|  آخر تحديث سبتمبر 16, 2021 , 0:07 ص

العدالة في دولة الحضارة


العدالة في دولة الحضارة



 

من منّا لا يقرّ بأن التاريخ خير معلّم ، ومن منّا لم يستفد من التاريخ في حاضره أو مستقبله، لا زلت أذكر وأنا على مقاعد الدراسة ما ساقته معلّمة التاريخ من عبارات مازات محفورة في عقولنا، وبل وأصبحت جزءاً لايتجزأ من ثقافتنا وتراثنا، نعتزّ بها حتى تحوّلت مع مرور الزمن عليها نهجا نسير على خطاه، يحضرني في هذا المجال ما جاء على لسان ملك خوزستان (( الهرمزان )) وهو مقادًا كأسير لخليفة المسلمين عمر بن الخطاب، وحين دخلوا عليه وجدوه نائمًا على حصيرة متواضعة، فقال كلمته المشهورة: “حكمت فعدلت، فأمنت فنمت” كلمات بسيطة معدودة ومحدودة، لكنّ مدلولاتها عظيمة، لا تسعها مجلدات ولا يوافيها حقها ملوك وأمراء، إنّها العدالة والأمن، ما أروعها من مصطلحات، لايعرف طعمها إلا من ذاق حلاوتها، فإنك حين ترى شعبًا آمنًا فاعلم أن وراءهم قائد عادل، فالعدالة والأمن هما أس الحكم، وقد قيل في الحكمة : (( القيادة فنّ و ذوق وأخلاق )).

 

 

 

وما أحرانا ونحن نتلمّس الذكرى الخمسين لتأسيس دولة العدالة، دولة الإمارات العربية المتحدة، نتذكّر مؤسسها ورجل المرحلة فيها الشيخ زايد – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته –مع رفاق دربه من أصحاب السمو الذين رسموا لهذا الجيل درب العدالة والحضارة.

 

واستمرت الراية يحملها بكل أمانة رجال تعرفهم المواقف لا الأقوال، يسيرون على درب من سبقهم في هذا المجال، شعارهم التطوير ونهجهم الأمن والآمان للوطن والمواطن، وقد سخّروا كلّ إمكاناتهم في خدمة الشعب الذي أعطاهم ولاءه، فقد صدرت مجموعة من القوانين التي ترسخ العدالة والتي تقول لا أحد فوق القانون ولا خرم تنفذ منه العدالة، فأينا يمّمت وجهك في هذا الوطن المبارك تجد سورًا من العدالة يحيط بك ويشعرك بالآمان، وما الحكومة الإلكترونيّة إلا خير مثال على ذلك، فتستطيع وأنت في بيتك أو في الشارع أو في أي مكان أن تحصل على ما تريد من أوراق ووثائق تلزمك لحياتك اليومية بكل يسر وسهولة، فلا تعقيد ولا مماطلة ولا رشوة ولا واسطة، بل عدالة وحضارة، وما استجابة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لنداء وقصة المرأة التي عانت ما عانت بحثاً عن ملجأ يأويها وعائلتها، إلا صورة من صور العدالة في التاريخ، تلك المرأة التي لبّى نداءها المعتصم بالله حين شعر بأنها ظُلمت وأعاد لها كرامتها وحقّها لتكون العدالة هي الفيصل، فقد أصدر سموه قرارًا بعزل المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للإسكان،  سامي قرقاش من منصبه، ليس انتصارًا لهذه المرأة فقط بل نصرة للعدالة التي تقوم عليها الحضارات.

هذه دولتنا وهؤلاء قادتنا، وهذا نهجنا، دمتم فوق رؤوسنا تيجان عزّ و فخر،وإلى الأمام ننشر العدالة والسلم والتسامح.

 

 

 

بقلم: د. آمنة الظنحاني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com