ارتفعت وتيرة السلبية في أسواق المال المحلية، ودفع التراجع القوي المسجل أمس إلى عمليات بيع عشوائي، ما كبد الأسهم خسائر بمقدار 12.3 مليار درهم، ورفع بالتالي من إجمالي خسائرها خلال الجلسات الخمس الماضية إلى نحو 26 مليار درهم، الأمر الذي هبط بإجمالي القيمة السوقية لأسهم الشركات المتداولة لمستوى 642 مليار درهم تقريباً، وهو الأدنى منذ أكثر من عام.
ووصف خبراء تعاملات الأسبوع بأنها واحدة من أسوأ الأسابيع التي تشهدها الأسواق المحلية متأثرة بالانخفاض المتواصل لأسعار النفط إلى جانب الدخول والخروج السريعين للمضاربين والبيع الأجنبي الذي تركز على الأسهم الثقيلة، مما عمق الخسائر على نحو مبالغ فيه.
وخسر المؤشر العام لسوق دبي المالي امس 3.64% من قيمته مغلقا عند 2815 نقطة، مما رفع من إجمالي خسائره الأسبوعية إلى 5.1% تقريبا في حين تراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1.664 على المستوى اليومي ونحو 4.3% أسبوعيا مغلقا عند 3955 نقطة. وتراجع المؤشر العام لسوق الإمارات في حصيلة تعاملات الأسبوع بنسبة 4% إلى 3958 نقطة.
وكان من الملاحظ تركز عمليات البيع الأجنبي على الأسهم الثقيلة، وفي مقدمتها إعمار، الذي انخفض إلى 4.58 دراهم خاسرا نحو 10.7% خلال الأسبوع،..
إضافة إلى اعمار مولز الذي خسر 9.5% من قيمته مغلقا عند 2.39 درهم؛ولحق به سهم الدار بنسبة 8.3% إلى مستوى درهمين، وداماك بنسبة 4.5% إلى 2.10 درهم، وتكبد سهم مصرف أبوظبي الإسلامي أكبر الخسائر في قطاع البنوك بعدما انخفض بنسبة 12.4% إلى 3.33 درهم، ثم بنك الخليج الأول بنسبة 6.8% إلى 10.95 دراهم.
وبرغم الانخفاض المسجل خلال الأسبوع إلا أن سيولة التداولات ارتفعت إلى نحو 3 مليارات درهم، في ما وصل عدد الأسهم المتداولة ملياري سهم نفذت من خلال 36893 صفقة.
واستحوذ سهما إعمار وأرابتك على نحو 1.3 مليار درهم وبنسبة 43% تقريباً من إجمالي سيولة الأسبوع، وبواقع 665 مليون درهم للأول في حين وصلت قيمة الصفقات المبرمة على الثاني 637 مليون درهم.
وقال جمال عجاج، مدير مركز الشرهان للأسهم والسندات، إن السلبية الشديدة لتعاملات الأسبوع جاءت في ظل تواصل حالة الخوف وسيطرة القلق على سلوك المتعاملين..
وهو ما دفع بغالبيتهم للاكتفاء بالمراقبة، فيما بقي من ترتفع لديه شهية المخاطرة فقط. مشيراً إلى أن تواصل انخفاض أسعار النفط كان له أثر كبير في التراجعات المسجلة والتي تجاوزت حد المقبول على عدد كبير من الأسهم الثقيلة التي تتمتع شركاتها بملاءة مالية جيدة.
وبالعودة إلى تفصيل تعاملات اليوم الأخير من الأسبوع؛ فقد كان واضحا في سوق دبي المالي الميل نحو السلبية قبيل افتتاح الجلسة، حيث ظهر تغلب شهية البيع من خلال الفارق الكبير بين أسعار العروض وإغلاقات اليوم السابق، وهو ما حدث فعلا بمجرد انطلاق التداولات التي هبطت فيها الأسهم بنسب قوية، مما زاد من حالة الإرباك المسيطرة أصلا على سلوك من تبقى من المتعاملين في قاعة التداول.
ومع الهبوط الكبير المسجل في الدقيقة الأولى فقد شجع ذلك على مزيد من عمليات البيع، الأمر الذي عمق من خسائر السوق ودفع بمؤشره إلى التخلي بكل سهولة عن حواجز دعم جديدة بحسب معطيات التحليل الفني، ما جعله مرشحاً لمزيد من الانخفاض في الأيام القادمة.
وواصل سهم إعمار ممارسة الضغط على السوق بعدما بدأ تعاملاته على تراجع كبير عند 4.73 دراهم، ثم استمر في نفس النهج حتى هبط إلى 5.54 دراهم وسط عمليات بيع مكثفة عليه، قبل أن يعود ويغلق في النهاية عند 4.58 دراهم خاسرا نحو 5.8% من قيمته..
وتكبد سهم أرابتك أكبر الخسائر في القطاع العقاري منخفضا بنسبة 9.5 % إلى 1.15 درهم بعد الارتفاعات التي سجلها في اليومين السابقين. وشمل التراجع سهم داماك الهابط إلى 2.10 دراهم إلى جانب إعمار مولز 2.39 درهم والاتحاد العقارية 0.678 درهم، وكذلك الحال بالنسبة لسهم دريك اند سكل المغلق عند 0.355 درهم وديار 0.465 درهم.
وفي ظل استحواذ اللون الأحمر على المساحة الأكبر من شاشة العرض، فقد عادت السلبية لتشمل سهم بنك الإمارات دبي الوطني المنخفض إلى 6.80 دراهم، إضافة إلى بنك دبي الإسلامي 5.43 دراهم، في حين خالف سهم مصرف عجمان الاتجاه مرتفعا إلى 2.20 درهم.
