|  آخر تحديث سبتمبر 15, 2022 , 1:05 ص

انطلاقة أعمال منتدى “التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج” للمرة الأولى من دبي


انطلاقة أعمال منتدى “التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج” للمرة الأولى من دبي



الشيماء خليف – متابعات

 

 

ناقش منتدى “التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج”، الذي يعقد في متحف المستقبل في دبي السياسات والخطط المستقبلية لدول الخليج ضمن فعالياته التي ينظمها نادي كلية هارفارد للأعمال للمرة الأولى في دبي، كما بحث في التحديات والحلول المرتبطة بمواضيع الحوكمة والأمن الغذائي والرعاية الصحية والاستدامة والاقتصاد الرقمي والكفاءات الوطنية في دول الخليج.

وفي كلمته الرئيسية التي ألقاها بحضور نخبة من قادة الأعمال والشخصيات الأكاديمية والمسؤولين الحكوميين في المنطقة، أعرب معالي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية: عن سعادته بالتواجد في الحدث المهم الذي يساهم في بناء مستقبل دول المنطقة من خلال تبادل الخبرات والرؤى والحلول لمختلف التحديات.

وأكد معاليه أن دول الخليج العربية أحرزت العديد من الإنجازات والنجاحات خلال السنوات الماضية لتعزيز استقرارها والحفاظ على معدلات نمو مرتفعة، بجانب تعزيز الاستدامة والتنوع الاقتصادي والتنمية المجتمعية والاستثمار في الإنسان. مشيراً إلى أن دول الخليج العربي لاعب رئيسي في تعزيز المشهد العالمي ولا تساهم فقط في الاقتصاد العالمي من خلال إمدادات الطاقة، ولكن أيضاً في استقرار أسواق الطاقة العالمية.

وقال معاليه: “مرت رحلة نمو دول المنطقة بمراحل عديدة حققت خلالها أداءً جيداً في دعم الصحة والتعليم والقطاعات الاقتصادية الحيوية مثل السياحة والتجارة وغيرها. كما كانت دول المنطقة في طليعة العالم في تقديم المساعدات الإنسانية ومساهماً في العمل المناخي العالمي، وتخطو بنجاح في مجالات الأمن الغذائي والحفاظ على البيئة ودعم الصناعات التكنولوجية وتطوير الحلول التقنية في مختلف المجالات”.

 

وأضاف معاليه: “حققت دول الخليج العربية أفضل مراكز وفق مؤشرات التنافسية العالمية، وهو ما يعكس حرص حكومات المنطقة على تنمية اقتصاداتها من خلال تمكين القطاع الخاص للعب دور أكبر في اقتصاداتها وقيادة التحول الاقتصادي وتنوعه، وبالتالي تعزيز الاقتصاد غير النفطي. وبالفعل تبذل الحكومات دوراً كبيراً في دعم ذلك التوجه من خلال السياسات الاقتصادية وإطلاق المزيد من المبادرات لضمان النمو المستدام للاقتصاد غير النفطي، كما تتعاون دول المنطقة مع بعضها البعض من خلال سياسات متسقة تخدم كافة الأهداف المشتركة وبناء اقتصاد جديد يقود المنطقة نحو المزيد من الازدهار”.

وأشار معاليه أن هناك العديد من المشكلات العالمية والتي تتعلق بسلاسل التوريد العالمية وتأثر الشركات الصغيرة والمتوسطة، وانكماش الاقتصادات وتباطؤ الاقتصاد العالمي مع عدم وضوح الرؤية الاقتصادية المستقبلية. وقال معاليه: “يتطلب الأمر تعاون كبير بين الدول لإيجاد حلول جذرية. وعلى مستوى دول منطقة الخليج هناك تعاون كبير في مجالات مثل الأمن الغذائي والصناعة وتوحيد جهود التغير المناخي وغيرها”.

وتابع معاليه: “لدى المنطقة العديد من المقومات الهائلة، فهي تستحوذ على أكثر من 22% من صادرات النفط الخام في العالم، ولديها أكبر مخزون من النفط بنسبة أكثر من 32%، كما تحتل المنطقة المركز الثالث في إنتاج الغاز الطبيعي والغاز المسال في العالم. كما يعد السوق الخليجي من أكبر وأكثر الأسواق تنظيماً واستقراراً. ولدينا بالفعل فرص كبيرة للتعاون بشكل أكبر لأن المستقبل مشترك والمصير واحد”.

 

وخلال كلمته الافتتاحية، أشار صالح لوتاه، رئيس نادي كلية هارفارد للأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي الرئيس التنفيذي لمجموعة لوتاه القابضة، إلى أن المنتدى يهدف إلى الخروج بتوصيات حول وضع السياسات والاتفاق على مخرجات قابلة للتنفيذ لدعم السياسات المستقبلية للمنطقة من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص.

وأضاف: “تتطلب التحولات الاستراتيجية العالمية الراهنة تضافر دول الخليج والعمل معاً من أجل مواجهة التحديات المقبلة. وتكمن أهمية هذا المنتدى في قدرته على وضع الأسس الصحيحة للتعاون في إيجاد حلول فعالة للتحديات، وتمكين دول الخليج من ترسيخ دورها كقوة عالمية كبيرة للسنوات العشرين القادمة”.

 

 

تعاون لتحويل دبي مركزاً للمواهب في المنطقة

 

كما تم على هامش المنتدى توقيع مذكرة تفاهم بين دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي ونادي كلية هارفارد للأعمال في منطقة الخليج بشأن “تحويل دبي إلى مركز للمواهب”، والتركيز على تنمية المواهب ودعم الابتكار.

