسيرة الشراكة والإنجازات التي تحققت خلال 50 عاما في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وغيرها من المجالات، دليل قوي متانة العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى كونهم نموذج ناجح في العلاقة العربية يجب الاقتداء به من أجل مستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا للجميع.
بقلم: محمد عبدالمجيد علي
الرئيس التنفيذي