التجاهل فن لا يعرف حلاوته إلا الشخص الذي يعيش على خطاه، لذا عليك أن تعيش كما تريد، وبالطريقة التي تريد أن تعيشها، وليس كما يريد الناس من حولك. وعليك أن تتجاهل كلام الناس والتعليقات التي تأتيك يوميا من أناس تافهين هدفهم الأساسي هو إيذاء الآخرين بكلامهم البذيء، وجعل الآخرين يفقدون الثقة والأمل، فمختلف الأحكام والكلام الذي تسمعه عنك هو مجرد كلام ولا بد أن تتخطاه وتتجاهله، وكما يقال” إن أتقنت فن التجاهل فقد اجتزت نصف مشاكل الحياة”.
لكي تعيش بسلام عليك أن تحترف فن التجاهل. فالتجاهل نصف السعادة التجاهل ليس صفة سلبية كما كنا نعتقد دائما، ربما تكون كذلك في بعض المواقف لكن في معظم الأوقات سيكون التجاهل هو الحل مع الأشخاص الذين يمتصون طاقتنا و يرسلون الينا ذبذبات محمّلة بالحسد و الكراهية و الغيرة و المقارنة والتعالي وغيرها من الصفات المماثلة.
عليك بالتجاهل التكتيكي الذكي فهو محمود، فالحياة تحتاج بعض التجاهل، تجاهل أشخاص، تجاهل مشاكل ومنغصات، تجاهل أفعال وأقوال، فليس كل شيء يستحق عصبيتك، والزم ما عليك صحتك، انس واصفح وتناس وتجاهل تكتيكياً من أجل صحتك، ما أصعب الأصدقاء والأحباب، حينما يصبحون غرباء فجأة، لا يتصلون ولا يتواصلون ولا يرحمون، دنيا مغرورة وغدارة، حتى بعض الاصدقاء الأحباب، اصبحوا متقلبين يتجاهلون لحظات الأنس، والسمر، هناك تجاهل يستحق أن تمنحه فرصه أخرى، وهناك تجاهل لا يستحق معه إلا الرحيل.
التجاهل هوحقا نعمة، فهو يعيد كل إنسان إلي حجمه الحقيقي، أنت حين تتأثر بكلام أو رأي شخص معين فإنك إذن تعطيه قيمة وحجم أكثر من حجمه الفعلي، لهذا لابد أن تعطي لنفسك قيمة أكثر من أي شخص آخر، وتضع نفسك في المقدمة، فكل ما يهمك هو نفسك وليس الأشخاص الآخرين، فإن كنت سعيد فستكون سعيد بنفسك وإن كنت تعيس فإنك تكون تعيس لنفسك، لذا لا تدع أحد يعكر مزاجك وسعادتك .
بقلم: د. فاطمة الدربي