|  آخر تحديث ديسمبر 2, 2021 , 11:58 ص

اتحاد دولة الإمارات رسالة سلام


اتحاد دولة الإمارات رسالة سلام



بسم الله الرحمن الرحيم

 

بينما وأنا أقلّب صفحات من الشعر لأبي الطيب المتنبي، الشاعر العربي المشهور، لفت انتباهي بيت من الشعر، إلى حقيقة لا تغيب عن بال عاقل أو دارس أو باحث ، أن عمر الحضارات لا يقاس بالسنين، بل ما تقدمه من إنجازات للبشرية، فيه يقول :

إنّي وإن كنت الأخير زمانه ………..لآت بما لم تأت به الأوائل

 

فبلدنا الغالي يعيش في هذه الأيام أفراح أليوبيل الذهبي ، بمرور خمسين عاماً على تأسيس دولة ملأت الدنيا وشغلت الناس، وقد قيّض الله لها قادة حكماء عرفوا طريق الحضارة فمشوها خطى ثابة رغم الصعاب حتى تجاوزا ما هو مستحيل، حين أرسلوا للمريخ مركبة فضائية إماراتية خالصة .

 

 

بدت قصة الاتحاد باجتماع قائدين كبيرين شهد لهما التاريخ بحكمتهما، في سبعينيات القرن الماضي حين التقى المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأخيه من دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم – رحمه الله – حتى تتوالى اللقاءات وتتكاثف لتثمر عن تأسيس دولة فتية سطع نورها في سماء الأمة العربية والعالم في قادم الأيام ، أخذ هذا الاتحاد يكبر ويكبر حتى صار صدى صوت الإمارات يسمع صداه في أرجاء الوطن العربي الذي كانت تجتاحه موجة من الصراعات الداخلية والخارجية ، لعبت فيه دولة الإمارات دوراً فعالاً في تضميد الجراح ؛ وخاصة في حرب تشرين مع أعداء الأمة العربية ، حين هبّ قادة الإمارات وعلى رأسهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – الذي أطلق ولأول مرة سلاح النفط في وجه أعداءها، في مقولته التي أصبحت شعارا على مرّ الأيام ( ليس النفط العربي بأغلى من الدم العربي ) هذه المقولة وذاك الموقف وضعا الإمارات في طليعة الدول المدافعة عن حقوق الأمة العربية ، ووتتالت الأحداث تواكبها المواقف، فما موقف الإمارات من احتلال صدام حسين للكويت إلا دلالة على رؤية صادقة وحكيمة في لئم الجراح العربية ، كما جاء احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث ليضع إيران في الصف المعادي للجانب العربي والإماراتي خاصة ، وسلكت الإمارات طريق السلام حرصاً منها على عدم سفك الدماء وصارات قضية الجزر الثلاث قضية دولية، وسوف يعود الحقّ لاأصحابه طال الزمان أو قصر، ثم تتالت الإنجازات على كافة الصعد فتطورت التجارة والصناعة والزراعة والتعليم ، وشهدت الدولة نهضة بزمن قياسي لم يشهدها قطر عربي ، فخلال فترة قصيرة دخلت الإمارات عصر الفضاء من خلال إطلاقها مركبة فضائية لاستكشاف المريخ، مما جعلها محجا للجميع من كافة دول العالم ، ولا أعتقد أن الأسطر القليلة غير قادرة على تغطية ولو جزء من إنجازات الإمارات خلال العقود الخمسة الماضية،فقد لمستها معظم الشعوب العربية، فلا تكاد ترى جرحاً عربياً نازفاً إلا وتجد البلسم الإماراتي يهبّ لمداواته.

 

 

 

ظلت الراية عالية حين حملتها أياد تربت على عهد حكيم العرب، فزرعه في التسامح والكرم والمروءة قد أينع في أبنائه ، إذ استمرت المسيرة في عهد ولده الشيخ خليفة بن زايد– شفاه الله وعافاه – وكذلك عهد الشيخ محمد بن زايد – أطال الله عمره – الذين لم يسقطوا راية حكيم العرب هاهم يحاورون من عاداهم ويفتحون صدورهم للعرب جميعاً من أجل التصالح والتسامح ويعود الوطن العربي إلى سابق عهده وطناً للجميع في إطارالأخوة والمحبة والتحابب ، وأصبحت الإمارات محجاً للعالمين متجاوزين ما خلفه كورونا من آثار خطيرة على اقتصاديات الدول، وبفضل الله أولاً وجهود أبنائه ثانياً وحكمة قادته حتى استطعنا تجاوز المحنة ونستقبل الملايين من الناس في زمن عزّ فيه التجمع ، ليكون إكسبو 2020 منارة يهتدي بها الآخرون ،ويأتي اختيار الإماراتي أحمد الريسي رئيساً للأنتربول الدولي إلا مؤشراً على أن عمر الحضارات لايقاس بالسنين بل بالإنجازات.

 

 

حمى الله الإمارات من كل سوء وهنيئاً لشعبها وقادتها احتفالهم باليوبيل الفضي للتأسيس، فإلى مزيد من التقدم والرفعة ونشر السلام في أرجاء العالم.

 

 

بقلم: د. آمنة الظنحاني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com