يشهد المعرض الدولي للصيد والفروسية “أبوظبي 2022″، في دورته التاسعة عشرة، التي تُقام خلال الفترة من 26 سبتمبر ولغاية 2 أكتوبر، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، حضوراً بارزاً للمرأة بين العارضين في مختلف القطاعات الـ 11 للمعرض، وبين المُشاركين في البرنامج اليومي للأنشطة والفعاليات في المعرض، فضلاً عن استقطاب المزيد من زوار المعرض من الحضور النسائي مع تحوّل الحدث إلى مهرجان عائلي يُناسب كافة أفراد العائلة والمُجتمع. وباتت المرأة في الإمارات تُقبل كذلك على اقتناء الصقور المُكاثرة في الأسر، كما لوحظ في الدورات الأخيرة إقبالاً ملحوظاً من العديد من الفتيات والسيدات على شراء أسلحة صيد مرخصة، خاصة مع الجهود المبذولة لتسهيل إجراءات تراخيص شراء أسلحة الصيد وفق التشريعات والآليات المعمول بها.
وتتواجد العديد من الصقّارات والخبيرات في عالم الصقارة والصيد المُستدام في برنامج الندوات وورش العمل للمؤتمر المُصاحب للمعرض، حيث يبرز دور المرأة من خلال مُشاركات متعددة بإشراف من الجهات المختصة، مثل نادي صقاري الإمارات ومدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، والمؤسسة الأوروبية للصقارة والمحافظة على الطبيعة، والمجلس الدولي للألعاب والحفاظ على الحياة البرية واتحاد جمعيات الصيد وصون الأنواع في الاتحاد الأوروبي. كما تُشارك المرأة في عروض الطيور الجارحة التي تُقدّمها حديقة الحيوانات بالعين. كذلك وفي مجال الصقارة، يحتفي جناح اليابان في المعرض مُجدداً بدور المرأة في الصقارة وبمُشاركة صقّارات يابانيات خبيرات.
وفي مجال الفروسية، يشهد المعرض مشاركات متعددة لفارسات من الإمارات والعديد من الدول في العروض التي يُقدّمها لجمهوره، ومن أبرزها ندوة في منصّة الاستدامة آلية خدمات تسجيل الخيول في جمعية الإمارات للخيول العربية تُقدّمها الأستاذة لولوة المنصوري. كما وتُقدّم الباحثة سارية المرزوق محاضرة حول علم الوراثة الخاص بالخيل، وأكثر سمات الخيول العربية أهمية من وجهة نظر اقتصادية، بما في ذلك معايير التحمّل والأداء والشكل الجسماني ذات الصلة بملامح وصفات جمال الخيل. كما وتُقدّم تينا القبيسي من أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية ونادي ظبيان للفروسية ورشة عمل في منصّة “تواصل مع الطبيعة والحيوانات” بعنوان “التدريب على رياضة الفروسية”، كما وتُشارك في فعاليات مميزة في ساحة العروض تعرض لمهارات الترويض وقفز الحواجز.
وكذلك تبرز في ساحة العروض مُشاركة الفارسة الإماراتية آمنة الجسمي، التي استطاعت أن تقدم نموذجاً مشرفاً لبنت الإمارات، خاصة مع دورها الريادي في نشر هذه الرياضة المتوارثة من الأجداد بين الأجيال الجديدة، وتقوم بتقديم عروض للرماية بالقوس والسهم على ظهر الخيل، وكذلك فن المبارزة بالسيف من على ظهر الخيل ضمن المعرض هذا العام.
وفي منصّة مُغامرات الهواء الطلق، تُشارك الرياضية ومُتسلّقة الجبال الإماراتية نايلة ناصر البلوشي تجربتها لزوار المعرض، وذلك بمُشاركة زوجها الرياضي سعيد خميس المعمري، وهما أول زوجين إماراتيين يتسلقان قمة جبل إيفرست الأعلى في العالم. كما وتُقدّم د.فاطمة سجواني ورشة عمل مهمة بعنوان ” تحفيز المرأة العربية على ممارسة الأنشطة الرياضية الخارجية الشيقة”.
