لكل منا وجهة نظر مختلفة حول مفهوم السعادة وإمكانية خلقها، فهي تتأرجح في نفوسنا وفقاً لمجموعة من الرغبات و الأهداف الواضحة و أحياناً غير الواضحة.
فالسعادة تكون مجرد شعور مؤقت عند البعض مرتبط بتحقيق انجاز او هدف معين ،بمجرد تحقق هذا الهدف، فسعادته تتقلص وتتلاشى بمرور الوقت بعد أن يصبح ما حققناه أمراً واقعاً ودخل حيز الروتين اليومي.
و هناك من يرى السعادة في إكمال نقص يعيشه و إشباع رغبة معينة، فبمجرد الاشباع تختفي السعادة و تصبح لا أكثر من شعور باهت لا معنى له.
و منا من ينظر للسعادة على أنها أسلوب حياة و تسليم للواقع كما هو ، فترى هؤلاء الأشخاص سعداء بدون سبب، فقط هو أسلوب حياة ،فهم يعرفون اننا نعيش حياة كما البحر تحمل المد كما تحمل الجزر، فتراهم يعيشون أيامهم دون تحليل و دون قولبة لمشاعرهم .
و هؤلاء هم أكثر الأشخاص قدرة على عيش اللحظة و أكثر انسجاماً مع ذواتهم و تقبلاً للمحيط .
ان خلق السعادة هو فعل يتطلب أن نبني مجموعة من الأفكار الجديده القائمة على نسف فكرة ربط السعادة بغرض معين، وفصل الأهداف عن الشعور (( الشعور بالسعادة ))، فمهما كانت أهدافنا صعبة المنال فهذا لن يدخل ضمن ركن السعادة في نفوسنا ،فنتجرد من المكان و الزمان و نفصلهما عن شعور السعادة داخلنا.
فما أجمل أن نتحلى بالذكاء الكافي الذي يفسح لنا المجال بأن نتبع مبدأ الكنز او صندوق المجوهرات ، و هو مبدأ قائم على اعتبار السعادة بمثابة الجوهرة التي منحنا اياها الله منذ اليوم الأول لخلقنا ، فما يجب علينا هو المحافظة على هذه الجوهرة و هذا الرزق ، بأن نبعدها عن كل ما يلوثها و نحافظ عليها من السلب ،و فصلها عن كل ما يحدث من حولنا ، فهل يعقل أن تحمل بين يديك حجراً كريماً و تتركه عرضة لكل ما هو سلبي من حولك ؟ لا أعتقد ذلك ،فمن المؤكد انك ستضعه في مكان آمن و تعتني به و تحمد الله على هذه النعمة.
و السعادة هي جوهرتنا الحقيقية الي منحنا اياها الله ، فمهمتنا هي المحافظة عليها رغم كل التعقيدات و المعيقات المحيطة بنا و المؤقتة بلاشك ، فلا شيء يدوم للأبد.
فقط ،
● حرر سعادتك و افصلها عن أي إنجاز او هدف او رغبة.
● سلِّم و انسجم مع ذاتك و تقبل كل ما يدور بهدوء و حب.
● اصنع داخلك ( صندوق مجوهرات) و خبئ سعادتك داخله و اعتبرها كنزك الثمين ،فلا تسمح لأحد او لشيء بالاقتراب منه ، اهتم به و كن دائم الامتنان لله على هذا الكنز .
بقلم: ميساء عواد