الإنجازات الفارقة التي حققتها الإمارات في ملف التوازن بين الجنسين، رسخت أساساً قوياً لمكتسبات أكبر ترتقي بتنافسية وريادة الدولة في هذا المجال لتجعل منها مرجعاً دولياً لأفضل ممارسات التوازن والتكافؤ وتمكين المرأة، خصوصاً بعد القفزة النوعية التي أحدثتها الدولة، برؤية قيادتها، والعمل الموحد والشامل والجاد لكل مؤسساتها، لتتقدم 31 مركزاً عالمياً خلال 5 سنوات ضمن استراتيجية 2015 ـ 2021، متجاوزة بذلك أهدافها بأشواط كبيرة.
اعتماد محمد بن راشد لاستراتيجية خمسية جديدة للتوازن بين الجنسين تبني على هذا الإنجاز وتضاعف نتائجه، يلفت إلى صدارة هذا الملف ضمن اهتمامات القيادة ورؤية الإمارات في مرحلتها التنموية التاريخية الجديدة، والذي أكد سموه أنه يمثل أولوية في الخمسين عاماً القادمة سيتواصل دعمها بتشريعات وسياسات متطورة حتى يكون للإمارات الريادة فيها على مستوى العالم، وهو ما تترجمه استراتيجية 2022 ــ 2026 الجديدة بأهداف واضحة لزيادة تأثير الإمارات العالمي في ملف التوازن، وتعزيز حضور المرأة في المناصب القيادية والقطاع الاقتصادي، وتوفير كل مقومات النجاح بنهج شمولي من خلال التشريعات والسياسات والمبادرات وكذلك البرامج والمشاريع.
الإنجاز الأهم والأكثر تأثيراً في ملف التوازن، كان هذا النهج الذي استطاعت الإمارات باستثماره جيداً تحويل مفهوم التوازن إلى عمل مؤسسي تتكاتف في تعزيز واقعه جميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع عموماً، والنجاح السريع لتثبيت أركان هذا المفهوم يعكس مدى رسوخ الثقافة المجتمعية الداعمة في الإمارات لحضور المرأة في مسيرة التنمية، والتي تجذرت على مدى عقود من التمكين منذ تأسيس الدولة.
وما نراه من واقع إيجابي جديد في هذا النهج الذي حقق تميزاً استثنائياً للمرأة الإماراتية في جميع المجالات القيادية والاقتصادية والعلمية، يقدم عوامل دفع أقوى لاستراتيجية التوازن الجديدة ويبشر بإنجازات أكبر، فهي استراتيجية جاءت بعد دراسة وافية ودقيقة من مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، وتم تصميمها وتطويرها على مدى عام كامل، واستكملت نهجها الشمولي بتنسيق وتشاور كامل من المجلس مع مكتب رئاسة مجلس الوزراء والشركاء الاستراتيجيين من الوزارات والجهات الاتحادية، بأهداف عالية لتحقيق قفزات عالمية جديدة في هذا المجال.
كل إنجاز تحققه الإمارات يمثل على الدوام تحدياً جديداً لمضاعفة المكتسبات، وحجم ثقة الوطن وقيادته بفريق التوازن بين الجنسين يأتي اليوم بحجم ما حققه من قفزات، وما يعمل عليه من إنجازات مبشرة وصولاً إلى التكافؤ الكامل في ملف يعد ركيزة أساسية تتزايد أهميتها لنهضة الإمارات ومسيرة ازدهارها المتنامية.
بقلم: منى بوسمرة