في مثل هذا اليوم منذ عام، خيَّم الحزن على الرياضة الإماراتية برحيل المغفور له، بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وكان خبر وفاته فاجعة عجزت عن وصفها الكلمات كون الراحل يحتل مكانة رفيعة في قلوب جميع الرياضيين محلياً وعربياً وعالمياً، حيث يعد رمزاً من رموز الرياضة الإماراتية، ومن أبرز قادتها كما لعب دوراً مهماً في نشر العديد من الرياضات في الدولة إلى جانب اهتمامه بإحياء التراثية منها.

رحل المغفور له، بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، لكنه ترك بصمة خالدة في تاريخ الرياضة، وإرثاً رياضياً متنوعاً بما أن مساهماته ودعمه شمل مختلف الرياضات والألعاب، وكان مواكباً لتطورها في جميع مراحلها وحريصاً على إشعاعها في جميع المحافل الدولية.

وقد ارتبط المغفور له، بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، بشكل وثيق بنادي النصر وسيذكر التاريخ الرياضي دائماً أن الراحل هو صاحب أطول فترة في رئاسة ناد رياضي في العالم، بعدما ترأس «العميد» منذ الستينيات حتى تاريخ وفاته، لذا يعرف كونه الأب الروحي للعميد وصانع أمجاده، حيث قاده برؤية حكيمة لتحقيق العديد من الإنجازات والألقاب وتحوّل العميد إلى ناد مجتمعي رياضي شامل، يضم كل الألعاب الرياضية لتلبية أذواق مختلف فئات المجتمع.

وأسهم المغفور له، بإذن الله، في قيادة نادي النصر وللعبه دوراً مجتمعياً ورياضياً رائداً في الإمارات، منذ أن تولى رئاسته في الستينيات حتى رحيله وعزز موقعه حتى يكون القاطرة، التي تقود الأندية في مجالات عديدة وهو أكثر من مجرد ناد، وأسهم في تطوير رياضة الإمارات، كما قدم للمنتخبات الوطنية أبرز اللاعبين على الساحة في مختلف الألعاب، ومنها كرة القدم التي عززت مكانته ليكون منجم المواهب ومصنع النجوم، كما كان نادي النصر سباقاً في استضافة الأندية والمنتخبات العالمية والترويج لصورة الإمارات ودبي بشكل خاصّ منذ السبعينيات، ومن بينها سانتوس البرازيلي في 1973 بقيادة نجمه بيليه، وساوباولـو البرازيلي في 1976 وأرسنال في 1976، وليفربول الإنجليزي في 1978، وفرق إنجليزية أخرى مثل توتنهام وساوثهامبتون واستون فيلا إلى جانب غلاسكو رينجرزالأسكتلندي وجاره سلتيك وانتراخت فرانكفورت الألماني وهيركليس الهولندي، وريد ستار اليوغسلافي في1977، كما استضاف النصر في 1975 قدماء المنتخب الانجليزي الفائز بكأس العالم 1966 بمشاركة نجميه بوبي تشارلتون وبوبي مور، واستضافة أرسنال الإنجليزي في افتتاح استاد آل مكتوم في حلته الجديدة في 2020.

وخلال فترة رئاسته لنادي النصر، أسهم المغفور له بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، في تطوير منشآت النادي ومرافقه وخاصة استاد آل مكتوم، الذي تم تدشينه لأول مرة في 1978. ومع بداية التسعينيات تم تغيير أرضية استاد آل مكتوم من الترتان إلى العشبية، تزامناً مع استضافة النصر للبطولة العربية للأندية في 1991 قبل أن يشهد الملعب إعادة تهيئة واسعة، بمناسبة استضافة نهائيات كأس العالم للشباب في 2003 شملت المقر الإداري، وغرف تبديل الملابس وعدة مرافق أخرى.

تحفة معمارية

وشهد استاد آل مكتوم أكبر عملية تطوير في 2018 بمناسبة استضافته جانباً من منافسات نهائيات كأس أمم آسيا، التي احتضنتها الإمارات من 5 يناير إلى 1 فبراير 2019، ووجه المغفور له، بإذن الله، أن يكون استاد آل مكتوم في حلته الجديدة تحفة معمارية تعكس التطور الحضاري لمدينة دبي، وتم تجهيزه بأحدث تقنيات الأمن والإضاءة وبناؤه وفقاً لمواصفات الملاعب الأوروبية.

رؤية المغفور له، بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، حول نادي النصر، أن يكون نادياً متفرداً رياضياً وإدارياً وبعيداً عن الديون، حيث كان يوجه مجلس الإدارة بتجنب الاقتراض من البنوك وتطبيق الحوكمة.

ولم يتوقف رصيد المغفور له، بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، عند رئاسته ودعمه اللامحدود لنادي النصر بل يعتبر أحد أهم ملاك إسطبلات الخيول العربية الأصيلة، وصاحب المبادرات المهمة في سباقات الخيول العربية الأصيلة في أوروبا والعالم لإحياء هذا التراث الأصيل، كما حسب له أيضاً مساهماته الكبيرة في تحويل أندية دبي إلى أندية نموذجية، من خلال موقعه كرئيس للبلدية في دبي لفترة طويلة، كما أعطى اهتماماً كبيراً لتطوير المنشآت والمرافق الرياضية في دبي بشكل عام في مراحل نشأتها وتطورها، كما أعطى توجيهاته لبلدية دبي لإنشاء المقر الجديد لاتحاد الكرة في دبي في منطقة الخوانيج، ويعد هذا المقر بملحقاته واحداً من أفضل وأرقى مقرات اتحاد الكرة بالعالم، كما أمر ببناء مقر جديد للجنة الأولمبية الوطنية بتكلفة إجمالية، تصل إلى 45 مليون درهم.