قبل أيام قلائل، مرت، قبل إعلان خبر رحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات “طيب الله تعالى ثراه، وأسكنه فسيح جناته”، حينما شرعت في دراسة بحثية لواقع المعاناة الإنسانية وجهود المؤسسات الدولية في الحد من المآسي التي يتعرض لها البشر في كوكبنا، نتاجاً لكوارث وأزمات طبيعية وصراعات عسكرية، فضلاً على ما تعانيه مجتمعات الدول الفقيرة من أزمات ونقص حاد في الخدمات الحياتية الأساسية، خلال عقد منصرم، وإذ بين جل تلك التقارير – وبلا استثناء – أجد أسم دولة يتصدر، ويسطع بحروف من نور، كأكبر الدول المانحة للمعونات والغوث الإنساني في العالم، وهي دولة الإمارات التي حلقت بفلسفة قيادتها الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها، فعلا وجسوراً من الخير والعطاء، قبل الأقوال والشعارت الدعائية التي برعت في ترويجها العديد من الدول، لتتأتي الإمارات وفقاً لتصنيف المؤسسات التنموية والإنسانية الدولية في المرتبة الأولى عالمياً خلال العشرة أعوام الماضية – دونما مواربة أو مزاحمة أو شعارات تجميلية – “ما دام قائدها خليفة”، هو عنوان الخير والنماء والعطاء الإنساني “رحمه الله تعالى وطيب ثراه”.
وإن كان ذلك لا ينكر على دولة الإمارات، والتي كان ديدنها، ودربها، ومسارها، منذ أسسها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، رجل الخير والإنسانية بلا منازع.. فإن علينا إن ننظر بأسمى آيات الإجلال والتقدير ونستذكر في تلك اللحظات التي فجعنا جميعاً مقيمين ومواطنين، بل دول العالم أجمع، ومؤسساته الإنسانية، بخبر رحيل من استكمل مسيرة ونهج الإنسانية الوضاءة الشيخ خليفة بن زايد آلن نهيان “رحمه الله تعالى”، الذي لم يتواني بعطاءه الإنساني وأياديه البيضاء، وروحه الطاهرة، وفلسفته على درب الخير، أن تكون الإمارات يداً حانياً وشريان العطاء الإنساني في العالم أجمع، ما بين مساعدات تنموية، ترتقي بحياة الدول والشعوب الفقيرة والنامية ومساعدات إنسانية، تؤكد بصمة الخير والتلاحم الإنساني بين شعوب ودول العالم على اختلاف اثنياته وجنسياته.
وها هو العالم يرى، كما كما نرى جميعناً، جسور الإمارات لا تتوقف “جواً وبراً وبحراً”، لمن عصفت بهم وباستقرارهم الأزمات والصراعات… ولكن حتماً حينما يوجد قائد دولة في مكانة خليفة الخير والعطاء الإنساني ” رحمه الله تعالى”، نجد عالماً فيه من الخير. بقدر الخير الذي غرسه الله تعالى في نفوس قامة وقيادة عالمية في مكانة وشخصية رجل الخير والعطاء الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
إن ما حققته دولة الإمارات ببلوغها مصاف الريادة الإنسانية، توازياً مع ما حققته على خارطة التقدم والتطور الاقتصادي، وصولاً لمراتب الدول التي صعدت للفضاء وترنو بخططها التنموية وطموحها لمائة عام مقبلة، وتسارع الخطى والتحول لكي تظل وجهة الريادة في منطقة الشرق الأوسط ليدفعنا ويدفع خبراء وآدبيات التنمية للتأمل في فكر وفلسفة والرؤى الثاقبة لفقيد الإمارات والعروبة والإنسانية جمعاء الشيخ خليفة بن زايد “رحمه الله”.
نعيش جميعاً تلك اللحظات القاسية مع وقع رحيله المؤلم عن دنيانا، واليوم يرحل عنا الشيخ خليفة بن زايد “طيب الله ثراه، وتصعد روحه لبارئها، ولكن نهجه وما رسخه من خير ومكانة لدولة الإمارات ستبقى لعقود وعقود “بمشيئة الله تعالى”، مع تولي واستكمال المسيرة الوضاء، ونهج العطاء الإنساني أخيه وعضده، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات “حفظه الله تعالى”، “خير خلف لخير سلف”، والذي كما عرف عنه وعن فكره ورؤيته الثاقبة وأيضاً عطاءه الإنساني، وإنجازاته الساطعة والتي باتت واقعاً في الإمارات وخارجها، ليكون سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “حفظه الله تعالى”، مشعلاً لا يخبو، ونهجاً يعلو ويعلو بمنجزات الخير والإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة، أعزها الله تعالى ورحم شيوخها وبارك في قيادتها الرشيدة حفظها الله تعالى”.
بقلم: د. ياسمين الخالدي
خبيرة الشؤون الأسرية والإنساينة