كذلك يشهد معرض أبوظبي للصيد والفروسية 2022، مُشاركة متميزة لحارسات التراث، من السيدات الإماراتيات اللاتي يحملن على عاتقهن مهمة تعريف الجمهور من مختلف الجنسيات بالحرف اليدوية والتراثية، مثل السدو والخوص وغيرهما من الحرف التي تناقلتها سيدات الإمارات من جيل لجيل، ومازالت رغم التطور الكبير الذي شهده المجتمع في السنوات الأخيرة، حاضرة ومتواجدة بفضل الأمهات والجدات.
كما وتُشكّل المرأة شريحة كبيرة من المشاركات الفنية التي يشهدها المعرض هذا العام من مختلف الإمارات ومختلف دول العالم، وكذلك في مختلف مُسابقات المعرض. ومن أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، تُقدّم فاطمة العامري ورشة عمل فريدة في الرسم بالخيط، وأيضاً تُقدّم فاطمة الظنحاني ورشة عمل في الخط العربي، وسالي العزاوي حول أساسيات الزخرفة والتذهيب، والأستاذة شروق عازم حول تشكيل الفخار.
وتُشكّل المشاريع التي تُديرها سيدات نسبة ملحوظة ضمن المشاريع والشركات المشاركة في المعرض، وتتنوّع المُنتجات التي تُقدّمها بين روائع المُنتجات التراثية واليدوية، والاكسسوارات ومستحضرات التجميل، والعطور والدخون، وغيرها الكثير من المنتجات. وتُقدّم الفنانة الإماراتية المعروفة عزة القبيسي ورشة عمل مميزة بعنوان “اصنعي مجوهراتك الخاصة”.
في المقابل، تحرص العديد من الشركات على طرح منتجات مخصصة للمرأة لاستقطاب جمهور المعرض من السيدات، وذلك على غرار جناح شركة بينونة الوطنية لتجارة المعدات العسكرية والصيد، الذي عرض في الدورة الماضية أسلحة خفيفة الوزن مخصصة للنساء من هواة الصيد وممن يعشقن اقتناء بنادق الصيد.
وشجّعت فعاليات الصيد بالصقور التي تُنظمها دولة الإمارات على مدار العام في العقدين الأخيرين، الفتيات على تعلّم فنون ومهارات وعلم الصقارة والصيد والقنص، مما فتح الباب لمشاركتهن في مسابقات الصقارة، كما حدث في مجال الخيل ورياضات تراثية أخرى.
معالي ماجد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض أبوظبي للصيد، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، ورئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، أكد أنّ المرأة الإماراتية شديدة الحرص على خصوصية هويتها الوطنية وعادات وتقاليد مجتمعها، والتي تُعتبر الصقارة أحد أهم ركائزها، وهي تتقدم وتقتحم كافة المجالات بثقة وقوة.
وغدت الصقارة رياضة الأسرة الإماراتية، حيث الكثير من الأسر تملك طيوراً. ويوجد في الإمارات اليوم صقارات يُدرّبن ويعلمن ويربين الطيور، وبعضهن متخصصات في تطبيب الصقور، وكما حدثت طفرة في السنوات الماضية في مجال دخول المرأة الإماراتية لعالم الفروسية والخيول، فليس من المُستبعد في المُستقبل القريب بروز المئات من الصقارات الخبيرات، على الرغم من أنّ الصقارة رياضة شاقة وفيها عناء.
وتُقام الدورة الجديدة خلال الفترة من 26 سبتمبر ولغاية 2 أكتوبر، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، وبرعاية رسمية من هيئة البيئة- أبوظبي، الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، مركز أبوظبي الوطني للمعارض حيث يُقام الحدث، وراعي القطاع شركة كاراكال الدولية، الراعي الفضي شركة “كيو” للعقارات، وشركاء تعزيز تجربة الزوار كل من أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، شركة بولاريس للمُعدّات الرياضية المُتخصّصة، ومجموعة العربة الفاخرة، وراعي الفعاليات كل من شركة “سمارت ديزاين” وشركة “الخيمة الملكية”، وشريك صناعة السيارات “إيه أر بي الإمارات”، وبدعم من شرطة أبوظبي ووزارة الداخلية وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي ونادي تراث الإمارات.