«أنت في دبي آمن على كل شيء، على نفسك وعيالك ومالك». جملة قالها رجل أعمال ومستثمر قبل سنوات، تختزل معاني النجاح وجودة الحياة وتعاظم الاستثمار. لكن لماذا وكيف؟ وما هو المميز في دبي؟ ولماذا يتدفق إليها الناس والاستثمار. وما الذي يجعلها وجهة للعيش والاستثمار ووجهة رواد الأعمال للانطلاق للعالمية؟
نستطيع أن نعدد عشرات الأسباب لذلك مثل الاقتصاد القوي والمرن والبنية التحتية والتملك الكامل والمزايا الضريبية وسهولة ممارسة الأعمال والتشريعات الملائمة والتخطيط، وسرعة الاستجابة للتحديات والأمن والأمان والاستقرار والموقع الاستراتيجي والإقامات الطويلة وغيرها.
لكن كل تلك الأسباب على أهميتها هي تفرع من شيء واحد فقط، وهو «الرؤية» التي جعلت كل شيء ممكناً بل مميزاً وتنافسياً، رؤية تصفق للنجاح، تدعمه ولا تعطله، وتوفر له كل ما يلزم، تطبيقاً للقاعدة الأساس التي كانت نهج المغفور له الشيخ راشد بن سعيد حين قال يوماً «ما ينفع التجار ينفع دبي»، والمقصود بالتجار هنا المعنى الواسع لها بكل تفرعاتها الاقتصادية والاجتماعية.
من تلك الممارسة ولدت نظرية عمل صاغها محمد بن راشد مفاتيحها التنافسية وسباق للتميز لا يتوقف، لجعل كل من يعيش في دبي أو قادم إليها ناجحاً ورابحاً ومشاركاً في تطبيق تلك النظرية وكتابة قصة نجاح بلا نهاية، ليس للمدينة فقط بل لنفسه أيضاً ما دام في دبي.
ربما يرى البعض شهادتنا مجروحة في دبي، وربما شهادات الأفراد قد لا ترى المشهد كاملاً، لكن شهادات المؤسسات الدولية والشركات المستثمرة في دبي تبقى هي المعيار؛ لأن حكمها قائم على التحليل والمقارنة، فهي التي وضعت دبي ضمن أفضل مدن العالم في التأثير والعيش والعمل والاستثمار، بل وتتقدم للمركز الأول، بتنافسية نوعية مع مراكز الأعمال العريقة مثل لندن ونيويورك، وبمزايا استثنائية تستقطب أهم الشركات العالمية خاصة في القطاعات الحيوية.
تلك الشهادات لا تتوقف، تلاحق سيرة ومسيرة دبي التي تقدم كل يوم ما هو مميز، ترجمة وممارسة يومية لرؤية محمد بن راشد بجعل دبي مركزاً عالمياً لكل شيء، للاستثمار والعمل والتعليم والسياحة وللعقول والمواهب ورواد الأعمال.
قصة دبي، ترويها اليوم نجاحات شركات القطاع الخاص والأفراد والمواهب الذين أسسوا حضوراً عالمياً تنافسياً من تلك الرؤية التي ما زال يتدفق من نبعها نجاحات متتالية، لتكون الحاضنة الدافئة التي تنمو فيها الأعمال وتنتعش، فصارت حلم ملايين الناس حول العالم على نحو دائم، لأن الكل فيها يربح وينجح، في نموذج عمل بمواصفات كفاءة استثنائية، وبمعايير موضوعية، في مقدمتها الأمان بمفاهيمه الثلاثة السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ليس في المنطقة بل في العالم.
دبي بمجتمعها العصري المتعدد الثقافات، تجسد اليوم المستقبل وتتطلع لأن يكون نموذجها، الأمثل للعالم، من خلال مسيرة متسارعة ومتوازنة ومرنة، فإذا كان هناك مكان يصلح كمركز مثالي للاستثمار الراغب بتحقيق النجاح والأرباح، فإن هذا المكان هو دبي التي ولدت فيها آلاف الشركات وانطلق منها آلاف رواد الأعمال، ولا يزال، والقادم فيها أجمل وأعظم كما وعد باني نهضتها وراسم مستقبلها والذي تجيب رؤيته يومياً عن: لماذا دبي؟ أما نحن فنجيب عن السؤال بالقول: لأن قائدها محمد بن راشد.
بقلم: منى بو سمرة