|  آخر تحديث مايو 6, 2022 , 17:44 م

ذكر أم أنثى؟


ذكر أم أنثى؟



بات عالمنا يعاني واحدة من أكبر المشكلات علي الكرة الأرضية وبنسبة كبيرة هي السبب في معظم مشكلات العصر وقد تصل بنا للحروب، هي الخلل في التوازن بين الطاقة الذكورية والطاقة الأنثوية،إختصارا للتعبير عن اللاتوازن في طاقة الأنوثة والذكورة هو الإحتراف في “قلب الأدوار”!                                                      
نظام الأرض يعمل بالنظام الإلهي الواعي وهو جمع النقائض لتكمل بعضها البعض قال الله عز وجل : وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.

وإذا تأملنا ونظرنا لكل ما يحيط بنا من اشياء ومعاني وكائنات حتي المشاعر والصفات وتصل إلي طاقة الألوان سنجد أن الله سبحانه وتعالي خلق من كل شيئا زوجين الشئ ونقيضه ولا يمكن تواجد إحداهما دون الآخر مثل (الشمس والقمر، والسماء والأرض، والفرح والحزن ،والنور والظلام، والمد والجزر، الليل والنهار ،والقوة والضعف،والأبيض والأسود….الخ)ونحن كبشر نعبر عن النظام الواحد عن طريق الحب والتوازن بين (الذكر والأنثي) بمعني أن هناك حقيقة مطلقة إلهية يجب علينا الإعتراف بها وهي أن كلا منا بداخله (الذكورة والانوثة )ولكننا للأسف تم برمجتنا برمجة مغلوطة منذ نعومة أظافرنا علي إرتباط الطاقة بالجنس والشكل الخارجي ولكن الحقيقة هي أنك بداخلك( ذكر وانثي) وأنتي بداخلك( الأنثي والذكر) قوتان  متناقضتان ومتجاذبتان في نفس الوقت، نحتاج لأن ننتبه لهاوبالتالي يصبح بداخلك حرب نفسية وجروح عميقة لم تشفي بعد في حالة رفضك لتوازن الطاقتين بداخلك أو الإنحراف الطاقي المتطرف تجاه طاقة واحدة فقط إما( الين )الطاقة الأنثوية أو  العكس (اليانغ)الطاقة الذكورية طوال الوقت  ،                                                               
وللتبسيط إتباعا لخصال كلا منهما ،
لو أن الأنثي طاقة الذكورة لديها أعلي من طاقة الأنوثة ذلك يتسبب في خلل بالعلاقة وفي المقابل العكس لو الرجل طاقة الانوثة لديه أعلي من طاقة الذكورة بتسبب في خلل كبير بالعلاقة قال تعالي  (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ  )

لو تحدثنا عن الخصال ..سنجد أن الصفات الذكورية هي التصميم وتحويل الخطط لأفعال علي أرض الواقع والمنطقية ،التركيز،المسؤولية ،القيادة ،الإنجاز ،الحماية،المبادرة (والعطاء والآخذ)،يعمل علي شئ واحد في الوقت الواحد ،ينصت أكثر للآخر،المنافسة وحب المخاطرة وسرعة الحركة  والإصرار  ،اما الطاقة الانثوية تشمل علي الإبداع والتدفق والهدؤ والرؤية و(القوة )هنا نشير إلي القوة النفسية والقدرة علي التحمل ،(الأخذ والعطاء)،الرعاية والعاطفة ،الحدس ،والإحتواء والمرونة ،حب الليل والظلام ،السلام والحكمة وعمل أكثر من شئ في نفس الوقت ،حب الطبيعة والموسيقي ،التواصل مع الآخرين؛ وعند محايدة الطاقتين لدي كلا من الطرفين ستصبح هناك منظومة مشاركة متوازنة في العلاقة بين الرجل والمرأة ولن تتزن منظومة البيت إلا بحدوث التوازن الطاقي بين طاقة الأنوثة والذكورة لدي الطرفين

(قانون الثنائية الكوني)  