وفي قطاع الاستثمار تراجع دبي للاستثمار بنسبة 6.3% إلى 1.78 درهم، ولحق به سهم السوق الذي خسر 5.4% إلى 1.06 درهم. ولم يختلف الوضع بالنسبة لسهم الاتصالات المتكاملة المتراجع إلى 5.06 دراهم، وتبريد 1.05 درهم، وطيران العربية 1.29 درهم.
ومع زيادة حدة السلبية في السوق فقد سجل المؤشر العام اكبر خسائره اليومية خلال الأسبوع بعدما هبط إلى 2815 نقطة وبنسبة 3.64 % مقارنة مع اليوم السابق الذي نجح فيه بالتماسك بعض الشيء.
وعلى صعيد السيولة فقد تواصلت عند نفس مستوياتها تقريبا، وبلغت قيمة الصفقات المبرمة 493 مليون درهم، وعدد الأسهم المتداولة 405 ملايين سهم نفذت من خلال 6710 صفقات. وأغلقت اسهم 31 شركة على خسارة من إجمالي اسهم 35 شركة جرى تداولها في حين لم يرتفع سوى سعر سهم واحد، وثبتت أسعار أسهم 3 شركات.
وفي تعاملات بورصة ناسداك دبي المعروضة للتداول من خلال منصة سوق دبي المالي فقد سجلت غالبية الأسهم تراجعات حادة بقيادة سهم موانئ دبي العالمية المنخفض إلى 17.85 دولاراً وتبعه سهم ارواسكوم إلى 6.78 دولارات في حين استقر سهم الإمارات ريت دون تغيير عند 1.20 دولار.
ولم يختلف الوضع في سوق أبوظبي للأوراق المالية، الذي تراجع بقوة تحت ضغط من ارتفاع سلبية أداء قطاعي البنوك والعقار على وجه الخصوص، وهبط المؤشر العام إلى دون مستوى 4000 نقطة مغلقا عند 3955 نقطة بخسارة نسبتها 1.65 % مقارنة مع جلسة امس الأول.
وبرغم شمول السلبية لجميع القطاعات إلا أن الضغط الأكبر على السوق هذه المرة جاء بدرجة أكبر من قطاع العقار، حيث خسر سهم الدار 6.1% من قيمته منخفضا إلى مستوى درهمين..
ولحق به سهم إشراق إلى 47 فلسا ورأس الخيمة العقارية إلى 49 فلسا؛ تلاه قطاع البنوك الذي تواصلت فيه التراجعات لليوم الثالث على التوالي بقيادة سهم بنك الخليج الأول المتخلي عن مستوى 11 درهماً إلى 10.95 دراهم، إلى جانب سهم بنك أبوظبي الوطني 7.30 دراهم وبنك أبوظبي التجاري 5.54 دراهم ومصرف أبوظبي الإسلامي 3.33 دراهم.
وفيما استقر سهم اتصالات دون تغيير عند 16.20 درهماً، وهو ما خفف من حدة تراجع المؤشر العام لسوق العاصمة، فقد تراجع سهم دانة غاز المدرج ضمن قطاع الطاقة إلى 47 فلساً، في حين ارتفع سهم أبوظبي للطاقة إلى 46 فلسا.
وبلغت قيمة التداولات في أبوظبي 172 مليون درهم، وعدد الأسهم المتداولة 75 مليون سهم نفذت من خلال 1493 صفقة؛ ومن إجمالي أسهم 28 شركة جرى تداولها امس تراجعت أسعار أسهم 23 شركة مقابل ارتفاع أسعار سهم شركة واحدة ومحافظة أسهم 4 شركات على أسعارها السابقة.
إفصاحات
دانة غاز: خفض المصروفات لم يؤثر على الشركة
قالت شركة دانة غاز المدرجة بسوق أبوظبي المالي، إن قرار خفض العمالة والمصروفات بالشركة لم يكن له أي تأثيرات سلبية على أداء الشركة أو عملياتها. وأضافت «الشركة» في بيان نشر على موقع السوق، أن هذا الإجراء تم اتخاذه خلال شهر أكتوبر من العام 2015 كإجراء احترازي تحوطي لخفض النفقات، في وقت شهد هبوطاً حاداً لأسعار النفط.
استقالة 7 من مجلس إدارة الخليج للملاحة
أعلنت شركة الخليج للملاحة أن 7 من أعضاء مجلس الإدارة قد استقالوا من منصبهم؛ وهم هزاع القحطاني رئيس مجلس الإدارة والأعضاء حكيم العتيبي وناصر القحطاني وفيصل القحطاني واسانديب كاودي وماجد شمروخ وعبدالله الحارثي.
وأعلن سوق دبي المالي أن قيمة مشتريات الأجانب من الأسهم بلغت خلال الأسبوع نحو1206.70 مليون درهم تشكل 53.88 % من إجمالي قيمة المشتريات. كما بلغت قيمة مبيعاتهم 1399.23 مليون درهم تشكل ما نسبته 62.47 % من إجمالي قيمة المبيعات.
ليبلغ صافي الاستثمار الأجنبي نحو 192.53 مليون درهم محصلة بيع. من جانب آخر، بلغت قيمة الأسهم المشتراة من قبل المستثمرين المؤسساتيين 717.75 مليون درهم تشكل 32.05 % من إجمالي قيمة التداول. بينما بلغت مبيعاتهم 844.33 مليون درهم تشكل 37.70 %من إجمالي قيمة التداول. ليبلغ صافي الاستثمار المؤسسي 126.58 مليون درهم محصلة بيع.