جاء إعلان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف»، عن انطلاق بطولة دوري السوبر الأفريقي (السوبر ليغ) لكرة القدم، في أغسطس من العام المقبل (2023)، ليزيد من معاناة مسؤولي الكرة في مصر، في ظل ارتباك المسابقات المحلية، التي لا تعرف الانتظام منذ سنوات عدة، ما نتج عنه أزمات بالجملة على رأسها تلاحم المواسم الكروية منذ 4 أعوام مضت، حيث إنه وفي الوقت الذي انطلق الموسم الجديد (2022-2023) في معظم الدوريات العالمية، لا تزال المسابقة جارية في مصر، بل ويتبقى منها أربع جولات.
وزادت البطولة القارية المستحدثة من معاناة الفرق المصرية التي تشارك في بطولات الأندية الأفريقية (دوري الأبطال والكونفيدرالية)، مثل الأهلي والزمالك وبيراميدز وفيوتشر، حيث يتعرض لاعبو هذه الأندية إلى الإجهاد، خصوصاً لاعبي فريق الأهلي الذي نجح في الوصول إلى المباراة النهائية بدوري الأبطال ثلاث سنوات متتالية.
وحتى الآن لم يتم تحديد الفرق المصرية المشاركة في «السوبر ليغ»، لكن وفقاً للوائح البطولة، يتم تحديد الفرق المشاركة بناءً على تصنيف يعتمد على مشاركة الأندية في البطولات الأفريقية في آخر أربعة أعوام، وهو ما يعني وجود الأهلي والزمالك في البطولة بصورة مؤكدة، ويعزز ذلك أن «كاف» قد يلجأ إلى تجاهل هذا التصنيف، واختيار الفرق الأكثر شعبية في القارة الأفريقية، من أجل نجاح تسويق البطولة، وحصد المزيد من الأموال من الشركات الراعية وحقوق البث.
ولعل فريق الأهلي كان أكثر المتضررين من تلاحم المواسم، وهو ما ظهر على أداء لاعبيه في الدوري المحلي هذا الموسم، وذلك بسبب مشاركاته الأفريقية وكأس العالم للأندية، فضلاً عن مشاركات لاعبيه الدوليين مع منتخب بلادهم، بجانب مشاركاته في البطولتين المحليتين، وهي الدوري وكأس مصر، وتعني مشاركته في «السوبر ليغ» مزيداً من الإجهاد للاعبيه، حيث إن الفريق الذي يصل إلى المباراة النهائية في هذه البطولة، سيخوض 21 مباراة، بجانب 13 مباراة في دوري الأبطال، فضلاً عن المباريات المحلية والدولية.
وإذا كان مسؤولو «كاف» أكدوا عدم المساس ببطولة دوري الأبطال، والتي ستقام في موعدها بنظام البطولة نفسه، فإنه من المحتمل إلغاء بطولة الكونفيدرالية، وتكون بطولة «السوبر ليغ» هي البطولة الأهم في القارة السمراء، خصوصاً وأن مجموع جوائزها يصل إلى 100 مليون دولار، يتخطى نصيب حامل اللقب فيها حاجز الـ 10 ملايين دولار، أي نحو أربعة أضعاف ما يتحصل عليه الفائز بلقب دوري الأبطال.
ومن أجل تلافي كل هذه الأزمات، اضطر مسؤولو رابطة الأندية المحترفة في مصر، للتفكير في تعديل نظام بطولة الدوري الممتاز، والتي لم تعرف الاستقرار منذ زمن بعيد، وتشهد مبارياتها مؤجلات كثيرة، بسبب مشاركات بعض الفرق في البطولات القارية، إضافة إلى ارتباطات المنتخب المصري.
وقال أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية، إنه يتم حالياً دراسة العديد من المقترحات بشأن الموسم الكروي الجديد، من أجل تحقيق المكاسب الفنية والمادية للكرة المصرية، وأوضح أن الرابطة تفكر في إقامة كأس مصر وكأس الرابطة أثناء إقامة كأس العالم، على أن يتم مخاطبة الاتحاد الدولي (فيفا) حال الاستقرار على هذا المقترح، للحصول على الموافقة.
وأضاف دياب، إنه من أجل ضمان انتهاء بطولة الدوري في شهر يونيو، مثل معظم دول العالم، سيتم دراسة مقترحات بإقامة الدوري من مجموعتين أو مجموعة واحدة من دور واحد فقط، حتى يتم التخلص من مشكلة تلاحم المواسم، وتتمكن الأندية من الحصول على فترة الراحة المناسبة، وكذلك التجهيز لفترة الإعداد للموسم الجديد.
وكشف «كاف» عن إقامة «السوبر ليغ» بنظام التوزيع الجغرافي، ومشاركة 24 نادياً ذات التصنيف الأعلى، وسيتم تقسيم الأندية المشاركة في البطولة على 3 مجموعات، تضم كل مجموعة 8 فرق حسب المناطق الجغرافية، بحيث تضم المجموعة الأولى فرق شمال أفريقيا، وتضم المجموعة الثانية فرق الغرب والوسط والمجموعة الثالثة فرق الشرق والجنوب.
وتتأهل الأندية صاحبة المراكز الخمسة الأولى في كل دوري إلى دور الستة عشر، بإجمالي 15 نادياً، بالإضافة إلى أفضل فريق صاحب مركز سادس في الثلاث مجموعات، وبعد تحديد فرق الدور ثمن النهائي، تقام المباريات بنظام خروج المغلوب من مباراتي ذهاب وإياب، حيث ستخوض مواجهات بنظام القرعة الموجهة بحيث لا يواجه فريق منافس له من المنطقة الجغرافية نفسها، ثم تقام مباريات ربع النهائي ثم نصف النهائي أيضاً بنظام الذهاب والإياب.