أحيانا نجد أنثي تعطي طوال الوقت (العطاءطاقة ذكورية أكثر )وفجأة تنسحب من العلاقة لأنها طوال الوقت تعطي واختل توازنها فتعيد توازنها بالإنسحاب من هذا النوع من العلاقات والرجل الذي ياخذ طوال الوقت (الأخذ طاقة أنثوية أكثر)ولم يعطي ولا يبادر طبيعي أن ينسحب من العلاقة لشعوره بالإشباع الدائم وإختلال طاقته الذكورية وهي العطاء ..؛ وعلي صعيد آخر في حالة إستخدام عقلك كأنثي في التحليل والأرقام والأعمال والإجتماعات التي تحتاج لتركيز ومجهود عقلي علي مدار اليوم(طاقة ذكورية) حين تذهبين للنوم ستشعري بعدم القدرة علي النوم ومشاعر الوحدة ستمتلكك وإقماعك للأنثي بداخلك سيحدث ثورة عليكي لأنك إستخدمتي قدر كبير من الطاقة الذكورية بدون موازنتها بالطاقة الأنثوية المطلوب منكي ممارستها في المنزل مع زوجك وأولادك وهي الفطرة التي خلقك الله سبحانه وتعالي عليها ،وعلي النقيض الرجل الذي يرعي الأطفال ويقوم بإطعامهم طوال اليوم ولا يعمل أو يكون هادئ قليل الإنجاز والتفاعل سيصبح مختل طاقيا لأنه أستخدم ( طاقة الأنوثة) بقدر أعلي مما تسبب في إحداث خلل في طاقته الذكورية وهنا يبدأ النفور في العلاقات …!

كيف يمكنك إكتشاف الخلل بالنسبة للأنثي؟       

      
مثالا علي ذلك حين تتعاملين مع انثي أخري مكتملة الأنوثة وتتحدث بشكل انثوي جذاب ستكون محفز لإستفزاز النقاط العمياء الغير مرئية بداخلك؛                                   
وبالنسبة للرجل حين تتعامل مع رجل قوي البنية يتحدث بجأش وحزم وتسبب في إزعاجك وخوفك  …!
أيا كان ما يزعجك في الآخر هذا هو الخلل لديك الذي يحتاج للعمل علي توازنه، وعلي محمل أخر في حالة تفعيل الطاقة الذكورية فقط لدي الرجل ستصاب بالجمود إعتقادا منك أن الرجل مطلوب منه أن يكون (خشن أو عنيف ) فقط ولا مجال للطاقة الأنثوية بداخله مثل الاحتواء والعطف هنا ستشعر شريكته معه بالفقر العاطفي وذبول العلاقة ، والأنثي التي تسيطر عليها فكرة ان الأنثي خلقت(للدلع والحب والمشاعر)فقط ستصاب بالخذلان في كافة نواحي حياتها وتصبح في حالة تعلق وإحتياج طوال الوقت ولن تجذبين غير نمط واحد من الأشخاص المسيطرين والسامين لحياتك.. !

وكلا الطرفين لن تجذبا إليكما إلا نفس النمط المعاكس في العلاقات وبالتالي سيحكم علي العلاقة بالفشل ويجبرك الكون شئت أم أبيت علي إعادة التوازن من خلال مجريات الأحداث الحياتية لديك او الصدمات ..

        

إذن ما المطلوب؟

هو التوقف والمصداقية مع النفس لمراجعة النقاط اللاشعورية العمياء و عمل محايدة طاقية بين الأنوثة والذكورة لإعادة تصحيح الأدوار في منظومة العلاقة وحين يعمل أحد الطرفين أو كليهما علي هذا التوازن ستتبدل الأحداث ويحدث التناغم التلقائي،
مثال الحب والكراهية طاقتين متعاكستين الحب طاقة انثوية والكره طاقة ذكورية فإن أحببت ليس مطلوب منك الإكستريم في التعلق والتعبير عن المشاعر ولكن تحتاج للموازنة في العطاء والتعبير المتبادل ؛                                                     
علي الذكر أن يكون لديه علي الأقل “70%طاقة ذكورية و30%طاقة انثوية”

والأنثي العكس” 70%طاقة أنثوية و30%طاقة ذكورية “ويمكن تقييم ذلك بفصل الصفات الأنثوية والذكورية علي حدا لإيجاد النسبة والتناسب لإحداث المحايدة ،

وبمجرد إرجاع التوازن للجسد الطاقي والمشاعري الأنثوي والذكوري يحدث إنسجام بين العقل والقلب لدي الطرفين تلقائيا….؛                                            
كل إنسان مسؤل عن نفسه ويعرف ما يحتاجه وما لا يحتاجه وأنت من تقرر تقبل فطرتك وحقيقتك لتشفي وتجد التوازن والتناغم مع الكون وتشعر بالسلام الداخلي  في كافة نواحي حياتك … ،           

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

بقلم: رشا أبو العز


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com