السعادة هي حق من أبسط حقوق البشرية، فهي تندرج ضمن أولوياتنا بوعي منا او من دون وعي، فخلال رحلة سعينا في الحياة نطمح بلا شك أن نصل الى السعادة عبر تحقيق أهدافها و نشر رسائلنا، هذا الشعور الساحر الذي ينتابنا في كل مرة نصل فيها الى ما نصبو إليه و نرجوه.
إلا أن كثيراً منا لا يعرف و لا يعترف بأن سعادته هي مسؤولية شخصية تقع على عاتقه وحده دون غيره من أشخاص أو أحداث.
فمجرد عدم اعترافنا بهذه المسؤولية تبدأ سلسلة لا متناهية من الإسقاطات التي نوقعها على غيرنا أو واقعنا، و هنا فإننا ندخل في الدائرة النكدة التي لن تسمح لنا بالخروج منها إلا بعد اعترافنا و تسليمنا بهذه المسؤولية.
أما عن كيفية تحمل تلك المسؤولية فهي تبدأ:
أولا : تبني قناعات جديده تتمحور حول مسؤوليتنا تجاه أنفسنا بأن نحيا بسعادة و أنها حق من حقوقنا.
ثانياً : التوقف عن جلد ذواتنا، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ببساطة تدرج في سعادتك، فليس علينا أن نصل إلى أقصى درجات السعادة من أول خطوة.
ثالثاً : لسنا مسؤولين عن سعادة غيرنا بالدرجة الأولى، كن سعيداً أولا و ثانياً سوف تسعد غيرك.
رابعاً : وضع جدول زمني للتخلي عن عاداتنا القديمة، كالتسويف و إلقاء اللوم على المحيط و المقارنات، و غيرها.
خامسا : تحديد أسباب عدم قدرتنا على تحمل مسؤولية السعادة، و غالباً ماتكون اسبابا وهمية و مجرد مشاعر، كمشاعر النقص و عدم الوفرة و غيرها.
سادسا : تحديد و معرفة ما يشعرنا بالسعادة، و ماذا نريد.
سابعا : تفريغ الشحنات السالبة بإستمرار، و ذلك باتباع برنامج يومي نركز فيه على انفسنا، كممارسة اي نشاط ذهني او إبداعي أو روحاني أو نفسي، مهما كان بسيطا.
ثامنا : الورقه و القلم، فأفضل طريقة لمعرفة طريقنا هي حصولنا على خريطة واضحة، و أفضل طريقة لرسم تلك الخريطة هي الكتابة، قد يبدو الموضوع غير مجد للوهلة الأولى، لكن بمجرد التطبيق ستكتشف السر، و سيفرز عقلك الباطن حلولا و أفكارا جديده لم تتنبه لها من قبل نظرا لتشتت أفكارك، فقط فرغ ما بداخلك على ورقة و ستذهلك النتائج.
تاسعا: عظم نفسك و إنجازاتك مهما كانت متواضعة، و لا تنسى أن تكافئ نفسك عليها.
عاشرا:أحط نفسك بالسعداء.
عند تحملنا لمسؤولية إسعاد أنفسنا، فإننا بهذا نكون قد خطونا الخطوة الأولى في احتراف فن السعادة، ذلك الفن السهل الممتنع الذي يمكننا من تحمل أعباء الحياة و الاستمتاع في رحلة عمارة الأرض.
و لا ننسى أن السعادة قرار، فلنتخذه.
بقلم: ميساء عبد عواد