«سياحة المستقبل» مفهوم حديث للسياحة، ابتكرته دبي من خلال متحف المستقبل، حيث تأخذ السائح في رحلة استكشافية عابرة لحدود الزمن والجغرافيا، لاستعراض جوانب مختلفة من مستقبل البشرية، بعد عشرات السنين، وأهم التقنيات التي تنتظرها في العقود المقبلة، من خلال تجربة تفاعلية غير مسبوقة، تثري الحواس، وتدمج بشكل متكامل المتعة مع العلم مع التكنولوجيا، في خلطة سحرية، تعزز سمعة دبي مدينة المستقبل والحداثة والسياحة، وكل ما هو جديد ومختلف ومثير.
وبحسب التقديرات، فإنه يتوقع زيارة قرابة مليون زائر وسائح للمتحف سنوياً، وهذا ما أكده خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، مشيراً في الوقت ذاته، إلى تحدٍ من نوع جديد في متحف المستقبل، ويرى أنه أكبر تحدٍ، وهو تحديث المعروضات الموجودة فيه باستمرار، كونها تحاكي المستقبل، وذلك كون متحف المستقبل مختلفاً عن المتاحف التقليدية، التي تحافظ على أصول تاريخية قديمة، لا تتغير في جوهرها، ولكن تتغير قيمتها.
وبناء على ذلك، سيتم تعزيز وتغذية محتوى المتحف ومعروضاته بشكل مستدام، بأحدث الإنجازات التقنية، وآخر الاكتشافات العلمية، بما يحافظ على ديناميكية المتحف وحيويته، ويسمح لإمارة دبي ودولة الإمارات، بمواكبة الإنجازات والمتغيرات المستقبلية.
كما سيشكل المتحف مختبراً شاملاً لتقنيات المستقبل وأفكار المستقبل ومدن المستقبل، من خلال الاستثمار في العقل المبدع، ودعم الأفكار والمشاريع والمبادرات والأبحاث والدراسات التي تضيف قيمة نوعية، وتسهم في تحقيق تأثير إيجابي حقيقي.
وحين نتحدث عما يقارب مليون زائر مستهدف سنوياً لمتحف المستقبل، فإن ذلك يعني، حسب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، توفير إيرادات سنوياً تصل إلى أكثر من 140 مليون درهم، 90 % منها من قيمة تذاكر الدخول، والبقية من عوائد الشراكات الاستراتيجية للمتحف، وتأجير بعض مرافقه في الطوابق العليا، لا سيما القاعات التي تتسع لأكثر من ألف شخص.
وتأتي الإمكانات والطموحات التي يزخر بها متحف المستقبل في دبي، متوائمة مع رؤية إمارة دبي ودولة الإمارات في تقديم مستقبل مشرق للأجيال الحالية والأجيال القادمة، عبر تسليط الضوء على أبرز الابتكارات والإبداعات التي سيحملها المستقبل، وتصميم الأفكار والمشاريع التي من شأنها تحديد ورسم التوجهات المستقبلية المحتملة.
وسيتحول المتحف إلى وجهة دائمة لاستعراض مستقبل العالم، والاطلاع على أهم التقنيات التي تنتظرها البشرية خلال العقود المقبلة، وذلك بالتعاون مع نخبة من الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة في دراسة التحديات الحالية والمستقبلية، وتقديم حلول جديدة ومبتكرة. مؤكداً دور المتحف الأساسي في احتضان ومواكبة النخب العلمية والمعرفية والنوابغ على مستوى المنطقة والعالم.
وتتمثل أهداف المتحف، في استقطاب الأفكار المبدعة، ومواكبة السبق العالمي الحاصل في استكشاف وتبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل، والمشاركة في تصميم مستقبل العالم، عبر ورش عمل عالمية، تنطلق من إمارة دبي، لترسخ تميز دولة الإمارات، وتعزيز مكانتها كلاعب محوري في رسم الاتجاهات والمتغيرات المستقبلية، فالاهتمام بالمستقبل في دبي، يعود إلى ما قبل إطلاق «مؤسسة دبي للمستقبل»، ولكن المؤسسة حوّلت المستقبل إلى مشاريع وقطاعات أعمال حقيقية، بدأت في تغيير أسلوب إدارة وتشغيل الأعمال في الإمارة، ومتحف المستقبل، أصبح وجهة أساسية في قائمة وجهات الزائر أو السائح القادم إلى الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، ولن تكتمل زيارة دبي، دون أن يعرج السائح إلى المتحف الذي يعتبر أجمل مبنى على وجه الأرض، بتفرده في التصميم والفكرة، والإبهار العلمي والتقني والتكنولوجي.
وهكذا، فإن متحف المستقبل، بات يفرض نفسه بقوة وثقة على خارطة دبي السياحية، ويعزز جهود الإمارة في تنويع أنماط السياحة، وزيادة مصادر الدخل، عطفاً على ارتباطه المباشر بجهود بناء مدينة المستقبل الذكية، وتشجيع التفكير المستقبلي، ودعم منظومة الحلول التنموية طويلة المدى، لتحديات ومتطلبات المستقبل على المستوى المحلي، والإقليمي، والدولي.
وتسعى دبي، من خلال متحف المستقبل، إلى مأسسة استشراف المستقبل، واستكشاف فرصه، والاستفادة منها لترسيخ تنافسية الوطن، وتعزيز التحول نحو اقتصاد المعرفة، واستشراف حلول علمية وعملية لتحديات الغد.
كما سيعمل المتحف على خلق أرضية تربط المبادرات التنموية والاقتصادية والمجتمعية، بأحدث الاكتشافات العلمية والمعرفية والتقنية، من منظور مستقبلي استشرافي، وذلك عبر إطلاق واحتضان ورعاية العديد من المشاريع والمبادرات، تحت مظلة المتحف، بما يسهم في خدمة شعوب ومجتمعات العالم العربي، والارتقاء بالمسيرة التطورية في المنطقة.
على صعيد المجتمع العلمي الدولي، سوف يسهم متحف المستقبل في خلق حراك فكري ومعرفي عالمي، حول استقصاء واستشراف التغيرات والاتجاهات المستقبلية في شتى المجالات العلمية والاقتصادية والتنموية والإنسانية، علاوة على استغلال الفرص، للاستفادة من هذه التغيرات، بما يعود بالنفع على البشرية، وتعميق أسس التعاون المعرفي، وتيسير قنوات تبادل التجارب والبيانات، وتحقيق العدالة في مشاركة النتاج العلمي والمعرفي المستقبلي، بالإضافة إلى الاستثمار في التطور التقني والمعرفي، للمساهمة في التصدي للأزمات العالمية الاقتصادية والصحية والإنسانية أولاً بأول.