|  آخر تحديث مايو 21, 2022 , 0:44 ص

هوس الإدمان


هوس الإدمان



‎كثيرا ما نستخدم مصطلح الإدمان في حياتنا اليومية مشيرين فيه الى الاستخدام اللامسؤول و المبالغ به لشيء ما او مادة ما أو وسيلة ما، دون القدرة على التوقف عن هذا السلوك القهري. و يتدرج هذا المفهوم من الإدمان الإيجابي كالقراءة و الرياضات المتنوعة مرورا بالإدمان السلبي كالاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي دون هدف او غاية انتهاء بالادمان المرضي القاتل كالعقاقير و المخدرات .

 

‎أما عن إدمان الإنترنت فهو نوع جديد من أنواع الإدمان، يستخدم فيه الشّخص المدمن الإنترنت بشكلٍ يوميٍّ ومفرطٍ، يتعارض مع حياته اليوميّة ومع الواجبات والوظائف التي عليه القيام بها، ويسيطر هذا الإدمان سيطرةً كاملةً على حياة المدمن، جاعلاً الإنترنت وعالمه أهمّ عند المدمن من العائلة، والأصدقاء، والعمل، ممّا يؤثّر سلباً عليه ويخلق عنده نوعاً من التّوتّر والقلق، و بات هذا الإدمان مشكلة عالميّة تتمّ دراستها والبحث عن وسائل علاجها في جميع دول العالم و التي اعتبرته مرضاً أو خللاً وظيفيّاً يسبّب مشاكل اجتماعيّةً واضطراباتٍ نفسيّةً وعصبيّةً، تؤثّر على حياة المدمن سلباً، وتمنعه من عيش حياة طبيعيّة خارج شاشة الحاسوب.

 

‎وفقاً لأطلس منظمة الصحة العالمية-الوحدة الخاصة، فقد أُفيد بأن 3,5%-5,7% ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 سنة على الصعيد العالمي يستخدمون مخدرات غير مشروعة، لكن يقدَّر أن ما بين 10% و 15% منهم يصابون بالاعتماد أو بنمط من الاستخدام الضار. ويُقَدَّر بأن انتشار اضطرابات تعاطي المخدرات في إقليم شرق المتوسط يبلغ 3500 لكل 100000 نسمة، وأن انتشار تعاطي المخدرات حقناً هو 172 لكل 100000، وأنه مسؤول عن 9 حالات وفاة لكل 1000 نسمة .

‎و في تقرير جديد من الأمم المتحدة فإن العواقب الصحية الضارة لتعاطي المخدرات باتت أكثر حدة وانتشارا مما كان يُعتقد سابقا، مشيرا إلى أن حوالي 35 مليون شخص يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات عالميا وبحاجة إلى خدمات علاجية

‎ويقدر التقرير أن عدد متعاطي المخدرات الأفيونية بلغ 53 مليونا عام 2017، بزيادة 56% عن التقديرات السابقة، وأن المواد الأفيونية مسؤولة عن ثلثي الوفيات نتيجة تعاطي المخدرات في ذلك العام، والمقدر عددها بـ 585 ألف شخص. وعلى الصعيد العالمي، تعاطى 11 مليون شخص المخدرات بالحقن، 1.4 مليون منهم مصابون بالإيدز و 5.6 مليون مصابون بالتهاب الكبد C.

‎عودا على بدء و في اسقاطٍ لتعريف الإدمان الذي جاء في المقدمة على واقع الدولة و دراسة الاصناف الثلاثة له نجد أن الإدمان الإيجابي محقق بسهولة من خلال المكتبات المبوّبة النوعية المنتشرة بكثرة في ارجاء الدولة و إماراتها إضافة إلى تمكين الرياضات و الارتقاء بها من خلال التشبيك الرياضي العالمي في هذا المجال، أما بالنسبة للنوع الثاني الذي سميناه الإدمان السلبي المتمثل في الإدمان الرقمي الإلكتروني أعتقد جازمةً أنه لا مكان أفضل من الإمارات العربية المتحدة ل الاستثمار الأنسب و الأمثل لهذا الإدمان و بوتقته في مصلحة الشركات و الأفراد من خلال التسويق و التجارة الإلكترونية و العمل عن بعد، أما النوع الثالث الأشد خطرا و هو ادمان العقاقير و المخدرات هنا لا مجال للتهاون حيث يتم تطبيق القوانين بصرامة و حذر شديدين سواء من خارج الحدود او داخلها حيث تم ضبط الكثير من محاولات إدخال مواد مخدرة، حتى عندما تمت محاولة ذلك من خلال التمويه في أطنان من الليمون أو حتى ألواح الطاقة الشمسية.
‎ و في النهاية لا بد من لعب الدور الرئيسي و تفعيله ألا و هو التوعية المجتمعية و فهم الأسباب الحقيقية التي تدفع أشخاصا يافعين مقبلين على الحياة للهروب من واقعهم واللجوء إلى هذه الوسائل، إنّ التعاطي لا حصر له في فئةٍ أو طبقة معينة فهناك علماء و أطباء وفنانين ومبدعين يؤول بهم الحال إلى تدمير أنفسهم وتدمير من حولهم باعتبار المحيط بهم متعاطي سلبي لا يقل خطورة عن المتعاطي الإيجابي.

‎فهل أسباب قلة الإيمان وانعدام الوعي وسوء التربية والتفكك الأسري والبطالة وما إلى ذلك هي أسباب كافيه للإدمان أم علينا النظر أبعد من ذلك.
‎حيث أنّنا نلحظ تفشي ظواهر التعاطي في كثير من الدول ذات الرقابة الشديدة والتوعية المجتمعية.

‎مما سبق لابد لنا من التوصل لنقطة مفصلية غاية في الأهمية يتجاهلها الكثيرون وهي كيفية التعامل مع الشخص المتعاطي ، فكل منا بمكانة خط دفاع أول لهذه الحالات ؛ وهذا ما يدعونا إلى تثقيف انفسنا حول قضايا الإدمان بطريقة إيجابية تدفعنا إلى بث الأمل في الآخرين ومساعدتهم للتعافي ففي ذلك تعافي لأنفسنا في المرحلة الأولى ،فكل إنسان عرضة لمواجهة ضغوطات نفسية ومجتمعية أي أن كل إنسان هو نقطة ضعف في لحظة خذلان ولكن الأهم من ذلك هو كيفية التعامل مع هذه اللحظات وكيفية تعزيز ثقتنا بالله وبقدراتنا على فعل كل شيء.

 

 

 

بقلم: راما جوني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com