“عندما أشعر بأنني أحمل في رأسي جنين فكرة، أعرف أن عليّ الانتباه لحركاتي حتى لا يضيعَ أو يسقط”
هذا أول سر يفشيه الكاتب مطر طوالبة صاحب كتاب أسرار الكتابة الإبداعية. يكشف من خلاله لمحبي الكتابة أن عليهم اقتناص الأفكار التي يعبر عنها بجنين. يولونه الرعاية والاهتمام كي يكتمل نموه ويولد من رحم الفكر فيوصل رسالته المنوط بها.
دون فكرتك، لأنك عرضة للنسيان. دونها الآن في التو واللحظة. لا تتنظر حتى تصل إلى مكتبك الذي اعتدت أن تكتب عليه. لا تنتظر رائحة القهوة من فنجانك الذي تظن أنها تلهمك.
اكتبها الآن الآن.” فلا وقت للكتابة المثالية”
ثم يقول “مشروع الكتابة يبدأ من القراءة” فالمخزون اللغوي الذي يحصده القارئ النهم يؤهله ليكون كاتب، إن وجد في نفسه الرغبة العارمة للكتابة. وليس كل قارئ هو كاتب ولكن كل كاتب هو قارئ.
واجعل لكل ما تكتبه هدف.” فالكتاب الذي لا يترك أثراً بالقارئ هو كتاب فارغ”
” الكتابة أن تكذب ببراعة، ومن الأعماق” فاجئ القارئ تارة، وأثر فضوله حيناً، واجعله يتحرق شوقاً وهو يقرأ. “فما كُتبَ بلا جهد، سيُقرأ بلا متعة”
“وسر الإبداع بالكتابة يكون أقرب كلما اقترب الكاتب ليكون خياله واقعياً حقيقياً”
واعلم أن ” القراءة السهلة هي الكتابة الصعبة” التي تحتاج منك للصبر. فمذ كونها “جنين فكرة” غذها بخيالك واحرص على أن تراها ماثلة أمام عينيك.
كن في حالة اندماج عاطفي معها وارتباطٍ روحي بها. أضف واحذف ثم اتركها وقتاً، ثم عُد إليها من جديد. وتذكر أن ” عملية مراجعة النص والتجويد لن تنتهي أبداً”
هكذا حتى تبدو بأحلى حُلة وترها أهلا للنشر.
“لا تقل كل شيء في الكتابة، اترك أشياء لذكاء القارئ” اتركه يحلل ويثير التساؤلات. اتركه يكمل النهايات الغامضة، ويبدي رأيه. ويتخيل ويعمل عقله.
إن الغوص في أسرار الكتابة يسلح كل مبتدئ بأدوات وأفكار ومراحل عدة تقدم اليوم في دورات تدريبه لصناعة الكُتاب.
لكن لن يأخذ بيدك أحد ليجعلك كاتب ناجح. ما لم تكن أنت قارئ يبحث عن الكاتب الموجود بين جنبيه.
بقلم: رقية سالم الكعبي