ويهدف الطرفان من خلال هذه المذكرة إلى إنشاء إطار تنظيمي يحدد آلية التعاون بين الطرفين في مجال إنشاء لجنة تيسير للمساعدة في صياغة وتعزيز المشاركات البناءة والتفاعل بين أصحاب المصلحة في نادي كلية هارفارد للأعمال ودائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، مع التركيز على دعم وتسريع البرامج التي تقدمها الحكومة، كما يسعى البرنامج إلى الاستفادة من رؤى وأفكار الأعضاء وأصحاب المصلحة في نادي كلية هارفارد للأعمال لمواجهة التحديات الإقليمية الأكثر إلحاحًا، بالإضافة إلى جمع الخبراء من مختلف قطاعات النادي لتسهيل المناقشة والحوار، والمساهمة في ابتكار حلول للتحديات التي تواجه حكومات دول مجلس التعاون الخليجي.

كما اتفق الطرفان على تبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات والتجارب المؤسسية على كافة المستويات مع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والمؤسسات والشركات المتميزة إقليمياً ودولياً لضمان التطور المستمر لمفهوم التميز في القطاعين الحكومي والخاص.

وتتمثل مجالات التعاون بموجب هذه المذكرة على العمل على إنشاء فريق عمل استشاري مشترك بين دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي وشبكة خريجي وأساتذة وأصحاب المصلحة في منظومة نادي كلية هارفارد للأعمال، والعمل على تهيئة المناخ الملائم لابتكار الأفكار المبدعة وتطوير الحلول المبتكرة من خلال الفعاليات المختلفة مثل الهاكاثون والمؤتمرات، والعمل على استقطاب أفضل المواهب إلى دبي بما يسهم في ترسيخ مكانتها كمركزٍ إقليمي للمواهب، وتيسير السبل لنقل المعرفة والخبرات وتمكين الاستفادة منها من خلال أصحاب المصلحة في نادي كلية هارفارد للأعمال بما يخدم أهداف دبي واستراتيجياتها.

 

 

القيادة في عصر حافل بالتحولات

 

وركزت الحلقة النقاشية الأولى على موضوعات القيادة في عصر حافل بالتحولات، والتحولات الكبيرة التي شهدتها المنطقة، والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة في دول مجلس التعاون الخليجي. وخلال الجلسة الأولى من منتدى “التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج 2022” بعنوان “القيادة في عصر التحول”، تم مناقشة التحولات الهائلة التي شهدتها المنطقة والاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية سريعة التطور في دول مجلس التعاون الخليجي.

وخلال الجلسة، قال مساعد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، محمد الجاسر، إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لديهما طموح كبير ورؤية حكيمة من أجل تحقيق التنمية في المملكة وتعزيز تنافسيتها على المستوى العالمي. ومن أجل تحقيق تلك الأهداف لابد وأن يحدث التغيير الإيجابي والاستثمار في رأس المال البشري”.

وأضاف: “أعمل في القطاع الخاص منذ 22 عامًا مع شركات تقنية عالمية ومحلية، وأرى أنه لابد من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص أن يتعاملوا مع تلك التحولات من خلال السرعة في تنفيذها وزيادة القدرة التنافسية لتحقيق كافة الأهداف”.

وتابع: “أصبحت الحكومة السعودية تركز جهودها حول تعزيز دور المواطن باستخدام العديد من الحلول وأبرز مثال على ذلك هو الرقمنة، حيث يُنظر إليها كواحدة من الأدوات القادرة على تحقيق أفضل مستويات من إرضاء العملاء”.

ومن جهته، قال الدكتور مشعل العثمان، مدير عام المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، في معرض تسليطه الضوء على وجهات نظره حول إدارة مثل هذه التحديات المعقدة والتحول الرقمي: “إن مؤسسته قد سجلت بالفعل أكثر من مليون شهادة رقمية من خلال تطبيقها عبر الإنترنت”.

وأضاف: “هذا العدد من الشهادات الصادرة يشكل أكثر من 60 في المائة من جميع الشهادات الصادرة عن المؤسسة، وهذا يدل على هناك حراك في هذا التحول، وهو بالفعل جهود فريق العمل”.

وقال عبد الله الأشرم، الرئيس التنفيذي لمجموعة بريد الإمارات: “بعد الوباء، تسارعت عملية التحول نحو الرقمنة. لتحقيق ذلك، ينبغي أن تكون لدينا رؤية ورسالة واضحة لمعرفة سبب توجهنا نحو الرقمنة، يجب أن نتحلى بالمرونة من خلال تحديد إستراتيجية ديناميكية، وعلينا بناء فريق قوي وقادر في عصر متغير، حيث هناك المواهب في كل مكان، ولكن الاحتفاظ بها يمثل تحديًا، وبالتالي فإن إنشاء فريق من قادة المستقبل في هذا المجال أمر مهم ولا بد منه”.

يتطلع المنتدى لأن يصبح منصة معرفية مخصصة للاستفادة من الأفكار التي سيتم جمعها  وتحويلها إلى مبادرات استراتيجية هادفة ومدروسة. ومن الجدير بالذكر أنه سيتم تنظيم المنتدى سنوياً بالتناوب بين عواصم دول مجلس التعاون الخليجي للتأكيد على أهمية مواجهة التحديات المشتركة في كل دولة. وعلاوة على ذلك، سيتم إنشاء فرق عمل ولجان لمتابعة النتائج القابلة للتنفيذ، وستتم مراجعتها سنوياً.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com