تواصل هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” باستمرار تطوير مشاريعها المبتكرة بالتعاون مع شركائها في القطاعين العام والخاص بهدف دعم المجتمع الإبداعي في الإمارة، فضمن جديد تلك المشاريع، تتعاون الهيئة مع “حي”، وهو أحدث تطبيق على منصات التواصل الاجتماعي في الإمارات، ويشكل شبكة تواصل اجتماعية محلية مجانية للأحياء المتجاورة في دبي، ويشجع السكان على التواصل، ومصادقة بعضهم بعضاً، وإنشاء مجموعات بناءً على قرب مواقعهم، ومصالحهم وتفضيلاتهم المشتركة، بالإضافة إلى إطلاق المبادرات والأنشطة الاجتماعية داخل مجتمعاتهم والمشاركة فيها.
وتهدف الهيئة من خلال هذا التعاون إلى إنشاء أحياء رقمية مترابطة في مدينة دبي، من خلال تقديم طريقة تفاعلية لبناء وجود رقمي للمبدعين داخل مجتمعاتهم، متيحةً لهم منصة لتعزيز وصولهم وانتشارهم، ومساعدة أعمالهم على النمو والازدهار.
وتسعى هذه الشراكة بين “دبي للثقافة” و”حي” إلى ربط المواهب الإبداعية في أحياء ومناطق دبي المختلفة، وتوفير الفرصة أمامهم لاستعراض أعمالهم وتقديم خدماتهم الإبداعية، حيث سيتم تنفيذها وفق ثلاث مراحل، تتمثّل المرحلة الأولى منها في إنشاء “حي القوز” الرقمي على التطبيق، والذي سيتيح للمبدعين مساحات مجانية لعرض نبذة عن أعمالهم والترويج لمنتجاتهم ومشاركة عروضهم في حي القوز والأحياء الأخرى المجاورة في المدينة. كما سيوفر التطبيق في هذه المرحلة أيضاً مساحة مخصصة لدبي للثقافة لنشر جميع الإشعارات والتحديثات التي ترغب في مشاركتها مع أفراد المجتمع.
وفي هذه المناسبة، قالت هالة بدري، مدير عام “دبي للثقافة”: “تماشياً مع مساعينا الهادفة إلى جعل دبي عاصمة للاقتصاد الإبداعي في العالم، عبر خلق مناخ محفّز للمواهب والمبدعين في الإمارة، وانطلاقاً من مهمتنا في إرساء الأسس لبيئة ثقافية وإبداعية شاملة تستقطب وتجذب فرص التعاون البنّاء، فإننا دوماً منفتحون على الأفكار والرؤى الجديدة التي تواكب العصر وتطوراته في شتى ساحات المعرفة والإبداع من أجل تحقيق هذه المساعي”.
وتابعت بدري: “لقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي قوة جديدة فاعلة على مستوى المشاركة وتواصل المجتمعات ودعم الأعمال، وتزداد شعبية تلك المنصات حول العالم يوماً بعد يوم، ونحن نحرص دوماً على استثمار أحدث وسائل العصر التي تعيننا على تحقيق مهمتنا الثقافية، وذلك بالتعاون مع الخبراء في هذا المجال. وشراكتنا مع تطبيق “حي” المبتكر تأتي ضمن هذا الإطار، وتعكس قناعتنا التامة بأهمية التعاون مع القطاعين الحكومي والخاص من أجل دعم المجتمع الإبداعي وتعزيز المشهد الثقافي في الإمارة. كما يندرج تعاوننا ضمن إطار حرص الطرفين على الإسهام الفاعل في دعم جهود الإمارة لتصبح دبي المدينة الأذكى والأسعد في العالم”.
وألمحت بدري إلى أن هذه الشراكة من شأنها أن تنعكس إيجابًا على الاقتصاد الإبداعي في دبي، حيث ستسهم في الارتقاء بإمكانية الوصول والمشاركة من خلال تعزيز وزيادة المشاركة داخل الأحياء الرقمية المحلية في المنطقة الواحدة، ومنها إلى المدينة الأوسع، فضلاً عن تشجيع الإيرادات والنمو عبر إتاحة المجال أمام رواد الأعمال لتسويق أعمالهم وخدماتهم والترويج لعروضهم بشكل مجاني في جميع أنحاء المدينة. إلى جانب أثرها الاجتماعي المهم في خلق مجتمع إبداعي متصل، إذ يخلق الانتماء إلى مجموعة بيئية أوسع نوعاً من التآزر والتبادل الإيجابي بين الجميع.
التطبيق متاح حاليًا باللغة الإنجليزية، ولكن في المستقبل سيتوفر باللغة العربية. ومن المقرر أن تشمل المرحلة الثانية من هذا التعاون إطلاق أحياء مجاورة إضافية إلى أن يتم تغطية المدينة بأكملها، ما يتيح المجال أمام كل شركة محلية موجودة في أي حي للوصول إلى أحياء مختارة بشكل مجاني. أما المرحلة الثالثة، فستشهد إطلاق ميزة المجموعات لربط المبدعين داخل مجتمعاتهم السكنية، وكذلك في جميع أنحاء دبي، إضافةً إلى إطلاق تقويم الأحداث، والذي سيوفر طريقة أكثر تفاعلية للمبدعين ورواد الأعمال المحلية لجدولة أحداثهم ومواكبة كل ما هو جديد على مستوى القطاع.
ومن جهته، قال كريس دارنيل، مؤسس مشارك في “حي”: “إن أهم ما تعلمناه من التجربة التي عشناها خلال الجائحة العالمية هو المكانة الجوهرية للتواصل.. لا يوجد شيء أكثر أهمية من الاتصال في الحي الذي يعيش فيه المرء. تبدأ الصحة حيث نعيش ونتعلم ونعمل ونلعب، بين الأشخاص الذين نتشارك معهم مجتمعنا وثقافتنا. ومن خلال تعاوننا مع دبي للثقافة، نهدف إلى إنشاء أحياء أقوى وأكثر ارتباطًا يمكن للمقيمين والمبدعين الاعتماد عليها على حد سواء، بالإضافة إلى مساعدة الشركات المحلية على التواصل مع الأحياء التي يختارونها في جميع أنحاء المدينة “.
وتأتي هذه الخطوة انطلاقاً من حرص دبي للثقافة المتواصل على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الناشئة في المجتمع الإبداعي بدبي وتسهيل ممارسة أعمالها، وتوفير المناخ الملائم لنموها وازدهارها، وذلك انطلاقاً من أحد محاور خارطة طريق استراتيجيتها السداسية المتمثل في تطوير بيئة محفزة للاقتصاد الإبداعي، بما يسهم في تحقيق استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي في جعل الإمارة عاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي، وينسجم مع توجهاتها نحو بناء اقتصاد المعرفة.