أكد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إنه شعر بإمتنان بالغ عندما تم إبلاغه قبل خمس سنوات بتولي مسئولية المكتبة، واعتبرها مهمة قريبة من قلبه وكأنها تتويج لمسيرته لقربه من الثقافة والفكر والعمل، كما أنها تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة.
وأضاف خلال لقاءه الأسبوعي مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر” على فضائية “أم بي سي مصر” امس الثلاثاء، إن المكتبة تحتفل بمرور عشرين عاما على إنشاؤها وهي تمر بحالة توهج، حيث تضم أهم وثائق مصر والمذكرات السياسية والعلمية، بالإضافة إلى أهم المتاحف وعلى رأسهم متحف الرئيس أنور السادات الذي يضم البدلة العسكرية الذي استشهد وهو يرتديها.
وأشار “الفقي” إلى أن المكتبة أصبحت مزار ولذلك أصدر قرارًا بفتح أبوابها أمام الجمهور طوال أيام الأسبوع على غير العادة، وفي عام ٢٠١٨ استضافت شباب المدارس والمعاهد الدينية من مختلف المحافظات لقضاء يومًا بها، وذلك بهدف تفكيك التركيبة الخاطئة التي تصب في عقول الطلاب، ولكن توقفت هذه المبادرة مؤقتًا بسبب انتشار جائحة كورونا.
وأوضح “الفقي” إن دولة اليونان من أكثر الدول تعاونًا مع المكتبة لوجود اتفاقيات بسبب وجود مركز للدراسات اليونانية في المكتبة، كما أن مكتبة الكونجرس الأمريكي رشحت “الإسكندرية” لتولي رئاسة المكتبات الرقمية، مشيرًا إلى التعاون مع منظمة اليونسكو ومختلف المراكز العلمية والبحثية والمكتبات في العالم، وخاصة الدول الإفريقية بعدما أوصى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بها.
وشدد “الفقي” على أن المكتبة تقف على مسافة واحدة مع الجميع وتؤكد على حيادها سياسيًا ودينيًا، مع الحفاظ على الولاء الكامل للوطن والإلتزام بالخط العام للدولة المصرية، فهي منارة للفكر والإبداع والثقافة، نجحت في جمع معظم الوثائق النادرة التائهة على أرض مصر وبيت خبرة في كل التخصصات يلجأ إليها الجميع ومكان لحفظ التراث.
وحول الفعاليات التي تقيمها المكتبة؛ كشف “الفقي” إن إقبال الجمهور يدل على تعطش الطبقات الشعبية في مصر للثقافة ولذلك تسهم المكتبة في التنمية الثقافية، بمساندة ودعم الدكتورة إيناس عبد الدايم لكل النشاطات، مضيفًا أن المكتبة مؤسسة تحقق دخلا إلا أنها لا تغطي نفقاتها.
وعبر “الفقي” عن سعادته بمشاركة عدد من الفنانين والعازفين في حفل المكتبة، وعلى رأسهم العازف المصري العالمي رمزي يسي، الذي تربطه به علاقة ممتدة لسنوات، وفرح الديباني، الذي وصفها بالأسطورة وابنة المكتبة التي نشأت في مركز الفنون ومنه انتقلت إلى ألمانيا وفرنسا، قائلا “غناءها للنشيد الوطني الفرنسي يدعو للفخر، ومع ذلك تعتز بمصريتها”.
وعن الكاتب الصحفي الراحل صلاح منتصر؛ قال “الفقي” إنه أحد المنارات المضيئة في الصحافة المصرية فهو امتداد لمدرسة أحمد بهاء الدين، وامتلك وجهة نظر ويهتم بالتفاصيل كما أنه وهج في كتابة أعمدة المقالات اليومية المتنوعة.
وتطرق مدير مكتبة الإسكندرية؛ إلى الوضع الاقتصادي الذي يشهده العالم، مشددًا على أن الاقتصاد هو مفتاح الأزمات، ومعظم الأنظمة في العالم تفوز وتخسر في الانتخابات بسبب الأوضاع الاقتصادية الداخلية، ولا يستبعد نشوب حرب عالمية أخرى في أي وقت.
وأضاف “الفقي” إن ترشيد الاستهلاك والتقليل من الاستيراد أهم وسائل مواجهة الأزمة الاقتصادية، مشيرًا إلى أن موضوع الزيادة السكانية في مصر يحتاج إلى وقفة، ففي العهود السابقة لم تكن هناك جدية في التعامل مع هذه المشكلة.