أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بما اتفقت عليه الدول المشاركة في اجتماع مجموعة دول الـ20، ومواصلتها دعم الثقافة باعتبارها منفعة عامة تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة والالتزامات العالمية الاثني عشر الموضحة لدى أجندة الأمم المتحدة.
جاء ذلك خلال مشاركة الدولة ممثّلة في مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب في اجتماع مجموعة العشرين الثالث الذي استضافته العاصمة الإندونيسية جاكرتا تحت شعار «الثقافة من أجل العيش المستدام»، وحضره وزراء الثقافة وكبار المسؤولين في المجموعة ودول ضيفة أخرى، حيث يشكّل هذا الاجتماع استمراراً للاجتماعات السابقة التي عُقِدت في المملكة العربية السعودية العام 2020، وإيطاليا 2021، ويمثّل التزاماً بإعلان روما لوزراء الثقافة في مجموعة العشرين والقاضي بتعميم الثقافة كجزء لا يتجزأ من أجندات السياسات الأوسع للدول الأعضاء.
وركّز البيان الختامي للاجتماع على ضرورة إنعاش الاقتصاد الثقافي العالمي وحشد الجهود من أجل النهوض به وتعزيزه باعتباره نظاماً بيئياً واعداً تلعب فيه الثقافة دوراً مهماً بما يتعلّق بسلاسة حركة التوريد الكاملة للمنتجات الثقافية.
ودعا الاجتماع إلى تعزيز العمل المشترك للنهوض بقطاع الثقافة باعتباره وسيلة مثالية لتحقيق مستقبل مستدام للدول، حيث انضم إلى رئاسة الاجتماع وزراء الثقافة وكبار المسؤولين في مجموعة العشرين ودول ضيفة أخرى بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ الأجندة الثقافية لمجموعة العشرين تماشياً مع التوجّه العام: «تعافوا معاً، استعدوا أقوى».
وفي تصريح له قال مبارك الناخي: «دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بالعمل عن كثب مع أعضاء مجموعة العشرين والدول المضيفة لمواجهة التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً التي تواجه المجتمع الدولي اليوم، ونؤمن بأن الحفاظ على تنوع الممارسات الثقافية أمر بالغ الأهمية باعتبار أن الثقافة والإبداع جزءاً لا يتجزأ من أجندات السياسات الأوسع لمختلف الدول».
وأضاف: «ستسهم السياسة القائمة على الثقافة في بناء أساسات شاملة ومستدامة للنمو في حقبة ما بعد الجائحة، إذ إننا على ثقة بأن هذا الاجتماع سيلعب دوراً محورياً في وضع المزيد من الحلول والمخرجات التي تخدم سبل تعافي العالم من الوباء، ويشكّل رافداً لتطوير الرؤى المشتركة الهادفة إلى دمج الثقافة ضمن أنشطة التنمية المستدامة، والتعليم، ومما لا شكّ فيه أن كلّ تلك الجهود وغيرها تحثّ على مواصلة الجهود المحلية والدولية لإطلاق المزيد من المبادرات التي ستلعب دوراً في تعزيز الأمل والتفاؤل على المستويين المحلي والعالمي».
وفيما يتعلّق بالمؤتمر العالمي القادم لمنظمة اليونسكو الذي سيتناول السياسات الثقافية والتنمية المستدامة “موندياكولت MONDIACULT 2022″، والذي سيعقد في المكسيك بوقت لاحق هذا الشهر، قال الناخي: «يسهم عقد هذا المؤتمر في تعزيز الرؤى والدفع باتجاه اتخاذ المزيد من القرارات بشأن إيجاد قطاع ثقافي أكثر قوّة ومرونة، وتعبئة حوار السياسات العالمية في مجال الثقافة بما يخدم هذا التوجّه».
وعقب الاجتماع انضم مبارك الناخي إلى وزراء ثقافة مجموعة العشرين ليشارك في فعالية غرس الأشجار، كما التقى مع نديم أنور مكارم، وزير التعليم والثقافة والبحوث والتكنولوجيا الإندونيسي، وإرنستو أوتون مساعد المدير العام للشؤون الثقافية في اليونسكو، لبحث جملة من القضايا المشتركة.
وتتجلى أهداف الاجتماع الذي عُقِد بالتعاون مع مجموعة من الشركاء مثل منظمة اليونسكو ومنظمات دولية أخرى إلى تعزيز الجهود وآفاق التعاون مع النشطاء الثقافيين ورجال الأعمال الاجتماعيين، ومسؤولين في قطاعات العمل الخيري العالمي لزيادة تأثير وحضور القطاع.