برعاية سمو الشـيـخ سلـطان بـن محـمد بـن سلطان الـقاسـمي، ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، أطلقت القيادة العامة لشرطة الشارقة جائزة «الجاهزية للمستقبل» على المستوى العالمي، الهادفة إلى تـحـفـيـز الباحـثـين والدارسين على تقديم تصوراتـهم المستقـبلية الأمـنيـة، بـمـا يعزز الاسـتــباقــيــة والجـاهـزيـة للمستـقـبـل. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته شرطة الشارقة بالتعاون مع أكاديمية العلوم الشرطية، ظهر يوم أمس بمقر الأكاديمية.
وتهدف الجائزة لتقديم تصـور لمـستقبل العـمل الأمني بدولـة الإمارات العـربيـة المـتـحدة وفـق معـايـيـر وآليات الاستشراف الحديثة، بما يضمن وضع سيناريوهات محتملة قابلة للتطبيق لآليات مواجهة الجرائم والظواهر والتحديات المستقـبلية الأمنية، مع ضرورة توافـقها مـع المـعـايـير العالـمية فـي هذا المـجال، بما يضـمن تحسين جــودة حـيــاة أفـراد الـمــجـتـمـع.
مورد بشري
وأكد العميد عبد الله مبارك بن عامر، نائب القائد العام لشرطة الشارقة، أن فكرة الجائزة تعزز من دور البحث العلمي والمعرفي في شرطة الشارقة من خلال نشـر ثقافة الاسـتثمار في المـورد البـشري من طلاب وعلماء وباحثين ومستشرفين من خلفيات مختلفة لأهمية العمل التشاركي والتبادل المعرفي في عـملية استشراف المستقبل، والوصـول إلى حـلول ابتكـارية للظـواهـر والـتـحديـات الأمنية المستقبلية بما يدعم اتخاذ قرارات قيادية من المؤسسات الأمنية والحكومات على الصعيدين المحلي والعالمي، لافتاً إلى أن الجائزة تجمع بين البحث العلمي والدراسات الاستشرافية، وتعد كمرجع للدراسات المستقبلية الداعـمـة لـلــعــمــل الأمني، موضحاً بأنه تم رصد مبلغ 127 ألف دولار للفائزين.
مجالات الجائزة
وأوضح العميد دكتور محمد خميس العثمني، مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية رئيس مجلس أمناء جائزة الجاهزية للمستقبل، أن الجائزة تستهدف فئتين وهما، مؤسسات اســتــشــراف الـمــســتــقـبـل والمراكز البحثية والـجــامـعـات داخل الدولة وخارجها، وفئة الباحثين والخبراء وطلبة المؤسسات التعليمية للــمـرحــلـة الـجـامـعـيـة والدراسات العليا، ومنتسبي قوة الشرطة والأمن.
وعن كيفية اختيار البحث الفائز ومدى قدرته في استشراف المستقبل، أفاد بأنه يتم الاختيار وفق علم الاستشراف ومناهجه البحثية والمعايير الموضوعة في دليل الجائزة.
وأوضح أن محاور المجالات الخاصة بمواضيع الجائزة تشمل كلاً من «مستقبل النقل، مستقبل الأمن السيبراني، مستقبل تعاطي ومكافحة المخدرات وتأهيل المتعاطين، مستقبل المؤسسات الإصلاحية والعقابية وتأهيل النزلاء، مستقبل تعهيد أو خصخصة الخدمات والخدمات الحكومية، والجرائم المستقبلية غير التقليدية، ومستقبل أنظمة العمل».
قيمة الجوائز
وكشف العميد د. العثمني عن قيمة الجوائز التي تصل إلى 127 ألف دولار، وعن الجوائز المالية للمراكز الأولـــــى تصل إجمالي قيمتها إلـــى 50.000 دولار، بحيث تكون جوائز الفئة الأولى 17000 دولار للمركز الأول و 10000 دولار للمركز الثاني و 5000 دولار للمركز الثالث، فيما تشمل جوائز الفئة الثانية 10000 دولار للمركز الأول و 5000 دولار للمركز الثاني و 3000 دولار للمركز الثالث، بالإضافة إلى منح مكافأة نقدية قيمتها 1500 دولار لكل دراسة اجتازت مرحلة التقييم الأولــى، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن النتائج في 2 من ديسمبر تزامناً مع اليوم العالمي للمستقبل واليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأشار إلى فتح باب التسجيل اعتباراً من اليوم أمس وحــــتى 25 أغسطس الجاري، من خلال الرابط الإلكتروني https://www.psa.ac.ae/pages/shjpolice المعلن عبر المواقع الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي لشرطة الشارقة وأكاديمية العلوم الشرطية.
وذكر أن الشروط والأحكام العامة للمشاركة في الجائزة تتمثل في الالتزام باستيفاء كافة المعايير في استمارة المشاركة والشروط الشكلية والمنهجية الموضحة بها، كما يحق التقديم في الفئة الثانية والثالثة بشكل فردي أو ثنائي، وألا يكون البحث قد سبق أن نال جائزة، أو تم أخذ براءة اختراع عليه، أو له حقوق ملكية فكرة لأي من الجهات داخل الدولة أو خارجها.
استشراف المستقبل
وأكد الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، أهمية الجائزة في استشراف المستقبل ووضع سيناريوهات وفق بحث علمي محكم، لافتاً إلى أن عملية التقييم تقوم بالتعاون مع جمعية عالمية تضم نخبة من مستشرفي المستقبل على مستوى العالم، من خلال «المسطرة»، وتضم ستة معايير لتقييم الملفات، منها وجود السيناريوهات المستخدمة، والأدوات التحليلية المعتمدة، والمصداقية الدراسة واعتمادها على المصادر ذات أثر في النشر العلمي على الوسط العالمي.
وأفاد الدكتور عمر راشد الشحـي مدير مركز الأبحاث والتطوير في وزارة الداخلية أن الجائزة تعد ممارسة رائدة تتبعها شرطة الشارقة في مجال تشجيع وتبني الدراسات الاستشرافية، مؤكداً أن وزارة الداخلية وبالتعاون مع شركائها حريصون في تحسين جودة حياة المجتمع من أجل صناعة مستقبل أفضل للمجتمع.