بيان مشترك بين السعودية وامريكا صدر عن القمة السعودية الأميركية، وقعت فيه الدولتان على ثماني عشرة اتفاقية ومذكرات تعاونٍ في مجالات الاستثمار والطاقة والاتصالات والصحة وغيرها من المجالات، ولدى السعودية في “رؤية 2030” نظرة مستقبلية واعدة لمستقبلها ومستقبل جيرانها وحلفائها ومستقبل المنطقة والعالم عموماً، وهي رؤية استطاعت أميركا إدراك قوتها والمصالح الكبرى التي تنطوي عليها بعدما أزاحت غشاوة الآيديولوجيا والمزايدات الليبرالية اليسارية عن عينيها، وحكّمت العقل والمنطق ولغة المصالح.
وتهدف القمة لدعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء فى ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، وإلى تأكيد الشراكة التاريخية بين هذه الدول المشاركة، وتعميق التعاون المشترك فى مختلف المجالات وصولاً إلى تطوير سبل التعاون والتكامل فيما بين دول القمة، وبناء مشاريع مشتركة تسهم فى تحقيق تنمية مستدامة فى المنطقة، والتصدى الجماعى للتحديات البيئية، ومواجهة التغير المناخى، بما فى ذلك مبادرتى السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر اللتين أعلن عنهما ولى عهد المملكة العربية السعودية، وتطوير مصادر متجددة للطاقة، والإشادة باتفاقيات الربط الكهربائى بين دول مجلس التعاون والعراق والتأكيد على أهمية التعاون الوثيق والرؤى المشتركة حيال عدد من القضايا والأوضاع فى المنطقة.
واستعرضت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية – في البيان المشترك الذي صدر عقب جلسة مباحثات جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية والأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، بالرئيس الأمريكي جو بايدن – العلاقات التاريخية والشراكة بين الجانبين، والتي تأسست منذ ما يقرب من ثمانية عقود.
قمة جدة فرصة لتعزيز جهود حفظ الأمن والاستقرار الإقليميين، وتوسيع الشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج والشرق الأوسط والولايات المتحدة، ودعم وتطوير أواصر العلاقات التاريخية المتميزة خاصة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، منذ زمن المؤسس الملك عبد العزيز وعهد الرئيس روزفلت منذ اللقاء على ظهر الطراد (كوينسي) في البحيرات المرة بقناة السويس.
قمة جدة استطاعت تعديل اتجاه البوصلة في العلاقات الأميركية ودول الشرق الأوسط، بعد أن عاد الرئيس جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط، وخاصة دول الخليج طلباً للشراكة معها.
إن “نجاح قمة جدة يؤكد مرة أخرى الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في تحقيق الأمن والتنمية في المنطقة والعالم”.
حكمة السعودية التي يتقدمها الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير الطموح محمد بن سلمان، الذي استطاع بحكمة الشاب المجدد جمع كبار قادة العالم في جدة على طاولة مستديرة، القرار فيها بالشراكة والتوافق، بعد أن ولى زمن الإملاءات والاشتراطات، وهلّ زمن الشراكة والندية في اتخاذ القرار، وانتهاء زمن الأحلاف والأحلاف المضادة، فالشراكة مفتوحة للجميع ولمن يرغب في أن يكون شريكاً في تحقيق الأمن والتنمية، فلا يمكن تحقيق تنمية من دون تحقيق أمن واستقرار.
ومن اللافت أن زيارة الرئيس الأميركي بايدن للخليج والمملكة العربية السعودية، جاءت هذه المرة بلا وجود لأي جندي أميركي في الخليج العربي، بل إن القيادة السعودية طالبت بمغادرة قوات حفظ السلام في جزيرتي تيران وصنافير، في خطوة مهمة تؤكد استقلالية الإرادة والقرار.
المملكة العربية السعودية التي شرفها الله تعالى بأشرف البقاع وأطهرها يجب على المسلمين والامة العربية والاسلامية كافة الوقوف معها.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم على المملكة العربية السعودية الشقيقة ما تنعم به من أمن وأمان ورخاء وازدهار الذي حققته حكومتها بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الملك محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
بقلم: محمد عبدالمجيد علي
الرئيس التنفيذي